اتصل بنا
 

الى متى ؟

نيسان ـ نشر في 2021-07-28 الساعة 09:32

نيسان ـ في وقت الذي كان يتجول باص بلدتي الجميلة "الحصن" بين ازقتها وشوارعها باحثاً عن ركاب خوفاً من الذهاب إلى مجمع اربد فارغاً دون ركاب بما سيتكبل عليه خسارة ويتحملها ذلك السائق ، ويبدو على السائق التذمر منزعجاً ويتكلم بصوت مسموع" وين راحت الناس ؟" ما تطلع من بيوتها ؟ "هسا الناس بطلت تعجبها مشاوير لأربد ؟؟ " ومن ثم يرى شخص يسير على الشارع الذي يبعد كثيراً عن الخط العام "شارع الرئيسي" فيذهب إليه مسرعاً كأنه يرى كنزاً مع تشغيل الزامور الطويل لتسمعه كل الحارة ويزعجها لدرجة اهل الحارة حفظت من هو السائق " الشوفير " وتقول" هو هذا ما غيره؟" باسمه وكنيته وانه يبحث كالعادة عن ركاب وانه وصل لحد انه قد فقد صبره او " استفلس " ولم يبقى عنده أمل وأن الأمل منصب في هذا الرجل الذي سيملئ ذلك الكرسي الذي ينظر اليه من خلال مرآة الباص كل دقيقة ليتفاجئ في رفض هذا الشخص بالركوب بالباص ليقول له "يا رجل بدك توديني على اربد بالغصب؟" .
وفي موقف آخر توجهت الى أحد المراكز الصحيّة الحكومية وقلت في نفسي بما أنني أملك تأمين صحي لماذا لا استفيد منه وأن كل شهر الدولة تقتطع من ذلك الراتب مبلغ بدل تأمين صحي ،فاستقبلني طبيب أكثر من رائع ليسألني " شو وجعك يا اختي "ابتسمت وتذكرت ذلك الوجع بحجم الوطن الذي شكنني أن الألم قد يكون سببه في إذني أو في رقبتي ويظهر بالنهاية أنها "طاحونة العقل " التي تتربص بآخر سن من فكي السفلي يشبه ذلك الفاسد الذي في وطني الذي يتجمل بالمقدمة ويعمل بالسر ويألم الوطن ليضيع مصدره ألمه، المهم على صعيد الشخصي وجدنا مصدر الألم وأن الحل هو " خلع الطاحونة" وأي طاحونة أنها طاحونة " العقل " واتفاجئ بنصيحة من ذلك الطبيب الصريح جدا و بأسلوب الفكاهة قال لي :"بما أنه عندك تأمين صحي وبتقتطع الدولة من هالراتب بتروحي على ذلك المستشفى "بدون ذكر أسمه" لأن مركزنا ليس عنده امكانيات لخلع ذلك السن ، "وقبل ما تذهبي يا اختي لكي مني النصحية" و بعد صمت دقيقتين قال " اكتبي يا اختي "وصيتك " وخلي الشهود يوقعوا عليها و ودعي أهلك كوداع السفر وانا طبعا أفهم ما يعني ،ودعا لي أن اقوم بالسلامة بعد خلع السن ونراكي على خير باذن الله فتقبلت النصيحة وانا أبتسم وقلت يمكن معه حق .
وفي حادثه أخيره حينما ذهبت للشراء بعض الخضروات أقتربت من بائع البيتنجان "العجمي" واردت أن آخذ واحده فقط وكان حجمها كبير بعض الشيء لكن استغربت بأنه وضع حبيتين في الكيس و وزنهم معاً وانا اتفرج لأقول له " يا عمي ما أنا بدي وحده نظر لي وقال ما حدا احسن منك خذي ثنتين وحده للمقلوبة و وحدة للمتبل " طبعا بسعر الثنتين وقبلت الثنتين وبكل سرور .
من هنا علمت أننا في مرحلة "الاستفلاس " أي أننا قد اصبحنا بمرحلة اليأس القصوة التي وصفها المطرب "صباح فخري "جدول لا ماء فيه " وأن حجم التذمر زاد عن تصور سائق الباص "الشوفير " وعن حالة عدم الثقة بالمستشفيات الحكومية بالرغم أن الناصح يعتبر زميل وطبيب ،وعدم انتظار لذلك البائع لمشتري آخر ليأخذ حبة بيتنجانه لأخذها أنا خجلاً بسبب وقف الحال وتعسر البيع .
إلى متى هذا الحال ...إلى متى ؟

نيسان ـ نشر في 2021-07-28 الساعة 09:32


رأي: سامية المراشدة

الكلمات الأكثر بحثاً