اتصل بنا
 

حذر مشوب بالقلق يسود قطاع العاملين في السياحة بعد اعتداء باردو

نيسان ـ نشر في 2015-03-22

x
نيسان ـ

عند تجولنا في شوارع تونس وضواحيها، التي تشهد عادة إقبالا مشهودا من السياح الأجانب، لم نر إلا القليل منهم. فباستثاء الصحفيين لم نلتق سوى قلة من السياح في المناطق التي يرتادها عادة "ضيوف تونس". فهل ألقى الاعتداء الإرهابي في باردو بظلاله وبهذه السرعة على تونس؟ وكيف يرى الحرفيون والعاملون في قطاع السياحة مستقبل القطاع على المدى القصير والمتوسط؟ وزيرة السياحة التونسية وحرفيون أجابوا على استفساراتنا.

الأربعاء الماضي بدأ جميلا وانتهى على سواد

يقول علي السلامي 20 عاما، وهو بائع منتوجات تقليدية في سوق المدينة العتيقة في تونس، إن الضربة الإرهابيةأتت في توقيت مدروس ويعود على يوم الحادثة ، "يومها كان أفضل يوم عمل منذ سنوات وحققنا مبيعات طيبة جدا خلال الصباح، فالطقس كان جميلا والسوق كانت مكتظة بالحرفيين، وأعداد السياح كانت مرتفعة، خاصة أولئك الذين حلوا صباح الأربعاء في باخرة “كوستا ماجيكا “ العملاقة التي توقفت لأول مرة منذ سنوات في تونس، وهي باخرة تحمل الآلاف من السياح وننتظرها منذ زمن. انتشر بعض السياح في العاصمة، والبعض منهم ذهب إلىمتحف باردو..ليتعرضوا للقتل. ومنذ هذه الحادثة كما تشاهد تبدو السوق مقفرة إلا من بعض المارة، إذن تأثير العملية لا يخفى عن العيان، ولذلك وصل الأمر بالبعض منا إلى البكاء بعد الهجوم. لا نملك سوى هذه المهنة ولا نستطيع تعلم مهنة أخرى في هذا العمر. نعتمد على السياسيين لإرسال إشارات طمأنة لوكالات السفر الكبرى لتعود أفواج السياح التي عهدناها إلى تونس".

تونس ليست أول دولة تعرضت للإرهاب وسنتجاوز الأزمة

عبد الجواد 57 عاما متفائل أكثر من زميله ويقول "أنا متفائل بطبعي ولا أعتقد أن هذه الضربة ستكون قاصمة لقطاع السياحة في تونس، فهي ليست أول اعتداء إرهابي في تونس، منذ الثورة يتعرض جنودنا ومواطنينا قرب الحدود وحتى زعمائنا السياسيين إلى القتل والاغتيال، وفي 2002 قتل عشرات الأشخاص من بينهم سياح ألمان في عملية إرهابية في معبد الغريبة اليهودي تبنتها القاعدة، وعمليات استهداف السياح والأجانب ليست سابقة تونسية، الدار البيضاء تعرضت لعملية إرهابية، تركيا كذلك، مدريد أيضا، وباريس مؤخرا ..فهل توقف السياح عن السفر إلى هذه الدول؟ هل توقف الزوار عن أخذ الصور التذكارية عند برج إيفل؟ لا أعتقد ذلك ..إذن تونس ستتجاوز هذه المحنة بسلام فنحن شعب ذكي وسنعثر على الحلول..السوق مقفرة الآن لأن الضربة وقعت للتو ..الناس لا يزالون تحت وقع الصدمة لا أكثر لكن سيتغير المشهد..مع مرور الوقت".

الضربة تستخدم السياحة التونسية وأنا متفائل

من جهته يرى جلال 28 عاما، أن الاعتداء الإرهابي سيخدم السياحة التونسية ويقول "أنا متفائل جدا، ما حدث يوم الأربعاء سيعود بالنفع على السياحة التونسية .. كيف ذلك؟ سأقول لك ..اليوم أدرك العالم أن المعركة اليوم تدور بين الإرهاب والحضارة ..التمدن والتوحش، والهبّة العالمية المنددة بالعملية والتضامن مع تونس سيروج للسياحة التونسية ..لأن اندثار السياحة التونسية معناه انتصار الإرهاب وهو ما لا يخدم مصلحة أحد. ومن خلال هذه العملية الإرهابية هناك دول لم تكن تسمع بتونس كوجهة سياحية كدول في أمريكا الجنوبية أو آسيا مثلا.. وبالتالي سيأتون لاكتشاف بلدنا ليس الآن ربما ...لكن على المدى المتوسط أو الطويل. وللخروج من هذه الأزمة الوقتية والظرفية جدا سنعتمد على سوقنا المحلية ومواطنينا في الخارج وقريبا سيغزو السياح شوارع تونس كما في السابق. بل أكثر".

نيسان ـ نشر في 2015-03-22

الكلمات الأكثر بحثاً