اتصل بنا
 

على سلم الطائرة بكيت غصبا بكيت

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-09-17 الساعة 15:48

على سلم الطائرة بكيت غصبا بكيت
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات..ظل ابو سالم يوعد زوجته هلالة برحلة الى اسطنبول كدليل دامغ على استمرار تدفق حبه لرفيقة دربه التي
شنفت أذانها لحديث زميلتها في احدى الدوائر الحكومية عقب زيارتها مضيق البسفور وجزر الاميرات ومناطق اخرى في تركيا.
قال الزوج : غدا ستقلع طائرتنا في تمام السادسة فجرا، وعلينا ان نكون في المطار قبل الموعد بساعات ثلاث.
ظل حديث الزوج عن موعد الاقلاع يرن في رأس الزوجة المتشوقة لرحلة تتغلب فيها على وجع الحياة.
استعارت شنطة سفر من إحدى الجارات وقالت بزهو: ودنا نسافر بكره على اسطنبول انا وابو العيال ..وصاتك الدار يا خيتي .
في الحقيقة، هي لا تريد من جارتها الانتباه الى منزلها في غيابها، انما تريد إخبارها بالسفر بعد عشرين عاما من زواجها .
عاشت ام سالم ليلة مليئة بالحلم والفرح، بانتظار باب الطائرة، وفي رأسها شريط أمنيات تريد تحقيقها في سفرتها الاولى دون إبطاء .
دلفت المطار بقدمها اليمنى حاملة شنطة سفر فيها تنورة بيضاء وقميص احمر ومسكارة وقلم حومرة وبقايا كريم اساس ليكويد تريد أن تتسلح بهم على ما فاتها من زينة خطفتها سنوات الوجع.
أنهت إجراءات المطار بشيء من الحذر، ثم توجهت الى باب الطائرة وعصافير قلبها تتقافز فرحًا.
أول المرحبين بها وبزوجها في بطن الطائرة مضيفة فارعة الطول، بتنورة بيضاء وقميص فوشي فطلبت من الزوجين الجلوس على المقاعد المخصصة .
جلست وهي لا تكاد تصدق نفسها، بانتظار لحظة الاقلاع.
الرحلة الى اسطنبول قال الكابتن قبل أن يطلب من الجميع إغلاق هواتفهم وربط الأحزمة.
فجأة، تحدث جلبة من كل مكان، والمضيفات ينتشرن بين المسافرين لطمأنتهم بأن خللا فنيا لا يتجاوز وقوع باب الطائرة وان اقتراحا بوضع حرام على الباب قيد الانتهاء .
الناس تدافعت صوب باب الطوارئ وداست بأقدامها حلم ام سالم برحلة يتيمة الى اسطنبول؛ فتذكرت أغنية طلال مداح لكاتبها يسلم بن علي بعنوان في سلم الطائرة بكيت غصبا بكيت.
لا تحزني ام سالم، دعيهم يدوسون، المهم أن الباب لم يسقط على إحدى الغيمات.
حينها سيستبدل الناس الدوس على بقايا حلمك بالطيران خلف الباب . دعيهم يدوسون ويدوسون فصار المهم نجاتك ونجاة المسافرين، من طائرات خربانة، تتوحش لحظة عطل وتقتل المسافرين وأحلامهم بلا رحمة.

نيسان ـ نشر في 2021-09-17 الساعة 15:48


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً