اتصل بنا
 

الدولة والاخوان.. غزل مع شيوخ أحرقوا مراكبهم مرة بعد مرة وفي ظنهم العودة سباحةً

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-08-03 الساعة 11:38

الدولة والاخوان.. غزل مع شيوخ أحرقوا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات.. التطورات التي تتعلق بالعلاقة بين الدولة وجماعة الاخوان المسلمين تستدعي التوقف عندها قليلاً.
منذ أشهر بات لدى المراقب معطيات عدة تشير الى أن لدى الطرفين ما استدعاهما معاً الى الاقتراب من بعضهما، فالدولة تحتاج وسط تحديث منظومتها السياسية إلى جماعة الاخوان المسلمين من أجل تسهيل عمل اللجنة في الشارع، فيما لم يمانع الاخوان يوماً أن يكونوا أصحاب حظوة لدى النظام، حتى وإن ظهروا بمظهر المتمنّع مرة، والصائح مرة، والضحية مرة.
الاخوان لن يمانعوا من بقاء وسم "مُنحلّة" على جماعتهم طالما ان الدولة ستبقى تتعامل معهم بصفتهم "غير منحلة"، كما أن الاخوان لم يمانعوا سابقا ولا هم اليوم يمانعون من أن تشاهدهم الأحزاب التاريخية "الشقيقة والرفيقة" في الأردن بمشهد المتناغمين مع الدولة، فهم ومن أجل هذه الغاية أحرقوا مراكبهم مرة بعد مرة، على اعتبار انهم يتقنون العودة سباحةً.
مناسبة هذا الحديث الغزل المشروط الذي كاله رئيس لجنة تحديث المنظومة السياسية سمير الرفاعي، الى حزب جبهة العمل الإسلامي الشق السياسي من جماعة الاخوان المسلمين المنحلة.
كل هذه التطورات لا تعني بالطبع بالنسبة للدولة ان الإجراءات التي اتخذتها سابقا بحقهم ستقفل، وتعود الأمور الى سابق عهدها.
أعني ستبقى جمعية جماعة الاخوان المسلمين هي المرخصة، والمركز الإسلامي سيبقى على حاله دائما وأبدا، ويبدو أن أقدام الشيوخ لا تمانع على الاطلاق من سحب البساط من تحتها، في فلسفة تصبح فيها "السلامة" أمراً نسبياً، فجمعيتهم اليوم تختلف عما كانت عليه الأمور قبل سنوات، والمشايخ مستعدون للتنازل، وهذا جيد.
الرفاعي قال إنه يتفهم وأن أن الدولة تحمي حزب جبهة العمل الاسلامي وهي الحاضنة له، وأنها تتعامل معه كحزب وطني، رغم الضغوطات التي واجهت الأردن.
والحق ان الاخوان يتفهمون هذا أيضا، فهم يرون ما يجري لإخوانهم في دول حليفة للأردن؛ في مصر ودول خليجية.
هذا تماما ما افصح عنه الرفاعي وهو يقول: "بدليل كل ما يحدث بهذا الحزب أو الفكر في الدول العربية".
على ان رئيس الوزراء الأسبق لم يفتح الباب على مصراعيه من دون أن يضع "دقرة" فيه حين قال: "طالما الحزب يحترم الدستور وقواعده ويعمل ضمن هذا المقياس فهو حزب وطني وله أن يكون لديه برامج".
دعونا نعترف ان السياسة الأردنية دائما ما كانت سياسة ذات تفرد من هذه الناحية، فصانع القرار لديه قدرة على الحصول على ما يريده، عبر فتح أزمات قابلة للطي في أي وقت، يفتحها ويغلقها كما يريد.

نيسان ـ نشر في 2021-08-03 الساعة 11:38


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً