مليار لإسرائيل .. !
نيسان ـ نشر في 2021-09-26 الساعة 07:48
نيسان ـ جاء إقرار الكونغرس الأمريكي لمبلغ مليار دولار دعما للقبة الحديدة في إسرائيل ليؤكد الانحياز التاريخي والمبدئي للأخيرة، وهذا ليس بجديد على السياسة الأمريكية، ولا يختلف باختلاف الإدارات وإن اختلفت أحيانا اللغة بين ناعمة وخشنة باتجاه قضايا العرب مع الكيان الصهيوني، مما يؤكد على بؤس محاولات بعض العرب وتحت عنوان الاعتدال، إصرارهم على إيجاد حل سلمي مع إسرائيل، وهذه لا تستحي بإحراجهم من خلال تعنتها ورفضها كل الحلول التي تؤدي إلى انفراجة في جدار القضية الفلسطينية.
شامير رئيس وزراء إسرائيل الأسبق عندما انعقد مؤتمر مدريد في بدايات تسعينيات القرن الماضي قال " إننا جئنا إلى هذا المؤتمر رغما عنا وسنظل نفاوض أربعين عاما وأكثر ولن توقفنا هذه المفاوضات عن إتمام مشروع إسرائيل" وبالفعل "صدق" الرجل، وقد مضى أكثر من ثلاثة عقود على مدريد دون أن أي تقدم يذكر على خارطة الصراع، ولم ينتج عن المفاوضات أي اختراق حقيقي سوى اتفاقية أوسلو التي يعتبرها معظم الفلسطينيين وبالا على القضية الفلسطينية وأنها جاءت لمصلحة إسرائيل بكل جوانبها، وأول هذه المصالح أن احتلالها للأراضي الفلسطينية أصبح بلا ثمن تدفعه، وأراحت نفسها من التزاماتها كقوة احتلال جبري تجاه الفلسطينيين الواقعين تحت احتلالها.
وليتها التزمت ببنود أوسلو! فحتى هذه ضربت بها عرض الحائط، وما زلنا نذكر قول إسحاق رابين بأنه لا يوجد مواعيد مقدسة عند إسرائيل وأنها تتصرف حسب ما تقتضيه مصلحتها وليس مصلحة الطرف الآخر، وبالفعل انقلبت إسرائيل على هذه الاتفاقية بكل بنودها ولم تبق منها شيئا للفلسطينيين، وبقيت الإدارات الأمريكية على اختلافها ثابتة على انحيازها الكامل لإسرائيل دون أن يرف لها جفن، وظل العرب الذين يدعون ويعملون للسلام مع إسرائيل يطوون على خيبة أملهم، وذهاب جهودهم سدى، الأمر الذي أعطى قوة للطرف الآخر في المعادلة العربية في مواجهة إسرائيل وهو ما يسمى محور المقاومة، حيث سجل هذا المحور نقاط كثيرة وكبيرة في مرمى الطرف الآخر، وشكل في كثير من الأحيان قوة ردع لإسرائيل في المنطقة.
عندما جاء بايدن إلى البيت الأبيض وتمت الإطاحة بحكومة نتنياهو في إسرائيل، تفاءل كثير من العرب بأن زمن التعنت والغرور الإسرائيلي قد ولى، وأن الإدارتين الجديدتين في واشنطن وتل أبيب ستقومان بخرق كبير في جدار المفاوضات والتسوية، وسرعان ما عادت الآمال خائبة، فبايدن وإدارته لا يقدمان إلا المجاملات التي لا تغني عن احتلال وقهر، والحكومة الإسرائيلية الجديدة حكومة استيطان يتحكم بها المتطرفون اليهود وهي تعمل ما بوسعها حتى لا يقوم هؤلاء بفرط عقدها، وبالتالي ظلت الأمور على ما هي عليه سواء في زمن ترامب ونتنياهو، أو زمن بايدن وبنت. .
الرئيس الفلسطيني هدد أمس الأول من على منبر الأمم المتحدة أن أمام إسرائيل عام واحد لإنهاء الاحتلال وترسيم الحدود، وإلا ستسحب السلطة الفلسطينية اعترافها بإسرائيل. الرجل لا يلام رغم أن إعلانه لم يجد ردة الفعل المناسبة من قبل كل الأطراف فقد أمضى سني عمره وهو ينادي ويعمل من أجل السلام مع إسرائيل، وقدم تنازلات كبيرة ولم يجن شيئا ملموسا قدمه له الإسرائيليون ومن ورائهم الأمريكان اللهم إلا خيبات الأمل والانقلاب على وعودهم.
