اتصل بنا
 

(النفايات) عنوان خلاف السويد والنروج

نيسان ـ نشر في 2015-09-22 الساعة 18:40

x
نيسان ـ

تعبر عشرات الشاحنات الكبيرة يوميا الحدود بين النروج والسويد، محملة بالنفايات ... فهذه الحمولة ثمينة جدا في نظر البلدين اللذين يتنازعان عليها.

تعاني السويد التي تتقن الفرز وإعادة التدوير من مشكلة فريدة من نوعها، فهي تفتقر إلى النفايات لتغذية المحارق التي تزود حوالى 250 ألف أسرة بالكهرباء و950 ألف مسكن بطاقة للتدفئة.

وتضطر بالتالي إلى استيراد حوالى مليوني طن من النفايات في السنة، أغلبيتها من النروج المجاورة، فضلا عن بريطانيا وهولندا وفنلندا والدنمارك وإيرلندا.

ويشرح واين ويكفيست مدير "أففال سفيريغ" وهي جمعية متخصصة في القطاع "إنها بمثابة سوق، فنقل النفايات من بلد إلى آخر يخضع لقاعدة العرض والطلب".

لكن هذه السوق لا تمتثل للمعايير التقليدية، فالمصدرون (البلديات والمصانع) هم الذين يدفعون للمستوردين (المحارق) لحرق "منتجاتهم".

وخلال السنوات الأخيرة، راحت محطات حرق النفايات تنتشر في السويد، ما أدى إلى تراجع الأسعار.

ودفع ذلك البلديات المحدودة الميزانيات في النروج المجاورة إلى اللجوء إلى خدمات جارتها السويدية للتخلص من مخلفاتها.

فبلدية فوس مثلا على الساحل الغربي للنروج ترسل نفاياتها إلى يونشوبينغ (وسط السويد) التي تبعد عنها 800 كيلومتر، علما أن حوالى عشرين كيلومترا يفصلها عن أقرب محرقة.

وتنتقد الشركات النروجية نظيراتها السويدية، متهمة إياها بممارسة "الإغراق" وبحرمها من تطوير قطاعها الذي لا يزال في بدايته والتأثير سلبا على شبكة التدفئة المراعية للبيئة في المدن.

ويؤكد أود تيرجي دوفيك مدير محرقة ريتوركرافت (جنوب النروج) أن "معالجة النفايات هي "أرخص في السويد ... وأنه على محطات الحرق النروجية أن تستورد نفايات من بريطانيا".

لكن هذه التنقلات المتواصلة بين البلدين تؤثر على البيئة.

ويحاول السويديون الحد من هذه الآثار قدر المستطاع. ويقول واين ويكفيست إن "أبحاثا كثيرة أجريت عن هذا الموضوع خلصت إلى أن آثار النقل بحد ذاته هي جد محدودة، خصوصا عند مقارنتها بالمنافع التي نجنيها من سحب النفايات من بلد كانت سترمى فيه في مكبات مفتوحة. وهي أيضا تحل محل الفحم والغاز الطبيعي عند استخدامها كمحروقات".

وتولد ثلاثة أطنان من النفايات طاقة توازي تلك المتأتية من طن نفط وطنين من الفحم، بحسب شركة "أففال سفيريغ".

وقد تراجع معدل إعادة تدوير النفايات المنزلية في النروج من 44 % قبل ست سنوات إلى 37 % العام الماضي.

ويلفت أود تيرجي دوفيك إلى أن "المنافع البيئية كانت ستكون أكبر بكثير، إذا استوردت المراكز السويدية النفايات من أوروبا الشرقية حيث الحل الوحيد هو تخزين النفايات في المكبات".

ويؤكد هيلج زيولكوفسكي أحد المسؤولين في الوكالة السويدية لحماية البيئة أن "الكثير من النفايات يهدر في أوروبا".

نيسان ـ نشر في 2015-09-22 الساعة 18:40

الكلمات الأكثر بحثاً