عزومة على منسف

نيسان ـ ربما لا أحتاج الى ذلك القسم الذي يراد به حرفي أن يقسم به على أنه تجرع كأساً من الألم و يود أن يكتب رسالة عتب لماذا وصلنا الى هنا؟ فتخيل لي سدر منسف باللحم البلدي مع المكسرات مع تشربية لبن والجميد ينسيني ما كنت سأكتبه ، يأخذني ذلك المشهد "سدر المنسف" كل ما اقرأ عن دعوة أقيمت في بيت أي مسؤول على أن يكون منسفاً عرمرمياً لأن فعالية الزفر قوية لتغيير أي رأي ونقاش و وضع أي شخص عادي في حالة خمول ما بال ذلك المسؤول ؟ ، وكل ما يقال أن هناك منسف في تلك العزومة يهيء لي أن المنسف يحتاج لكاس ماء ليساعد على الهظم وأي هظم هذا الذي سيحتاجه المسؤول بعد المنسف ؟ قرار أم الطعام؟ ، و لولا فنجان القهوة المرة الذي قطع ذلك التخيل والذي أعاد لي بعض مرارة الواقع الذي نعيشه والذي أسعف شيء من بقايا حرفي الذي تشبع زفراً دون أن يتذوقه لأن أصمت عن ذلك العتب وأقول بالطبع سيتم توزيع القهوة السادة المرة على المدعوين ولربما أيضاً يفيق المدعوا ويتذكر الوضع العام المقلق بعد نسف المنسف ويتذكر مشاكل البلد وقضاياه .

هذا ما يحدث في كل لقاء يجمع المسؤولين على طاولة واحدة في لقاء حميم على سدر منسف ذات مواصفات عالية ، والغريب من ذلك يحمل المدعوين بعض الأوراق والأقلام لربما أن تخرج من هنا وهناك أي ملاحظة قيّمة يدونها الوزير أو المسؤول لكي ينفذها بعد النقاش المطول على ذلك السدر والأغلب لن يكون ذلك ، و بين تفتيت اللحم والتشريب يثيرني شيء غريب لماذا كانت تلك الدعوة أم هي مجرد لمّة أصحاب وزملاء عمل الذين يعملون سوياً بروح الفريق الواحد ...
وأعود أكتب بنفس حرفي الذي أفاق على خبر مدون على شاشة التلفاز ب " عاجل" عن وعود بالديمقراطية الذي يليق بالشعب والدولة مروراً بمسؤول يصرخ بأجتماع و يقول "خربانه خربانه "وأنهي حرفي بآخر صرخة حبر من الطفلة غنى ولين ليخرج لنا تصريح أن هناك لجنة تحقيق ولن نهمل تلك القضية وتم نقل مدير الفلاني وطبيب المقيم وعلى الدنيا السلام .. وأعود أقول لماذا وصلنا الى هنا ؟ كل هذا بسببك يا سدر المنسف الذي ربما يكون على كسب الرضا أو ترقية أو تحقيق مطلب أو تحسين أداء جماعي أو منفعة ... أو تذوق منسفي لا أكثر