اتصل بنا
 

حادثة الجاردنز.. ربنا أعلم بحجم الخراب تحت الجلد

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-07-25 الساعة 13:48

حادثة الجاردنز.. ربنا أعلم بحجم الخراب
نيسان ـ إبراهيم قبيلات

هكذا إذا. المسألة لا تتعلق بالقطاع العام وحده دون غيره، لدينا الان شاهد على ان القطاع الخاص يعاني مما يعاني منه القطاع العام.
أنا هنا أتحدث عن الإدارة بشقيها؛ الرسمي والخاص وقد وصلت الى مستويات بالغة الانحدار وعلى المستويات كافة.
حادثة مستشفى الجاردنز ليست الاولى ولن تكون الاخيرة لكن دعوني في البداية أبشركم أن الحادثة ستمرّ.
مرّت كارثة مستشفى السلط فكيف لا يمرّ مستشفى الجاردنز.
في مزارع الدواجن، لا بدّ ان يفطن صاحبها إلى تجهيز نفسه بخطة بديلة في حال انقطعت الكهرباء عن صيصانه.
المسألة ليست مزحة وتعني أن أرواح الناس في مهب الخطأ.
بعد حادثة الجاردنز سيعلن مسؤول ما ان الفرق الرقابية ستتفقد المستشفيات الخاصة.
وسيظهر المسؤول بمظهر الحازم. وسيحمّر العين على كل مخالفة من نوع انقطاع الكهرباء.
لكن كل ما سيجري شكليات من نوع التغطية على الخزق الذي ظهر اليوم هنا في الجاردنز وامس في التربية وسيظهر لاحقا في العديد من مؤسساتنا .
أما ما علينا أن نفزع منه فهو انه، وبعد مئة عام من بدء انشائنا مؤسسات الدولة العامة والخاصة نكتشف ان البيوقراطية العميقة التي كنا نتبجح بأننا نراعي شأنها، ونضعها على الرأس والعين باتت هشة.
اليوم لا بروتوكولات ثابتة ومتجذرة معمول بها في المجتمع، وربنا أعلم بحجم الخراب تحت الجلد.
ثم أن ما يفزع ليس هذا، بل في انشغالنا كلنا بتطريز الثوب، فيما الجسد مهشم وله رائحة مزعجة. نريده جسدا ديمقراطيا أنيقا، فنستدعي له ثوب الديمقراطية لنلبسه.
نريده ثوبا تفوح منه روائح الإصلاح، لكنه يعاني من كسور متعددة ومعقدة في الحوض والأطراف الأربعة.
جسد نخرت عظامه كل الامراض، فبات غير قادر أو قابل للمشي، سوى أن هذا لا يهم، المهم أن يرتدي هذا الجسد ما يجعله أنيقا.

نيسان ـ نشر في 2021-07-25 الساعة 13:48


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً