المعارض التائب.. إن تنفّع قال: 'بطلت'
نيسان ـ نشر في 2021-09-13 الساعة 18:43
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..
في الأردن عرفنا ظاهرة المعارض الذي يصبح معارضاً ويمسي موالياً دوماً، النظام اتقن اللعب على هذا، فصار يمنحنا شاهداً من أنفسنا بأن بعضنا معارضته حتى يتنفع، فإن تنفع قال: "أتوب".
نحن لا نتحدث عن عهود غابرة ومتوسطة، إنما حالات معاشة وتتنفس معارضة "فيسبوكية" ومن وزن ثقيل، لكنها مدفوعة الثمن، ثم لا يكاد هذا المعارض يثبت على موقفه، فيهوي إلى أسفل السافلين.
الأمر ليس حصرياً على الأشخاص، بل إنه ينسحب على التنظيمات كذلك، ففي الأردن بإمكانك أن تكون حزباً معارضاً وتتمتع بكل "ميزات" مطاردة النظام لك، ثم اذا "قصدك" النظام بخدمة، أو أبرمتم اتفاقية، فعلت ما لا يفعل حزب موالٍ.
أما عن الأشخاص، فالشواهد على ذلك لا تكاد تحصى، بمعارضين حزبيين او مستقلين كانوا يصنفون بأنهم من عتاة المعارضين، فيتحولون الى جناحين؛ يساري ويميني لكن هذه المرة للموالاة لا لغيرهم.
ثم أن النظام لا ينسى "الخدمات" التي يقدمها له المعارضون، فيكرمهم أيما اكرام، حتى تظن أنه يحار كيف يكافئهم.
نظامنا يعلم من أين تؤكل الكتف، ويهدف دوما الى العنب، فلا شأن له في مقاتلة "النواطير"، وهذه تحسب له لا عليه.
نظامنا ذكي، أما معارضونا وحتى لا أظلم كثيراً منهم، فمنهم تكاد تقسم أن جلده من فولاذ، فلا يستجيب لضغط، ولا يصدأ، وهؤلاء، لا تراهم في الواجهة، ولا تسمع صوتهم كثيراً، ويسعون في المعارضة هوناً، ودوافعهم غالباً ما تكون إصلاحية، يقولون لأنفسهم لعل القادم أفضل. لعله.
لكن، لنتمهل قليلا، فالمشكلة ليست محصورة في قطاع المعارضة؛ العارضة أو الحقيقيّة، وليست بمهارات الطرفين، موال ومعارض، بل بالنتائج والخواتيم، فالمشكلة الفعلية تكمن بالفشل.
نعم فشلنا جميعا في توصيف العلل، ومعالجة المشكلات، لا الأعراض ومظاهر التنمر التي تستهدف استدرار التنفيعات.
والخطورة كلها في تراكم حالة الغضب وارتفاع منسوباتها، فلا زالت في ازدياد دون معالجات أو حلول مجدية، فليست النجاعة باسكات الفقاعات، بل باسكات الجوع والفقر والبطالة، وبناء تنمية حقيقية موزعة بعدالة، فهذا ما يسكت الجميع.
في الأردن عرفنا ظاهرة المعارض الذي يصبح معارضاً ويمسي موالياً دوماً، النظام اتقن اللعب على هذا، فصار يمنحنا شاهداً من أنفسنا بأن بعضنا معارضته حتى يتنفع، فإن تنفع قال: "أتوب".
نحن لا نتحدث عن عهود غابرة ومتوسطة، إنما حالات معاشة وتتنفس معارضة "فيسبوكية" ومن وزن ثقيل، لكنها مدفوعة الثمن، ثم لا يكاد هذا المعارض يثبت على موقفه، فيهوي إلى أسفل السافلين.
الأمر ليس حصرياً على الأشخاص، بل إنه ينسحب على التنظيمات كذلك، ففي الأردن بإمكانك أن تكون حزباً معارضاً وتتمتع بكل "ميزات" مطاردة النظام لك، ثم اذا "قصدك" النظام بخدمة، أو أبرمتم اتفاقية، فعلت ما لا يفعل حزب موالٍ.
أما عن الأشخاص، فالشواهد على ذلك لا تكاد تحصى، بمعارضين حزبيين او مستقلين كانوا يصنفون بأنهم من عتاة المعارضين، فيتحولون الى جناحين؛ يساري ويميني لكن هذه المرة للموالاة لا لغيرهم.
ثم أن النظام لا ينسى "الخدمات" التي يقدمها له المعارضون، فيكرمهم أيما اكرام، حتى تظن أنه يحار كيف يكافئهم.
نظامنا يعلم من أين تؤكل الكتف، ويهدف دوما الى العنب، فلا شأن له في مقاتلة "النواطير"، وهذه تحسب له لا عليه.
نظامنا ذكي، أما معارضونا وحتى لا أظلم كثيراً منهم، فمنهم تكاد تقسم أن جلده من فولاذ، فلا يستجيب لضغط، ولا يصدأ، وهؤلاء، لا تراهم في الواجهة، ولا تسمع صوتهم كثيراً، ويسعون في المعارضة هوناً، ودوافعهم غالباً ما تكون إصلاحية، يقولون لأنفسهم لعل القادم أفضل. لعله.
لكن، لنتمهل قليلا، فالمشكلة ليست محصورة في قطاع المعارضة؛ العارضة أو الحقيقيّة، وليست بمهارات الطرفين، موال ومعارض، بل بالنتائج والخواتيم، فالمشكلة الفعلية تكمن بالفشل.
نعم فشلنا جميعا في توصيف العلل، ومعالجة المشكلات، لا الأعراض ومظاهر التنمر التي تستهدف استدرار التنفيعات.
والخطورة كلها في تراكم حالة الغضب وارتفاع منسوباتها، فلا زالت في ازدياد دون معالجات أو حلول مجدية، فليست النجاعة باسكات الفقاعات، بل باسكات الجوع والفقر والبطالة، وبناء تنمية حقيقية موزعة بعدالة، فهذا ما يسكت الجميع.
نيسان ـ نشر في 2021-09-13 الساعة 18:43
رأي: ابراهيم قبيلات