كيف يمكن أن يخون الخائنون..
نيسان ـ نشر في 2021-09-11 الساعة 16:55
نيسان ـ في منتصف القرن المنصرم، اصطدمت الشعوب العربية بجيوش الاحتلال تجتاح بلادها، ثم رأتها وهي تستخدم أبناءها، ليقيدوها ويحكموها باسم الاحتلال، ثم رآها الطلائع وهي تنسحب لتترك عملاءها يستلمون الحكم ويقمعون كل من يعترض على حرمان الشعب من مقدرات البلاد واعطائها للمستعمر الذي سلم لوكلائة من العرب الأمور فكانوا أشد منه وطأة على أبناء جلدتهم..
في خضم هذا الواقع المؤلم تداعى كثير من المثقفين والشعراء والسياسيين الأحرار لمجابهة هذا الانحراف.. ففي موضوعنا قال مثلا بدر شاكر السياب "شاعر عراقي":
إني لأعجب كيف يمكن أن يخونالخائنون
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون؟
الأبلغ في كلام الشاعر الكبير، ليس عجبه من خيانة الخائن، بل لأنه يرى استحالة الخيانة في طبعه هو ولا يتقبلها أبداً، فالخائن الذي يخون بلاده هو في رأيه لا ينتسب الى البلاد، فإن كان ينتسب لها حقيقة فيستحيل أن يخونها، فإن فعل فمعنى البلاد خان أن يكون موجود عند الخائن، ولذلك هو ليس من أبنائها..
لذلك وبناء على ما تقدم، فالخيانة أول صنم عبده العرب المتأخرون وهو أول ما يجب أن يُهدم، هذا الصنم هو أول بناء للغزو والاحتلال في بلادنا، بناه بأقذر المواد وأخسها انتشلها من سقط المتاع في بيئتنا.. ثم لما سواهم وهندمهم ونفخ فيهم من ظلمه وجشعه وخيانته، تمردوا وأصبحوا يتحكمون بمصائرنا يعزون ويذلون باسمه..
الخيانة هي دعائم كل لص مارق يستولي على الشعوب وحرياتها ومقدراتها، والخائن فأر قذر يتقمم مما يطرحه سيده المحتل من فضلات..
الخائن الخفي هو من يخون في عمله وفكره ودينه، ووظيفته حين يوظف كل هذه لخدمة المحتل خوفاً وطمعاً، أو يكون منطلقاً من مصلحته الشخصية دون الشعور بانتمائه لأمته التي عليها أن تقارع شذاذ الآفاق وتطردهم من بلادها فكيف لها أن تطردهم وكثير منهم من أبنائها..!!؟
الخائن ليس فقط من ينخرط في جيش الاحتلال "الكبير" الذي يستغرق كل العالم الاسلامي، الخائن أيضا من يصمت ويشعر أنه غير معني، إنما يعنيه العلف، ومن يعلفه وكيف يعلفه..
وإلا كيف يَستعبد المحتل شعوباً، بأيدي أبنائها، ويصنع أجهزة منهم ويبرمجها لتعمل له وتستعبد أبناء جلدتها وتقمعهم بكل برود وكأنهم هم الاعداء..
ما حصل أخيراً وهو للأسف يحصل كل يوم، ونمارسه كلنا يومياً دون أن نشعر أننا وقعنا في الخيانة لأننا ضيعنا البوصلة، قد يكون الجندي -أو العائلة- الذي بلّغ سلطته عن الأسرى الفارين، شعر بالفخر لأنه قام بواجبه أو ما تتطلبه وظيفته، تماما مثل أي شرطي أو منتسب جهاز أمني في أي بلد عربي، أو أي نظام في العالم الثالث "الأسير".
