اتصل بنا
 

مدارسنا أطلال مكتظة وحكومتنا تطلب أثرا بعد عين

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-07-17 الساعة 15:52

مدارسنا أطلال مكتظة وحكومتنا تطلب أثرا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
هكذا إذا.. الدوام على فترتين بالتناوب في المدارس الحكومية لعدم قدرة المدارس الحكومية على تحقيق شروط السلامة العامة.
اذا، فهذا ما كان يعنيه وزير الصحة قبل أيام حينما قال ان مدارسنا الحكومية غير جاهزة.
دعوكم من جائحة كورونا وما فعلته بنا، المهم كيف كشفت الجائحة ما أحاطونا به من خراب، ونحن لا حول لنا ولا قوة.
طوال عشرات السنين ورجالهم يهاجمون المناهج في الأردن، لنكتشف من قبل اننا أصلا وقبل المناهج غير مستعدين لوجستيا.
كان الأولى قبل الحديث عن تخريب المناهج بحجج تطويرية أو هي تهديمية، ان نعد للمناهج مقاعد دراسية، كافية، وصفوفا كافية وأعداد مدارس كافية.
في الصف خمسون طالبا، او أربعون على الأقل. ما يفعل المعلم بكل هؤلاء!.
منذ عشرات السنين ونحن نصرخ بكم أن توقف وزارة التربية عن بناء المدراس خطير للغاية.
وبينما تهاجم الحكومة المتسولين الأثرياء في أسواقنا، بتنا نحن نتسول بناء مرافقنا الصحية والتعليمية من مؤسسات أجنبية.
حتى إذا جاءت الكاشفة كورونا فضحتنا.
إن تحويل الدراسة الى فترتين امر ليس سهلا على الاطلاق، فما كانت تفعل الحكومتان؛ عمر الرزاز وبشر الخصاونة طوال عام ونصف اذا؟.
أين الخطط التي كان عليهما وضعها فيما إذا استمرت الجائحة عاما اخر وعاما إضافيا؟.
كل المؤشرات تحدثت عن استمرار جائحة كورونا فيما اكتفينا بالهمس في إذن البشرية بأننا نحلم لها بالسلامة.
احتفلنا مبكرا بأننا من الدول التي انتصرت على جائحة كورونا، ووزعنا فيديوهات على بعضنا تلك التي احتوت إشادات من وسائل إعلام عربية قالت ما لم يقله مالك في الخمر عن إدارتنا للأمور. وفجأة سقطنا.
كنا نعلم أننا سنسقط، لان الاحتفال الاستعراضي بالنصر على الفايروس لم يكن سوى محاولة لدعم الذات.

إذا، سيكون على طلبتنا خوض فصل دراسي رابع من العبث. صحيح اننا سنرى الطلبة يذهبون الى المدارس ويعودون منها.
لكن هذه المرة وكما كنا قبل الجائحة سيكون صوت الخراب صامتا.
العام المنصرم انتقل أكثر من ١٣٠ الف طالب وطالبة من المدارس الخاصة الى الحكومية، وهذا العام التقديرات الرسمية تتحدث عن 40 الف طالب.
رقم مرعب يفضح كل حديث مسؤول تجميلي عن أحوال البلد، ولا سيما التعليم والصحة.
انتهجت الحكومات منذ عشرين عاما سياسة ساهمت في خصخصة التعليم، فاعتمدت في تدريس الجيل على المدارس الخاصة.
فجأة عجز الناس فصارت الهجرة عكسية، نحو الصفوف الرسمية غير الجاهزة، طالما النتيجة جيوبهم من دون تحسين مستقبل اولادهم.
ما تعنيه هذه الأرقام وكما قالت حملة ذبحتونا "عبئًا كبيرًا على الحكومة التي لم توفر البنية التحتية او الخدمات اللوجستية او الكوادر التعليمية اللازمة لاستيعاب هذه الأعداد.
إن الهجرة الجماعية لطلبتنا من المدارس الخاصة الى الحكومية اثر الابداعات الاقتصادية التي مارستها الحكومات بحق المجتمع، يكتب عنوانا جديدا لفشل الحكومات.
نعم. "الحكومة حملت طلبة المدارس الحكومية مسؤولية سياساتها الكارثية".
ولأننا نعيش منذ عقود مع سياسة تعليمية أساسها الشكل والاستعراض، سياسة موجهة أساسا الى الأغنياء فقط او القادرين على عصر أنفسهم وتدريب أبنائهم في المدارس الخاصة.
وكما قالت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"، فإن التمييز بين طلبة المدارس الحكومية والخاصة في التعليم امر مخالف دستوريا.
إن الحكومة تحرم الطلبة من الحق في التعليم بشكل متساوٍ. هذا تماما ما يجري الان.
أزعم اننا دخلنا مرحلة اللاعودة. وان تداعيات سياسة الخراب ستتضاعف قريبا أكثر وأكثر.

نيسان ـ نشر في 2021-07-17 الساعة 15:52


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً