(خراريف) مُصابة ٌ بالجنون ! .. يكتبها ماجد شاهين
نيسان ـ نشر في 2015-09-18 الساعة 20:42
( 1 ) ضَمِيرُهُ يُؤلِمُه ُ !
.. الموجوع في ضميره ، لا ينفع معه التداوي عند آخرين .. فـــ َ وجع الضمير يقتضي من " المريض به " لكي يبرأ أو يتعافى أن " يتوب توبة خاصّة " و يراجع سيرته وسلوكه و يسعى إلى محو زلّاته و أن يعترف باقترافه ذنوباً أدمت ضميره أو كادت .
..
في أوجاع الضمائر ، لا تنفع حقن ٌ أو " كبسولات مضاد ّ حيويّ " ولا ينفع تبديل شرايين وأوردة .
.. الضمائر لا " قسطرة طبيّة " لها و لا أعشاب بديلة تنفع ، وجع الضمير ينفعه ، وحسب ، اعتراف !
..
الضمير الموجوع قد يشفيه اعتراف بارتكاب الحماقات .
ولأنّي ارتكبت حماقات و زلاّت صغيرة ، فــ َ ضميري يوجعني و أعترف .
( 2 ) .. والمؤخرة ُ !
قرأت عناوين الأخبار ، ولم أبرح مكاني وتناولت صحن طبيخ معقول وتجشأت وتحسست كرشي التي صارت واضحة وبعد قليل سأعدّ نفسي لمغادرة المنزل إلى
" حلقة حكي " أو " فرجة " هنا أو هناك .
...
للمناسبة ، في نيّتي الترشّح للمشاركة في مسابقة " أكثر الأشخاص ترهّلا ً " ... وإن لم أُفلح ْ في ذلك سأفكّر في التأسيس لمسابقة غريبة من مثل :
" مسابقة أجمل أنف ! " _ " مسابقة أطول لسان ! " .
أو : سأحزم حقائبي وأسافر للمشاركة في مسابقة " أجمل قفا " ، أقصد ( أجمل مؤخرة للذكور ) !
...
للتذكير ، وحسب ، وكنت كتبت عن الأمر في حينه ، ذات مرّة تمخّطت فنانة أجنبيّة بمنديل ورقيّ و رمته إلى الأرض ، جاء مجنون مثلي والتقطه و حمله إلى مختصّين وضالعين في التدبير و صنع الحكايات ، فقرروا إجراء مزاد علنيّ على المنديل .
.. باعوه بثمن كبير في حينه زاد عن عشرة آلاف دولار .
.. إنه عالم مجنون حقا ً !!
...
لكنّنا ، نحن العرب ما غيرنا ، بتنا أكثر انفلاتاً وجنوناً وفوضى ومواتاً و ضياعاً من سوانا .
...
في الغرب يقيسون المؤخرات و يحاولون تجميل صدورهم ومؤخراتهم ، و عندنا ننشغل بقياس أحجام ومساحات النميمة والضغينة و المكائد التي ندبّرها .
( 3 ) في جنازة !
في أجواء " تشييع جثمان " أحد المتوفين ، أثناء الدفن ، كنت ُ أسمع صوتا ً من طرف في المقبرة غير واضح ، و قريب من الهمس .. رحت أبحث عن مصدر الصوت ، واقتربت من أحدهم و أصخت السمع
و بذلت ما بوسعي للتأكد من نغمة الصوت أو اتجاهها .. اكتشفت أن أحد المطربين / الملحنين يشارك في تشييع الجثمان وكان يدندن بصوت خافت، و ربّما كان يتمرّن على موسيقى لحن جديد لأغنية يُعدّها .
.. المطرب / الملحن ، إياه ، يبدو أنه لم يستطع مفارقة دندناته ولم يستطع كبت أو وقف " حالات من الهوس الفنّي " تدهمه في كل وقت !
.. ماذا لو كان في الجنازة أو في دار العزاء ، راقصة جاءت للمشاركة في الحزن ، هل كانت تسطيع التحكم في حركات جسدها ؟
هل كنّا سنرى ، ولو من طرف ٍ غير واضح ، الراقصة وهي تحاول أن تخفي اهتزاز خصرها ؟
( 4 ) بندورة !
بائع ُ " البندورة " ، الذي كسدت بضاعته ، يرجع أسباب تراجع حركة الشراء إلى أن الناس فقدوا وسائل الإبداع في تحضير و صُنع " قلاّيات البندورة " و أن ّ أذواقهم تردّت وما عادت مؤهلة للتفريق بين " الطعام الغث ّ " و " السمين " !
..
نسي صاحبنا البائع أو أغفل أو تجاهل َ عن قصد أو فاته أن : الأماكن كلّها صارت بلون البندورة !
..
صاحبي يقول أن هناك بندورة حمراء تُباع على طريقة البطّيخ ، عـ َ السكّين !
( 5 ) بائع البزر !
يجلس " بائع البزر ِ " إلى جوار عربته متحسراً على ما آلت إليه حركة البيع من كساد وتراجع ٍ ، و يزعم أن بضاعته من " البزر " أصابها كساد وخيبة و نقص حاد في نسبة البيع ، لأن ّ الناس وحسب اعتقاده ، باتوا عاجزين عن " الفصفصة " ! .
.. البائع يقول أن الناس الآن لا يتقنون " الفصفصة " !!