وبما أن هذا الزمن زمن الانكشاف، فأبشروا فإن الانعتاق قريب، لأن الحقيقة المرة خير من الجهل المريح.. هذه الضربات على الرؤوس الغافلة لتصحو على واقعها، هي ارهاصات انعتاق لتتحرك وتنضم الى البقية الواقفين بوجه الاحتلال والظلم ويتنامى الوعي والرفض فنستعيد حريتنا ونملك أمرنا وننهض كما أمم الأرض..
في خضم هذا الواقع المؤلم تداعى كثير من المثقفين والشعراء والسياسيين الأحرار لمجابهة هذا الانحراف.. ففي موضوعنا قال مثلا بدر شاكر السياب "شاعر عراقي":
إني لأعجب كيف يمكن أن يخونالخائنون
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون؟
الأبلغ في كلام الشاعر الكبير، ليس عجبه من خيانة الخائن، بل لأنه يرى استحالة الخيانة في طبعه هو ولا يتقبلها أبداً، فالخائن الذي يخون بلاده هو في رأيه لا ينتسب الى البلاد، فإن كان ينتسب لها حقيقة فيستحيل أن يخونها، فإن فعل فمعنى البلاد خان أن يكون موجود عند الخائن، ولذلك هو ليس من أبنائها..
لذلك وبناء على ما تقدم، فالخيانة أول صنم عبده العرب المتأخرون وهو أول ما يجب أن يُهدم، هذا الصنم هو أول بناء للغزو والاحتلال في بلادنا، بناه بأقذر المواد وأخسها انتشلها من سقط المتاع في بيئتنا.. ثم لما سواهم وهندمهم ونفخ فيهم من ظلمه وجشعه وخيانته، تمردوا وأصبحوا يتحكمون بمصائرنا يعزون ويذلون باسمه..
الخيانة هي دعائم كل لص مارق يستولي على الشعوب وحرياتها ومقدراتها، والخائن فأر قذر يتقمم مما يطرحه سيده المحتل من فضلات..
الخائن الخفي هو من يخون في عمله وفكره ودينه، ووظيفته حين يوظف كل هذه لخدمة المحتل خوفاً وطمعاً، أو يكون منطلقاً من مصلحته الشخصية دون الشعور بانتمائه لأمته التي عليها أن تقارع شذاذ الآفاق وتطردهم من بلادها فكيف لها أن تطردهم وكثير منهم من أبنائها..!!؟
الخائن ليس فقط من ينخرط في جيش الاحتلال "الكبير" الذي يستغرق كل العالم الاسلامي، الخائن أيضا من يصمت ويشعر أنه غير معني، إنما يعنيه العلف، ومن يعلفه وكيف يعلفه..
وإلا كيف يَستعبد المحتل شعوباً، بأيدي أبنائها، ويصنع أجهزة منهم ويبرمجها لتعمل له وتستعبد أبناء جلدتها وتقمعهم بكل برود وكأنهم هم الاعداء..
ما حصل أخيراً وهو للأسف يحصل كل يوم، ونمارسه كلنا يومياً دون أن نشعر أننا وقعنا في الخيانة لأننا ضيعنا البوصلة، قد يكون الجندي -أو العائلة- الذي بلّغ سلطته عن الأسرى الفارين، شعر بالفخر لأنه قام بواجبه أو ما تتطلبه وظيفته، تماما مثل أي شرطي أو منتسب جهاز أمني في أي بلد عربي، أو أي نظام في العالم الثالث "الأسير".
وبما أن هذا الزمن زمن الانكشاف، فأبشروا فإن الانعتاق قريب، لأن الحقيقة المرة خير من الجهل المريح.. هذه الضربات على الرؤوس الغافلة لتصحو على واقعها، هي ارهاصات انعتاق لتتحرك وتنضم الى البقية الواقفين بوجه الاحتلال والظلم ويتنامى الوعي والرفض فنستعيد حريتنا ونملك أمرنا وننهض كما أمم الأرض..
نيسان ـ نشر في 2021-09-11 الساعة 16:55
رأي: صابر العبادي