اتصل بنا
 

ريان.. طفل يحشر إعلامنا في الزاوية

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-09-27 الساعة 17:44

ريان.. طفل يحشر إعلامنا في الزاوية
نيسان ـ ابراهيم قبيلات..ماذا نفعل نحن الصحافيين في مهنتنا هذه، بل ما الذي يجعل وسائل إعلام قادرة على الاستمرار وسط عالم غريب من مواقع التواصل. لم يعد كثير من الناس مهتمين بما نكتب، وتكتب وسائل الاعلام.
اليوم "يوتيوبر" واحد لا يتجاوز عمره تسع سنوات قادر على جمع مشاهدات لمحتواه الذي بلا معنى على الاطلاق أكثر من مفكر عالمي شغل عقله خمسين سنة ماضية بحشر كل صروف العلوم والمعارف داخل جمجمته.
في العام الماضي جنى الطفل الامريكي ريان كاجي ما يقرب من 30 مليون دولار في عام واحد من فتح صناديق سخيفة واللعب بألعابه عبر يوتيوب؛ ليحمل لقب مستخدم يوتيوب الأعلى أجراً للعام الثالث على التوالي.
ولا تتوقف السحافة عند عالم انتهت مدة صلاحية بشريته عند الغرب وحدهم، بل تنسحب ثقافة الحماقة على شعوب الارض برمتها، ثم لا يكاد ينجو منها إلا القليل جداً.
هذا عالم لم يعد لنا، أنا هنا لا أتحدث عن القيم الرفيعة او العادات الحميدة، بل عن شيء أقل من هذا بكثير، أتحدث عن عالم ينحدر في جرف السخافة حتى لم نعد نرى الى أي واد سحيق سترتطم به البشرية، التي وصلت مرحلة الخرف او الزهايمر من حياتها.
ريان هذا الطفل تدير عائلته اليوم تسع قنوات عبر يوتيوب، وتعتبر قناة عالم ريان الأكثر شهرة حيث بلغ عدد المشتركين 41.7 مليون مع 12.2 مليار مشاهدة.
ريان بذلك تفوق على كل وسائل الإعلام بشتى أنواعها، والتي يُضخ لها ملايين الدولارات لتصل الى ربع ما وصل إليه طفل لا يفعل شيئا أمام الكاميرا سوى أنه يلعب.
أردنياً، جل الإعلام في مأزق وجودي حقيقي بعد أن أتخم باللعب الرسمي عقوداً طويلة؛ فتاه عن سكته ومرتكزاته، وانحرف عن أهدافه، وصار بمواجهة ملفات صعبة، لا أمل بفكفكتها إلا بنهج تصحيحي جديد، وبأدوات جديدة، تلغي التدخل الحكومي في المعالجات الإعلامية، والتعيينات في المواقع الحساسة، حينها يمكن للإعلام أن يستبدل "اللعب" لصالح الفعل الوطني الجاد.

نيسان ـ نشر في 2021-09-27 الساعة 17:44


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً