القصة لم تنته أيها السادة
نيسان ـ نشر في 2021-08-08 الساعة 08:09
نيسان ـ لا أحد يفهم الذي يجري، واذا كانت كثرة من دول العالم، أعلنت عن قرب خروجها من وباء كورونا، إلا أن بعض الدول أعلنت العودة الى ارتفاع الإصابات، برغم الحصول على اللقاحات.
هذا يعني أن القصة لم تنته، وليس أدل على ذلك مما قاله المدير العام لمنظمة الصحة العالمية حول أن البشرية الآن في خطر حقيقي بسبب انتشار عدوى فيروس كورونا، على الرغم من نجاح عمليات التطعيم، والكلام هنا، يعني فعليا أننا ما نزال في عين العاصفة التي لم نر مثلها، فلا نملك سوى التصفيق لرأس المنظمة الذي أشبعنا منذ بداية الازمة تخويفا، وإبلاغا بقرب النهايات.
أغلب دول العالم، إما تنهار تدريجيا تحت وطأة الوباء، وإما حصلت شعوبها على اللقاح، لكن العدوى تجددت، وجاءت نسخ جديدة من الفيروس، والبشر تحت وطأة ضغوطات حياتهم، يتفلتون ولا يلتزمون بالإجراءات الوقائية، والنتيجة هنا ان الوباء لا ينتهي، وقصته ما تزال طويلة.
في الأردن، مثلا، تراجعت وارادت السياحة بعدة مليارات، إذ أعلن وزير السياحة أن مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020 بلغ مليار دينار (1.41 مليار دولار)، مقارنة بأكثر من 4 مليارات دينار (5.65 مليار دولار) لعام 2019، مراهنا الوزير على تحسن الواردات هذا العام، ربما استنادا الى ما قد ينفقه المغتربون، وليس السياح العرب والأجانب بالمعنى التقليدي.
هذا مجرد نموذج علني لتأثيرات وباء كورونا، والتأثيرات تنال من قطاعات مختلفة، من النقل الى التعليم وغير ذلك من قطاعات، حالنا حال دول كثيرة في هذا العالم الهش الذي يسقط تحت سيطرة فيروس لا يرى بالعين المجردة، ولديه القدرة على إعادة رسم وجه العالم، شئنا ام أبينا.
لكن الأزمة تكمن فعليا في ان كل اللقاحات ما تزال تجريبية، ولا أحد يعرف التأثيرات النهائية لأي لقاح، وهذا بحاجة الى وقت كاف، إضافة الى عدم وجود علاج مباشر ومحدد لمن يصاب بالمرض.
نحن لا ننفصل عن غيرنا، وكلام الوزير السابق، يقر بتأثر الأردن بالأوضاع في الدول التي قد يأتينا منها السياح، فهذه الدول ليست قادرة على إرسال السياح، لاعتبارات صحية واقتصادية.
نحن نتأثر بغيرنا، واذا كانت دول كثيرة قد عادت وسقطت تحت وطأة الوباء، حتى برغم وجود لقاحات لا تمنع من التعرض للعدوى بل تخفف كثيرا من تأثيرات الفيروس، فإنه من المؤكد أننا لسنا في آخر القصة، خصوصا، ان كل الخبراء يتحدثون عن ان تأثيرات مناعة اللقاح ممتدة لعدة اشهر فقط، وقد نحتاج الى جرع إضافية، إضافة الى ما قد يستجد من تعديلات على هذه اللقاحات، او اكتشاف لقاحات جديدة، او خروج نسخ متحورة من ذات الفيروس، كل يوم او يومين.
مناسبة الكلام، ان المراهنة على انتهاء الوباء سريعا، تبدو مراهنة خائبة، ولا حكومة في الأردن، ولا في العالم، تقول لك ما هو الحل بعد الجرعة الثانية من اللقاح، وكيف هو الحل النهائي لهذه الازمة، التي تضرب العالم، وكلما تراجعت في بلد ضربت بشكل أشد في بلد آخر، خصوصا، اننا نرى عودة الإصابات بين شعوب حصلت على اللقاح، بشكل كبير جدا، بما في ذلك دول غربية.
على هامش كل هذا المشهد، علينا ان نعترف ان العالم كله امام تحولات كبرى، اقتصادية واجتماعية، خصوصا، ان العالم لا يحتمل كل هذا الوقت، وهو تحت وطأة الوباء وتأثيراته الاقتصادية والصحية، ومن المؤكد أننا منذ العام 2020 ونحن الآن نقترب من العام 2022، سنكون قد عبرنا ثلاثة أعوام سيتغير فيها شكل العالم، وحتى الدول الغنية لن تعود قادرة على الاستمرار بذات أنظمتها الاجتماعية التي تحمي مواطنيها، بما يجعلنا نسأل اذا ما كان هذا مجرد وباء، ام وسيلة لصناعة عالم جديد، دون ان نقترب من نظرية المؤامرة، بقدر قولنا ان الأمور ليست تحت السيطرة، كما كنا نظن، او نتوقع، خصوصا، بعد اكتشاف اللقاحات، والتبشير بنهاية الازمة.
هذا ليس مجرد فيروس، وسواء كان مؤامرة، ام من كبائر الطبيعة، فهو في الحالتين، يشن حربه الكبرى على العالم، ويقول للكل أنا أقوى منكم جميعا، وأشد فتكا من أسلحتكم.
