لماذا اصطحب الملك نجله إلى واشنطن؟
نيسان ـ نشر في 2021-07-29 الساعة 08:11
نيسان ـ برز ولي العهد الأمير الحسين خلال زيارة الملك الى واشنطن بصورة لافتة، خلال وجوده مع الملك في كل اللقاءات الرسمية، بما فيها اللقاء مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.
سأل مراقبون لماذا لم يبق الأمير في عمان، نائبا للملك خلال سفر الملك، وماهي دلالات وجوده ضمن الرحلة الرسمية الى واشنطن، وظهوره في كل نشاطات الملك خلال الزيارة، وهل كانت عمان تتقصد ان تبرق برسالة متعمدة الى الداخل والخارج معا، خصوصا، ان هذه الرحلة جاءت بعد توقيت حساس، وملفات عاصفة مرت على هذه البلاد، وكأن الأردن يريد ان ينهي جدلا معينا حول ملف ما، او ان يؤكد الدعم الاميركي لخيارات النظام، وان يخرج من ظلال قصة أشغلت الأردن والعالم خلال الأسابيع القليلة الماضية، على مستويات عدة؟.
في كل الأحوال فإن ظهور الأمير بهذه الصورة المركزة، جاء طبيعيا، بعد سنوات التأسيس في عمان، لدوره كولي للعهد، مثلما أن للأمير علاقات عائلية مبكرة مع عائلة الرئيس الأميركي، قبل ان يكون رئيسا، فيما استثمر الأمير هذه العلاقات في قضايا كثيرة، من بينها اتصالاته التي أدت الى جلب نصف مليون جرعة لقاح من اجل تطعيم الأردنيين، للوقوف في وجه الوباء.
الملك لم يتقصد، مسبقا، اصطحاب ولي العهد الى واشنطن، من اجل إبراق الرسائل، بل في سياقات دور الأمير الطبيعي، كولي عهد، وإن كان من حق المحللين هنا، ان يقولوا إن هذه رسالة مباشرة أيضا من واشنطن، حول استقرار الأردن، وهي رسالة تلتقطها عواصم كثيرة، وتتطابق مع إدراكات الأمير لأهمية الدور خارج الأردن وداخله، ومع مواطنيه، وهو دور اكثر أهمية من الدعم العالمي، لاعتبارات كثيرة، مثلما أن غياب الملك وعائلته لعدة أسابيع، بعد القصة الحساسة التي عبرناها، يقول إن الدولة مستقرة، وكل شيء تحت السيطرة أيضا.
في كل الأحوال بدأت نشاطات الأمير خلال العامين الماضيين بالتصاعد، بشكل تدريجي، ولعل أهمها بالنسبة للناس، المبادرات ذات الطابع الإنساني، إضافة الى ما يتعلق بالقطاعات التي ترتبط بأوضاع الناس، فهذه الملفات مهمة جدا، وتترك أثرا، خصوصا، إذا أديرت بشكل يركز على المعالجة الكلية، وليس الفردية لحالة هنا او هناك، لكن العلاقة مع الناس، مهمة جدا، وأساسية في مجتمع عربي، يعتبر التواصل امرا أساسيا، خصوصا، في ظل وجود مظالم، وهذا يعني ان الداخل الأردني يبقى الأهم، أولا وأخيرا، وهو عنصر الدعم والحماية الأساس، قبل أي مساندة خارجية إيجابية، وهذا ما تعرفه عمان الرسمية بشكل واضح.
وجود الأمير في موقعه، وليا للعهد، دستوري، والملك الراحل غيّر ولي عهده ثلاث مرات، وهذا يعني ان تغيير ولي العهد، على أساس الدستور، امر متاح، ومن هنا، فإن موقع الأمير الحسين، لا يتأتى على أساس المنافسة او اختطاف أدوار الآخرين المفترضة او المتخيلة من جانبهم، بل هو دور طبيعي على أساس دستوري، وفقا لصلاحيات الملك في الدستور.
الأردن وسط كل هذه الدول العربية التي تتضرر وتنهار، يعيد التموضع هذه الأيام على مستوى تحالفاته، وخريطة المنطقة، بحيث اصبح الأردن، مركزا أساسيا في الإقليم، في ظل تحالف جديد تتم صياغته، ولا يمكن تجاوز الأردن، حتى برغم وجود أصوات داخلية لدينا تميل الى تصغير اكتاف الأردن، والاستهزاء به، والتورط بعقد النقص والنقيصة.
يحظى الأردن بمكانة عالمية فريدة، وهذه المكانة تحضنا على ان نتلفت أيضا الى الداخل الأردني، لمعالجة قضاياه، وتعزيز بنيته، وتلبية مصالح مواطنيه، وبهذا الالتفات المجدول والثابت والمركز، تكون وحدتنا الداخلية، هي العنصر الأهم في استقرارنا وثبات بلادنا.
