اتصل بنا
 

هل هناك توجه لإقرار قانون الاحتشام ؟

كاتب صحافي

نيسان ـ نشر في 2021-08-05 الساعة 08:21

نيسان ـ منذ سنوات وحتى نهايات هذا الربيع السياسي الأصفر وهناك ماكينة صغيرة محسوسة وغير ملموسة تغمز من قناة الثوابت الدينية أكانت إسلامية أو مسيحية، وإن كان المعتقدون بنهج العلمانية الذي لم يتفق أحد على توصيفه، فإن العديد منهم بل ومنهن بات أسهل طريق لتقويض الإلتزام الديني هو اجتزاء التعاليم الدينية العامة وطرح قضايا لا تتوافق مع الشريعة ولا الآداب العامة، ليس آخرها النزعة التي يطرب لها من يظنون أنهم خلفاء للمازدوكية المشاعية والتي استغلت حرية الرأي الشخصي لضرب معتقدات ومسلمات بنيت على تعاليم صادقة من أصدق البشر ورب? الأعلى.
في بلد كالأردن يعيش مواطنيه وضيوفه تحت عباءة من الحريات الفكرية والاجتماعية والإنسانيات التي يتعاطى فيها الناس ما يشاؤون من أصناف مشاريبهم، ولم يكن يشكل ذلك أي مشكلة للطيف الواسع من المواطنين، وهذا ما ميزه بإطلاق الحريات العامة ويمنح كل مواطن الحق في العيش بالطريقة التي تناسبه شرط عدم التجاوز على الآخرين أو إقلاق الراحة العامة للمواطنين، ولكن كان هناك قيمّ يلتزم بها المتدينون وغير المتدينين، أهمها الاحتشام في اللباس وردع التصرفات غير المناسبة.
اليوم نرى في شوارعنا وفي المولات الكبرى أصنافا من البشر لا يمتون للعقيدة الوطنية المبنية على الخلق الرفيع بأي صلة، شباب يتشبهون بالفتيات ونساء لا تستر عوراتهن إلا قطع شفافة من القماش، وباتت رؤية تعاطي الممنوعات داخل السيارات على جنبات الطرقات مسألة عادية وها نحن في منتصف الطريق لضياع أجيالنا القادمة جرّاء التغريب الذي اشتغلت ماكينات الأدعياء من المثقفين ودعاة الحريات الشخصية عليه لنزع القيّم والأخلاقيات التي لا زالت تطغى على مجتمعنا، رغم الظواهر المخجلة التي نراها يوميا.
قبل سنتين كتبت في قضية إقامة كازينو في العقبة معارضا لجملة من الأسباب، وتوافق ذلك بأيام لقاء لجمعية السياحة الوافدة ودعاني حينها رئيس الجمعية عوني قعوار، وصادف وجود ممثل لاحدى وكالات التعاون الأميركية، فعرف قعوار بي وبأني معارض لإقامة الكازينو، وكات المفاجأة من الضيف الأميركي أنه أيد موقفي بشدة وقال إن الأردن بلد سياحي اجتماعي، تأتي إليه الوفود العائلية على الأغلب لزيارة الأماكن التاريخية كالبترا وجرش وغيرهما، فضلا عن البحر الميت ووادي رم، والعرب خصوصا يحجون الى الأردن لأنه مجتمع محافظ وهذه هي الميزة، ثم ت?رج علينا أفواه بلا أسنان وألسنة سليطة تتهجم على المحافظين قدر استطاعتهم للبقاء أنقياء، بعيدا عن إرتداء الحجاب أو عدم ارتدائه.
من هنا بات من الضروري النحو لقانون يضبط معايير اللباس المحتشم، وردع الحفلات الشاذة وترك الحبل على الغارب لجيل من الشباب الذين لا يعرفون حدودهم لانشغال الأهل بما لا ينفعهم، وحتى استيراد الألبسة يجب مراقبتها، حتى رأينا السراويل الممزقة من كل جهة للأرجل وما فوقها، بشكل مقزز، وإذا أرادت أي جهة تعرية المجتمع فالأولى أن نعرّي تلك العقليات الشاذة، في مجتمع إسلامي مسيحي محترم ومحافظ.
هذا المقال الليلي جاء على عجل، ولكن بريدي الإلكتروني مليء بالملاحظات عن الفاجعة التي يشكو منها العديد من الآباء، أكان على صعيد عدم السيطرة على أبنائهم أو خشيتهم من ضياع الجيل الذي لم تحرك ماكنة الدولة أي برامج حقيقية وفاعلة لتوجيههم نحو مستقبل يحفظ لهم هويتهم الوطنية والدينية، في المقابل تترك الساحة لشمطاوات يتطاولن على الدين والقيم في تقليد لأعراف دول منسلخة المجتمعات.
royal430@hotmail.com
الرأي

نيسان ـ نشر في 2021-08-05 الساعة 08:21


رأي: فايز الفايز كاتب صحافي

الكلمات الأكثر بحثاً