مئوية الجميع

نيسان ـ مئوية الدولة الأردنية هي مئوية الوطن كل الوطن، مئوية الناس كل الناس، لا يحق لأحد احتكارها، أو تجييرها. هي مئوية الأردنيين من مختلف الأصول والمنابت: الشامي الذي وصل عمّان قبل وصول الملك المؤسس، وشرع يؤسس وجه المدينة التجاريّ، الحجازيّ الذي جاء مع الملك المؤسس، البدويّ الذي حمل سلاح الثورة العربية الكبرى، وجعل لصدى الرصاصة الأولى مدىً لا يُحد، ابن الشمال الذي تفجّر عروبة وقومية بمجرّد أن سمع قائدًا يهتف: (طاب الموت يا عرب)، ابن الجنوب الذي حوّل "حدّ الدقيق" إلى درس عسكريّ عتيد، وعلّم الذين لا يعلمون كيفية جعل الحروب وسامًا من بسالة وفداء، الفلسطيني الذي جاء بعد هؤلاء وهؤلاء، ثم ما لبث أن انخرط، سريعًا، في مسيرة البناء والنماء، وحقق رموز منه النجاح تلو النجاح.
معانيها تخص الجميع، والأموال التي تنفق في سياق الخطة الوطنية للاحتفال بها هي أموال الجميع. الوحيدون الذي لا يحق لهم إدّعاء أي مكان لهم تحت سمائها هم: الذين يسرقون جهد الآخرين، الفاسدون، المفسدون، المنافقون، اللصوص سواء المُعلَنون منهم أو المخفيون (مع استثناء اللصوص الظرفاء فهؤلاء أصحابي). أكتب فوق السطر، وسوف أظلّ أكتب دائمًا فوق السطر، فكما قالت لي أمّي، تغمدها الله بواسع رحمته، ذات حكمة ساطعة: (المخبّى بندوق).