الغد
هذا يعني أن القصة لم تنته، وليس أدل على ذلك مما قاله المدير العام لمنظمة الصحة العالمية حول أن البشرية الآن في خطر حقيقي بسبب انتشار عدوى فيروس كورونا، على الرغم من نجاح عمليات التطعيم، والكلام هنا، يعني فعليا أننا ما نزال في عين العاصفة التي لم نر مثلها، فلا نملك سوى التصفيق لرأس المنظمة الذي أشبعنا منذ بداية الازمة تخويفا، وإبلاغا بقرب النهايات.
أغلب دول العالم، إما تنهار تدريجيا تحت وطأة الوباء، وإما حصلت شعوبها على اللقاح، لكن العدوى تجددت، وجاءت نسخ جديدة من الفيروس، والبشر تحت وطأة ضغوطات حياتهم، يتفلتون ولا يلتزمون بالإجراءات الوقائية، والنتيجة هنا ان الوباء لا ينتهي، وقصته ما تزال طويلة.
في الأردن، مثلا، تراجعت وارادت السياحة بعدة مليارات، إذ أعلن وزير السياحة أن مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020 بلغ مليار دينار (1.41 مليار دولار)، مقارنة بأكثر من 4 مليارات دينار (5.65 مليار دولار) لعام 2019، مراهنا الوزير على تحسن الواردات هذا العام، ربما استنادا الى ما قد ينفقه المغتربون، وليس السياح العرب والأجانب بالمعنى التقليدي.
هذا مجرد نموذج علني لتأثيرات وباء كورونا، والتأثيرات تنال من قطاعات مختلفة، من النقل الى التعليم وغير ذلك من قطاعات، حالنا حال دول كثيرة في هذا العالم الهش الذي يسقط تحت سيطرة فيروس لا يرى بالعين المجردة، ولديه القدرة على إعادة رسم وجه العالم، شئنا ام أبينا.
لكن الأزمة تكمن فعليا في ان كل اللقاحات ما تزال تجريبية، ولا أحد يعرف التأثيرات النهائية لأي لقاح، وهذا بحاجة الى وقت كاف، إضافة الى عدم وجود علاج مباشر ومحدد لمن يصاب بالمرض.
نحن لا ننفصل عن غيرنا، وكلام الوزير السابق، يقر بتأثر الأردن بالأوضاع في الدول التي قد يأتينا منها السياح، فهذه الدول ليست قادرة على إرسال السياح، لاعتبارات صحية واقتصادية.
نحن نتأثر بغيرنا، واذا كانت دول كثيرة قد عادت وسقطت تحت وطأة الوباء، حتى برغم وجود لقاحات لا تمنع من التعرض للعدوى بل تخفف كثيرا من تأثيرات الفيروس، فإنه من المؤكد أننا لسنا في آخر القصة، خصوصا، ان كل الخبراء يتحدثون عن ان تأثيرات مناعة اللقاح ممتدة لعدة اشهر فقط، وقد نحتاج الى جرع إضافية، إضافة الى ما قد يستجد من تعديلات على هذه اللقاحات، او اكتشاف لقاحات جديدة، او خروج نسخ متحورة من ذات الفيروس، كل يوم او يومين.
مناسبة الكلام، ان المراهنة على انتهاء الوباء سريعا، تبدو مراهنة خائبة، ولا حكومة في الأردن، ولا في العالم، تقول لك ما هو الحل بعد الجرعة الثانية من اللقاح، وكيف هو الحل النهائي لهذه الازمة، التي تضرب العالم، وكلما تراجعت في بلد ضربت بشكل أشد في بلد آخر، خصوصا، اننا نرى عودة الإصابات بين شعوب حصلت على اللقاح، بشكل كبير جدا، بما في ذلك دول غربية.
على هامش كل هذا المشهد، علينا ان نعترف ان العالم كله امام تحولات كبرى، اقتصادية واجتماعية، خصوصا، ان العالم لا يحتمل كل هذا الوقت، وهو تحت وطأة الوباء وتأثيراته الاقتصادية والصحية، ومن المؤكد أننا منذ العام 2020 ونحن الآن نقترب من العام 2022، سنكون قد عبرنا ثلاثة أعوام سيتغير فيها شكل العالم، وحتى الدول الغنية لن تعود قادرة على الاستمرار بذات أنظمتها الاجتماعية التي تحمي مواطنيها، بما يجعلنا نسأل اذا ما كان هذا مجرد وباء، ام وسيلة لصناعة عالم جديد، دون ان نقترب من نظرية المؤامرة، بقدر قولنا ان الأمور ليست تحت السيطرة، كما كنا نظن، او نتوقع، خصوصا، بعد اكتشاف اللقاحات، والتبشير بنهاية الازمة.
هذا ليس مجرد فيروس، وسواء كان مؤامرة، ام من كبائر الطبيعة، فهو في الحالتين، يشن حربه الكبرى على العالم، ويقول للكل أنا أقوى منكم جميعا، وأشد فتكا من أسلحتكم.
الغد
نيسان ـ نشر في 2021-08-08 الساعة 08:09
رأي: ماهر أبو طير