اتصل بنا
 

رئيس أركان الجيش السوري في الاردن.. عمان ودمشق تقتربان

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-09-20 الساعة 16:35

رئيس أركان الجيش السوري في الاردن..
نيسان ـ إبراهيم قبيلات

لم يكن مفاجئاً استقبال عمان وزير الدفاع رئيس أركان الجيش السوري العماد علي أيوب، منذ فترة ليست قليلة بدا ان العاصمتين – عمان ودمشق – تقتربان من بعضهما البعض، وإن كانت البدايات متعثرة وخجلى، لكنها سارت بخطوات تدريجية مضبوطة على ساعة التفاهمات الدولية والاقليمية.
الاحتفالات التي بدت والوفود الرسمية الأردنية تذهب وتنام في دمشق، ومثلها الوفود السورية تسهر على قمر عمان، أوحت للمتابعين أن جديدا يقع في العلاقات البينية، لكن ما خلف الكواليس أعقد بكثير من الأخبار السعيدة التي تصدرت صفحات الأنباء عن التقارب والجيرة.
فليس بعيدة عن المشهد الصفقات السياسية التي ظهر على سطحها كهربة بيروت بتيارات الأردن ومصر، وفي باطنها سيلان الغاز "المسروق" والنفط الايراني، وفي عمق العمق تفاهمات وتجاذبات روسية أمريكية ايرانية، فباخرة النفط وصلت فشعر تيار الممانعة في بلاد الشام وبغداد وطهران بالنصر، والغاز الاسرائيلي أيضا وصل إلى سوريا ولبنان وشعر التيار "المعتدل" بالفرح والنصر أيضا.
بالنسبة الى الخبر الأردني الرسمي فإن الجانبين، الأردني والسوري، بحثا قضايا "ذات الاهتمام المشترك"، والقضايا ذات الاهتمام المشترك كلاشيه يوضع في العادة عندما لا يريد القوم ان يُسمع ما يقولونه في الغرف المغلقة.
بالطبع وكما ذهب البيان فإن ملف ضمان أمن الحدود المشتركة بين البلدين، والأوضاع في الجنوب السوري، ومكافحة الارهاب والجهود المشتركة لمواجهة عمليات التهريب عبر الحدود وخاصة تهريب المخدرات، في صلب المحادثات، لكن المسألة بالتأكيد أبعد من هذا كله أيضا، وتتعلق بأبعاد أوسع من العلاقات الثنائية الأردنية السورية المتوافقة مع مصالح القوى الرئيسية في الاقليم وضمن أطر تفاهمات دولية أوسع.
منذ سنوات طويلة لم نسمع بياناً أردنياً سورياً يقول: "الحرص المشترك على زيادة التنسيق .. بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين" ، وها قد سمعنا، لكن شهيتنا مفتوحة على المزيد من التوضيح، والتوضيح هنا لمصلحة الشعوب الحقيقية وبعيدة المدى، لا مصلحة الادارات المأزومة في المنطقة، والتي باتت على استعداد لتنفيذ أية تعليمات وتوجيهات إقليمية ودولية من أجل أن تبقى، وتبقى فقط بغض النظر عن شكل هذا البقاء.
ليست الانعطافة التي تحدثها عربة العلاقات الأردنية السورية هي الحادة وحسب، ولم تبدأ فقط بالتطورات العسكرية في جنوب سوريا، الجنوب الذي أرادت دمشق أن تجهزه لكل الاتفاقات التي عقدتها مع "الأطراف" للمرحلة المقبلة.
الانعطافة تتعلق برسم الخريطة السياسية برمتها في المنطقة، قطر والإمارات سمن وعسل، والسعودية أيضا وبلباس المنتجع، مصر وتركيا ترقصان معا، ليبيا يراد لها ان تكف عن التذمر، وتونس مشغولة بما يضحك، المغرب أيضا جهّز ثوبه لما بعد حزب العدالة والتنمية المغربي.

نيسان ـ نشر في 2021-09-20 الساعة 16:35


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً