اتصل بنا
 

طالبان تشدد قبضتها على أفغانستان والأنظار تتحول إلى كابل

نيسان ـ نشر في 2021-08-13 الساعة 23:32

x
نيسان ـ شدد مقاتلو حركة طالبان قبضتهم على أفغانستان الجمعة وانتزعوا السيطرة على ثاني وثالث أكبر مدينتين في البلاد فيما أثار المخاوف من احتمال تعرض العاصمة كابل لهجوم خلال أيام.
وأكد مسؤول حكومي سيطرة طالبان على قندهار المركز الاقتصادي الواقع في جنوب البلاد وذلك في الوقت الذي تكمل فيه القوات الدولية انسحابها بعد حرب استمرت 20 عاما.
وسقطت هرات أيضا في قبضة طالبان.
وقال غلام حبيب هاشمي عضو مجلس الولاية في إقليم هرات عبر الهاتف من مدينة هرات التي يقطنها حوالي 600 ألف نسمة قرب حدود إيران "تحولت المدينة فيما يبدو إلى خط مواجهة على جبهة القتال ... صارت مدينة للأشباح".
وأضاف "العائلات إما أنها غادرت أو اختبأت في المنازل".
وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن هناك مخاوف من احتمال تحرك طالبان صوب كابل في غضون أيام. وكانت القوات التي تقودها الولايات المتحدة قد أطاحت بطالبان من السلطة عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة.
لكن واشنطن تأمل في أن تبدي قوات الأمن الأفغانية قدرا أكبر من المقاومة مع اقتراب المسلحين من العاصمة.
وقال النائب الأول للرئيس الأفغاني أمر الله صالح إنه فخور بالقوات المسلحة في البلاد.
وقال صالح عبر تويتر بشأن اجتماع للأمن القومي برئاسة الرئيس أشرف غني "قررنا باقتناع وتصميم أن نقف بحزم ضد إرهاب طالبان ونفعل كل ما في وسعنا لتعزيز المقاومة الوطنية بكل الوسائل والطرق". وأضاف "إننا فخورون (بقواتنا المسلحة)".
وأثار القتال أيضا مخاوف من حدوث أزمة لاجئين وتراجع ما تحقق من مكاسب في مجال حقوق الإنسان. وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن نحو 400 ألف مدني اضطروا لترك منازلهم منذ بداية العام منهم 250 ألفا منذ مايو/أيار.
وقال تومسون فيري من برنامج الأغذية العالمي في إفادة للأمم المتحدة "الموقف يحمل كل السمات المميزة لكارثة إنسانية" مضيفا أن البرنامج يشعر بالقلق من حدوث "موجة جوع كبرى".
ولم يكن بوسع النساء في ظل حكم طالبان العمل ولم يكن يسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة وكان على النساء تغطية وجوههن وأن يرافقهن أحد الأقارب الذكور إذا أردن الخروج من منازلهن. وفي أوائل يوليو/تموز أمر مقاتلو طالبان تسع نساء بالتوقف عن العمل في أحد البنوك.
ومن بين المدن الرئيسية في أفغانستان، لا تزال الحكومة تسيطر على مزار الشريف في الشمال وجلال اباد قرب الحدود الباكستانية في الشرق بالإضافة إلى كابل.
اللجوء للحدائق
وأقامت أسر في خيام في حديقة في كابل بلا مأوى بعد أن هربوا من العنف في مناطق أخرى من البلاد.
وذكرت الأمم المتحدة أن هجوم طالبان على كابل سيكون له "أثر كارثي على المدنيين" لكن لا يوجد أمل يذكر في التوصل إلى إنهاء القتال من خلال التفاوض مع تصميم مقاتلي طالبان على ما يبدو على تحقيق نصر عسكري.
وقال مسؤولون أمنيون إن طالبان سيطرت أيضا على بلدتي لشكركاه في الجنوب وقلعة ناو في الشمال الغربي. وقال مسؤولون إن فيروز كوه عاصمة إقليم غور بوسط البلاد استسلمت دون قتال.
وسيطر المتشددون، الذين يقاتلون لهزيمة الحكومة وفرض تفسيرهم للشريعة الإسلامية، على 14 من عواصم الأقاليم الأفغانية البالغ عددها 34 منذ السادس من أغسطس/آب.
وقال مسؤول إنه بعد الاستيلاء على هرات، اعتقل المسلحون القائد المخضرم إسماعيل خان، مضيفا أنهم وعدوا بعدم إيذائه هو وغيره من المسؤولين الذين تم أسرهم.
وأكد متحدث باسم طالبان اعتقال خان الذي كان يقود المقاتلين ضد طالبان.
وردا على تقدم طالبان قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" يوم الخميس إنها سترسل نحو 3000 جندي إضافيين خلال 48 ساعة للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأميركية.
وقالت بريطانيا إنها سترسل نحو 600 جندي لمساعدة مواطنيها على المغادرة وقالت سفارات أخرى من بينها سفارتا هولندا وألمانيا وجماعات إغاثة إنها تعمل أيضا على إجلاء موظفيها.
وعقد أعضاء حلف شمال الأطلسي مشاورات بشأن الأزمة. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج عبر تويتر "ما زال هدفنا هو دعم الحكومة الأفغانية وقوات الأمن. نحافظ على وجودنا الدبلوماسي في كابل وأمن موظفينا يأتي في المقام الأول".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الجمعة إن المنظمة تقيم الوضع الأمني في أفغانستان "على أساس ساعة بساعة" لكنها لا تقوم بإجلاء أي من موظفيها من البلاد.
وأضاف أن المنظمة الدولية لها "وجود محدود للغاية" في مناطق سيطرت عليها حركة طالبان وأنها قامت بنقل بعض موظفيها من مناطق أخرى في البلاد إلى العاصمة كابل.
قرار بايدن
أثارت سرعة الهجوم في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة لإكمال انسحابها بنهاية هذا الشهر اتهامات متبادلة بشأن قرار الرئيس جو بايدن سحب القوات الأميركية بعد 20 عاما من الإطاحة بطالبان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة.
وقال بايدن هذا الأسبوع إنه لم يندم على قراره مشيرا إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار في أطول حرب أميركية وخسرت الآلاف من الجنود.
وتمثل خسارة قندهار ضربة قوية للحكومة. وتعد قندهار معقل حركة طالبان التي ظهرت عام 1994 وسط فوضى الحرب الأهلية.
واتصل وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن بغني يوم الخميس وأبلغاه أن الولايات المتحدة ما زالت حريصة على أمن أفغانستان.
رويترز

نيسان ـ نشر في 2021-08-13 الساعة 23:32

الكلمات الأكثر بحثاً