ألا يفهم ساسة عرب أن إسرائيل لن تتنازل مقدار أنملة، وأنها لن تتزحزح عن موقفها؟ فذلك مستحيل في ظل اختلال كبير في موازين القوى، وفي ظل الهيمنة الصهيونية على القرار الأمريكي، وفي ظل تفكك النظام العربي وضعفه، فهل يفهم القوم ذلك ويتوقفون عن أحلامهم في إمكانية زحزحة إسرائيل عن مواقفها وخططها في معركة نتيجتها محسومة مسبقا بوجود دعم دولي كامل لها؟ لكن أيضا في المقابل وعند أغلبية الأمة وبعيدا عن السياسة ستظل فلسطين والقدس حلما وغاية لكل الأجيال مهما طال الزمن وجار الدهر وأغرقت قضيتها ببراميل الحبر الأسود الذي يكتبون به اتفاقياتهم ومعاهداتهم، فهذا الوعد الحق، واليهود يفهمون ذلك، فهل قومنا يفهمون؟
شامير رئيس وزراء إسرائيل الأسبق عندما انعقد مؤتمر مدريد في بدايات تسعينيات القرن الماضي قال " إننا جئنا إلى هذا المؤتمر رغما عنا وسنظل نفاوض أربعين عاما وأكثر ولن توقفنا هذه المفاوضات عن إتمام مشروع إسرائيل" وبالفعل "صدق" الرجل، وقد مضى أكثر من ثلاثة عقود على مدريد دون أن أي تقدم يذكر على خارطة الصراع، ولم ينتج عن المفاوضات أي اختراق حقيقي سوى اتفاقية أوسلو التي يعتبرها معظم الفلسطينيين وبالا على القضية الفلسطينية وأنها جاءت لمصلحة إسرائيل بكل جوانبها، وأول هذه المصالح أن احتلالها للأراضي الفلسطينية أصبح بلا ثمن تدفعه، وأراحت نفسها من التزاماتها كقوة احتلال جبري تجاه الفلسطينيين الواقعين تحت احتلالها.
وليتها التزمت ببنود أوسلو! فحتى هذه ضربت بها عرض الحائط، وما زلنا نذكر قول إسحاق رابين بأنه لا يوجد مواعيد مقدسة عند إسرائيل وأنها تتصرف حسب ما تقتضيه مصلحتها وليس مصلحة الطرف الآخر، وبالفعل انقلبت إسرائيل على هذه الاتفاقية بكل بنودها ولم تبق منها شيئا للفلسطينيين، وبقيت الإدارات الأمريكية على اختلافها ثابتة على انحيازها الكامل لإسرائيل دون أن يرف لها جفن، وظل العرب الذين يدعون ويعملون للسلام مع إسرائيل يطوون على خيبة أملهم، وذهاب جهودهم سدى، الأمر الذي أعطى قوة للطرف الآخر في المعادلة العربية في مواجهة إسرائيل وهو ما يسمى محور المقاومة، حيث سجل هذا المحور نقاط كثيرة وكبيرة في مرمى الطرف الآخر، وشكل في كثير من الأحيان قوة ردع لإسرائيل في المنطقة.
عندما جاء بايدن إلى البيت الأبيض وتمت الإطاحة بحكومة نتنياهو في إسرائيل، تفاءل كثير من العرب بأن زمن التعنت والغرور الإسرائيلي قد ولى، وأن الإدارتين الجديدتين في واشنطن وتل أبيب ستقومان بخرق كبير في جدار المفاوضات والتسوية، وسرعان ما عادت الآمال خائبة، فبايدن وإدارته لا يقدمان إلا المجاملات التي لا تغني عن احتلال وقهر، والحكومة الإسرائيلية الجديدة حكومة استيطان يتحكم بها المتطرفون اليهود وهي تعمل ما بوسعها حتى لا يقوم هؤلاء بفرط عقدها، وبالتالي ظلت الأمور على ما هي عليه سواء في زمن ترامب ونتنياهو، أو زمن بايدن وبنت. .
الرئيس الفلسطيني هدد أمس الأول من على منبر الأمم المتحدة أن أمام إسرائيل عام واحد لإنهاء الاحتلال وترسيم الحدود، وإلا ستسحب السلطة الفلسطينية اعترافها بإسرائيل. الرجل لا يلام رغم أن إعلانه لم يجد ردة الفعل المناسبة من قبل كل الأطراف فقد أمضى سني عمره وهو ينادي ويعمل من أجل السلام مع إسرائيل، وقدم تنازلات كبيرة ولم يجن شيئا ملموسا قدمه له الإسرائيليون ومن ورائهم الأمريكان اللهم إلا خيبات الأمل والانقلاب على وعودهم.
ألا يفهم ساسة عرب أن إسرائيل لن تتنازل مقدار أنملة، وأنها لن تتزحزح عن موقفها؟ فذلك مستحيل في ظل اختلال كبير في موازين القوى، وفي ظل الهيمنة الصهيونية على القرار الأمريكي، وفي ظل تفكك النظام العربي وضعفه، فهل يفهم القوم ذلك ويتوقفون عن أحلامهم في إمكانية زحزحة إسرائيل عن مواقفها وخططها في معركة نتيجتها محسومة مسبقا بوجود دعم دولي كامل لها؟ لكن أيضا في المقابل وعند أغلبية الأمة وبعيدا عن السياسة ستظل فلسطين والقدس حلما وغاية لكل الأجيال مهما طال الزمن وجار الدهر وأغرقت قضيتها ببراميل الحبر الأسود الذي يكتبون به اتفاقياتهم ومعاهداتهم، فهذا الوعد الحق، واليهود يفهمون ذلك، فهل قومنا يفهمون؟
نيسان ـ نشر في 2021-09-26 الساعة 07:48
رأي: محمد حسن التل