لم يكن المقصود القول إن عمان وخياراتها تحت حماية واشنطن، وإن على كل الأطراف أن تلزم حدودها الاصلية، لكن اذا شاعت هذه الخلاصة بين المراقبين، فليكن أيها السادة.
(الغد)
سأل مراقبون لماذا لم يبق الأمير في عمان، نائبا للملك خلال سفر الملك، وماهي دلالات وجوده ضمن الرحلة الرسمية الى واشنطن، وظهوره في كل نشاطات الملك خلال الزيارة، وهل كانت عمان تتقصد ان تبرق برسالة متعمدة الى الداخل والخارج معا، خصوصا، ان هذه الرحلة جاءت بعد توقيت حساس، وملفات عاصفة مرت على هذه البلاد، وكأن الأردن يريد ان ينهي جدلا معينا حول ملف ما، او ان يؤكد الدعم الاميركي لخيارات النظام، وان يخرج من ظلال قصة أشغلت الأردن والعالم خلال الأسابيع القليلة الماضية، على مستويات عدة؟.
في كل الأحوال فإن ظهور الأمير بهذه الصورة المركزة، جاء طبيعيا، بعد سنوات التأسيس في عمان، لدوره كولي للعهد، مثلما أن للأمير علاقات عائلية مبكرة مع عائلة الرئيس الأميركي، قبل ان يكون رئيسا، فيما استثمر الأمير هذه العلاقات في قضايا كثيرة، من بينها اتصالاته التي أدت الى جلب نصف مليون جرعة لقاح من اجل تطعيم الأردنيين، للوقوف في وجه الوباء.
الملك لم يتقصد، مسبقا، اصطحاب ولي العهد الى واشنطن، من اجل إبراق الرسائل، بل في سياقات دور الأمير الطبيعي، كولي عهد، وإن كان من حق المحللين هنا، ان يقولوا إن هذه رسالة مباشرة أيضا من واشنطن، حول استقرار الأردن، وهي رسالة تلتقطها عواصم كثيرة، وتتطابق مع إدراكات الأمير لأهمية الدور خارج الأردن وداخله، ومع مواطنيه، وهو دور اكثر أهمية من الدعم العالمي، لاعتبارات كثيرة، مثلما أن غياب الملك وعائلته لعدة أسابيع، بعد القصة الحساسة التي عبرناها، يقول إن الدولة مستقرة، وكل شيء تحت السيطرة أيضا.
في كل الأحوال بدأت نشاطات الأمير خلال العامين الماضيين بالتصاعد، بشكل تدريجي، ولعل أهمها بالنسبة للناس، المبادرات ذات الطابع الإنساني، إضافة الى ما يتعلق بالقطاعات التي ترتبط بأوضاع الناس، فهذه الملفات مهمة جدا، وتترك أثرا، خصوصا، إذا أديرت بشكل يركز على المعالجة الكلية، وليس الفردية لحالة هنا او هناك، لكن العلاقة مع الناس، مهمة جدا، وأساسية في مجتمع عربي، يعتبر التواصل امرا أساسيا، خصوصا، في ظل وجود مظالم، وهذا يعني ان الداخل الأردني يبقى الأهم، أولا وأخيرا، وهو عنصر الدعم والحماية الأساس، قبل أي مساندة خارجية إيجابية، وهذا ما تعرفه عمان الرسمية بشكل واضح.
وجود الأمير في موقعه، وليا للعهد، دستوري، والملك الراحل غيّر ولي عهده ثلاث مرات، وهذا يعني ان تغيير ولي العهد، على أساس الدستور، امر متاح، ومن هنا، فإن موقع الأمير الحسين، لا يتأتى على أساس المنافسة او اختطاف أدوار الآخرين المفترضة او المتخيلة من جانبهم، بل هو دور طبيعي على أساس دستوري، وفقا لصلاحيات الملك في الدستور.
الأردن وسط كل هذه الدول العربية التي تتضرر وتنهار، يعيد التموضع هذه الأيام على مستوى تحالفاته، وخريطة المنطقة، بحيث اصبح الأردن، مركزا أساسيا في الإقليم، في ظل تحالف جديد تتم صياغته، ولا يمكن تجاوز الأردن، حتى برغم وجود أصوات داخلية لدينا تميل الى تصغير اكتاف الأردن، والاستهزاء به، والتورط بعقد النقص والنقيصة.
يحظى الأردن بمكانة عالمية فريدة، وهذه المكانة تحضنا على ان نتلفت أيضا الى الداخل الأردني، لمعالجة قضاياه، وتعزيز بنيته، وتلبية مصالح مواطنيه، وبهذا الالتفات المجدول والثابت والمركز، تكون وحدتنا الداخلية، هي العنصر الأهم في استقرارنا وثبات بلادنا.
لم يكن المقصود القول إن عمان وخياراتها تحت حماية واشنطن، وإن على كل الأطراف أن تلزم حدودها الاصلية، لكن اذا شاعت هذه الخلاصة بين المراقبين، فليكن أيها السادة.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2021-07-29 الساعة 08:11
رأي: ماهر أبو طير