اتصل بنا
 

مراجعات الاسلام السياسي بعد افغانستان

نيسان ـ نشر في 2021-08-19 الساعة 23:22

x
نيسان ـ لقمان إسكندر
المراجعات "عن بعد" التي ستفرزها هزيمة امريكا في افغانستان اولا، وانتصار حركة طالبان هناك ثانيا، بالتزامن مع انتصار الغرب في تونس أولا وهزيمة حركة النهضة هناك ثانيا، لن تمر من دون استخلاصات من قبل ابناء الحركات الاسلامية في العالم.
الحق، من يسترق السمع يجد صوتان: قيادات حركات الاسلام السياسي وهي تجتهد اليوم لاقناع شبابها ان فكرهم السياسي على حق، وان انبطاح فكرها "عبقرية وفهلوة"، والصوت الثاني الشباب الذي يرى ويسمع ما يجري في العالم.
اليوم الحديث في الغرب وفي الاعلام عن حقيقة جدية مراجعات طالبان. حتى وإن كان ذلك واضحا على الارض، لكنها المراجعات نفسها التي تخيف الغرب، الذي يريد ان تبدو طالبان مخيفة حتى يقول لنفسه وللعالم: أرأيتم.
إن الصراع بين الغرب وما تمثله طالبان صراع وجود فكري. وليس صراعا سياسيا مصلحيا.
اما آخر ما سيصفق له الغرب، فهو بروز نموذج طالباني متفهم للخطاب المعاصر ومرن معه.
في المقابل، هناك مراجعات على الضفة الاخرى من الاسلاميين هو ما يخيف الغرب. فبالتزامن مع قبر النسخة الكيوت من الربيع العربي في تونس الياسمين، صفع نموذج طالبان فكر الاسلام السياسي الذي تمثله فكر جماعة الاخوان المسلمين بعد صعود عبدالفتاح مورو والغنوشي مع الغربي الى (حلبة الرقص)، وميلهما معا طوال سنوات الى ان ترنح الشيخان فاوقع الغربي الراقصان عن الحلبة.
الى اين سيقود كل ذلك؟ ازمة الاسلام السياسي الذي قدم نفسه بديلا تتعمق، في المقابل نحن في انتظار متغيرات متسارعة ستأخذنا على حين غرة.
إن حدث افغانستان مجرد فرش لزاوية من المشهد. المشهد الذي كان في زاويته السابقة معركة غزة الاخيرة التي رأينا فيها الاحتلال صريع غروره. فما الذي سنراه بعد من بقية زواية المشهد عما قريب؟

نيسان ـ نشر في 2021-08-19 الساعة 23:22

الكلمات الأكثر بحثاً