اتصل بنا
 

حوارات الرفاعي

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2021-07-29 الساعة 14:52

نيسان ـ الرفاعي محظوظ في لقاءاته الحوارية مع الأردنيين ،فالكل يتعامل معه بوصفه صاحب ولاية ،يطالبونه بالإصلاح الاقتصادي والسياسي وحل مشكلة البطالة وتوظيف العاطلين عن العمل والضغط على الشركات لتوظيف الشباب ، ويحدّثونه عن المظلومية التاريخية في هضم حقوقهم في وظائف الصف الأول في الدولة .
يحدّثه الأردنيون عن علاقاتهم وعلاقات آبائهم وأجدادهم بأسرته الكريمة ،فأجدادهم كانوا يعرفون دولة الجد "سمير الأول" وكانوا يطالبونه بما يطالب به الأحفاد الحفيد ،وآباؤهم قابلوا دولة الأب "زيد الأول" ومازالوا يحتفظون بصورهم مع دولته في زيارة يتيمة لقراهم ونجوعهم ، وهم الان يجالسون "دولة سمير الثاني" ويلتقطون معه صورا جميلة جدا ، وسيجالس أبناؤهم "زيد الثاني" عندما يكلف ليطالبوه بإنصافهم في مواقع الصف الأول من الدولة فهم لم يشاركوا في الحكومات وعشائرهم لا وزراء ولا أمناء ولا مدراء من بينهم ، وسينالون وعدا قاطعا بالمشاركة فهم أعمدة البيت وأحفاد الثوار الأوائل ،وأن المسألة مسألة وقت لن تتجاوز المئوية الثالثة إلا وقد نالوا حقوقهم .
في كل لقاء يلتقي "دولة الرئيس" بالأردنيين في الأطراف يخرج من اللقاء وشعاره " آن لأبي زيد أن يمدّ رجليه" فهموم الأردنيين لا علاقة لها بمهمة لجنته ، وما عليه إلا أن يصرف وعودا معلبة تنتهي صلاحيتها بانتهاء الدور المكلف به .
لقاءات الحوار الرفاعي مع الكثيرين أعطت للجنة مساحة من الطمأنينة لتفعل ما تريد وتفصّل على هواها ملامح إصلاح بمقاسات "slim" على ورم مقيم ولذلك فإن ما يرشح من تسريبات عن منجزات اللجان الفرعية لا علاقة له بالحوار الذي يدور في المضافات مع دولة الرئيس ، والمخرجات بما رشح منها لا تلبي سوى رغبة "الفئة الغالبة" داخل اللجنة ذاتها تلك الفئة التي تسعى إلى توسيع بيكار المحاصصة وتغريب المجتمع وهيمنة القيم الغربية وتزويج المال بالسلطة بطريقة الليبراليين المتحفزين .
سذاجة بعض الأردنيين تجعلهم ينظرون لكل من يدعوهم للحوار بوصفه سيدا سينالون من خلاله حقوقهم ويلبون من خلاله طموحاتهم الصغيرة .
ليس من المعقول أن تتحول "لجنة الإصلاح " إلى حكومة ظل ، فاللجنة لديها مهمة محددة عليها إنجازها في الوقت المحدد ليتسنّى للأردنيين مناقشة مخرجاتها ،ومعرفة مدى قدرتها على الذهاب حقّا إلى عناوين الإصلاح المطلوب .

نيسان ـ نشر في 2021-07-29 الساعة 14:52


رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً