الملك في خطاب تاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة .. ماذا قبل أن يصحو العالم؟!
نيسان ـ نشر في 2021-09-30 الساعة 07:36
نيسان ـ «لكن..» ليست كأي لكن!.
هي «لكن»، كما جاد واستدرك بها النطق الهاشمي السامي، ومنها، انطلق جلالة الملك ليضعنا بين الاستدراك والتحذير لما هو قادم..
الملك عبدالله الثاني، قال مخاطبا عالم اليوم في خطاب مسجل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين:.. «لكن، كم بيتٍ سيدمر وكم طفلٍ سيموت قبل أن يصحو العالم!»
ودراية ملك صلب، وعزيمة لا تلين، لفت الأنظار إلى أنه: «لا يمكن أن يتحقق الأمن الفعلي لكلا الطرفين،-يقصد دولة الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الوطنية الفلسطينية- بل للعالم بأسره، إلا من خلال السلام المبني على حل الدولتين، الذي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل».
وعزز الخطاب بالتأكيد الملكي الهاشمي: ».. والقدس الشريف في قلب هذا السلام، فهي مدينة مقدسة بالنسبة لمليارات الأشخاص حول العالم».
وبالعزم الهاشمي المعهود، أطلق جلالته «الواقع والموقف الأردني الهاشمي»، فقال بكل حزم «ومن جانبنا، سيستمر الأردن بالعمل على الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من منطلق الوصاية الهاشمية عليها»؛ ذلك أن الوصاية، إرث ملكي وميراث الأب والابن والجد، أردنيا بآفاق وتوافق وإيمان عربي-إسلامي، يرنو إلى الملك لديمومة الوفاء وحفظ الأمانة، فلولا عهد الأردن المملكة النموذج، في إعمار وحماية القدس ومقدساتها وأوقافها المسيحية والإسلامية والحضارية، لكانت دولة الاحتلال الصهيوني، في خططها المجرمة باستمرار تهويد وهدم القدس وجوارها وأثرها ومعالمها.
من أجل هذا الحق الأردني الفلسطيني المقدس، ومن أجل الثقة والدفاع العربي والأممي، قرارات ومواثيق وخلاصات قانونية وإدارية وأمنية، لكان الأمر مختلفا.. وهذا ما جعل الملك، أمام الهيئة العمومية للأمم المتحدة، ووسط العالم الرقمي الذي ينقل الاجتماعات، يعلن: «وأنا أؤمن بأنه من الممكن، بل ومن الضروري، أن تجمع القدس الشريف بين المسلمين والمسيحيين واليهود، ويمكن للمدينة المقدسة وبجهد دولي، أن تكون رمزا للوحدة وليس للفرقة».
بهدوء القادة، الكبار خاطب الملك المشاركين في الاجتماعات الأممية: «يجب أن يكون عملنا منسقا ومنظما ليترك أثرا عالميا حقيقيا فالتغيير الإيجابي لا يتحقق بالتمني»، لافتا إلى أن «الشراكات العالمية مطلب حيوي لحل أحد أقدم الصراعات في التاريخ الحديث وهو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، مؤشرا على موقف الدولة الأردنية، التي تدخل مئويتها الثانية، دافعت في عقودها كافة عن القدس وفلسطين والأمة العربية الإسلامية، ومن هذا «سيستمر الأردن بالعمل على الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية».
وفي جانب من ذات الهم العربي-الدولي الكبير، أزاح الستار عن الوضع في لبنان الشقيق وقال: «يحتاج الشعب اللبناني لدعمنا الكامل وتمكينهم من النهوض يتطلب استجابة دولية محكمة التخطيط ودقيقة التنفيذ».
وفي الخطاب الأممي، نجح جلالة الملك في إلقاء الاضواء الكشافة على عديد القضايا التي للأردن موقف وتفاعل حولها بالتشارك والعمل الأممي والدولي، فقال: «لا بد من استمرار دعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي والمنظمات التي ترعى اللاجئين والمجتمعات المستضيف».
وإن حماية اللاجئين، تمنع مظاهر وصفها جلالته «ترك الأبرياء عرضة للخطر وترك الصراعات تستشري دون حلها يخدم المتطرفين حول العالم».
وفي الجانب المهم من رؤية وفكر الملك، وعمله العربي-الدولي-الأممي، في كشف مخاطر الإرهاب والحرب، وتأثير ذلك على مقدرات الأمم والشعوب، دعا جلالته إلى وعي ما تقف عليه:» الحرب على الإرهاب والتطرف»، وأنها «لم تنته بعد وهناك حاجة ملحة للعمل العالمي المشترك».
يرى الملك، الخبير لسنوات طوال بآفاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتلك الهيئات والمنظمات الدولية، كيف يمكن أن نعود إلى الفكر السياسي والاقتصادي والأمني، بحثا عن الوعي بأحداث وأزمات عالم اليوم، داعيا في إشارات أممية، من فكر هاشمي معهود: «لطالما دعا الأردن لبناء شبكات إقليمية لتعزيز المنعة، بهدف تجميع الموارد وتطوير القدرة على الاستجابة للتحديات».
الشأن الفلسطيني في خطاب جلالته، يضع الأمم المتحدة أمام الواقع، وفي داخل الأزمة، برغم تشابكها مع أزمات طارئة أدت إلى تحولات في الموقف الدولي، برغم خطورة ذلك مرحليا، لهذا جاء تحذير جلالة الملك من خطورة القادم.
هذا هو سيدنا في إطلالاته التاريخية، التي تبهر العالم بما فيها من منطق سياسي، بهدوء القادة، ولأنها تقف في مفاصل من وضع العالم اليوم وأزماته الاقتصادية، الصحية البيئية والمناخية، عدا عن السياسية المتشعبة، لطالما-يقول الملك- اتخذ الأردن العمل المشترك نهجا، فمنذ تأسيس دولتنا قبل 100 عام، ونحن نعمل عن كثب مع شركائنا الإقليميين والدوليين لتعزيز السلام والازدهار والاحترام المتبادل حول العالم.
قويا، يقف الملك، ليقول أمام قوى العالم: ندرك الصعوبات والتحديات، لكننا نرى أيضا الفرص الكبيرة لبناء عالم أفضل.
هذا العالم، يعمل عليه الملك، مع القادة والزعماء العرب، كما يدعم دبلوماسية ملكية مع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ودول مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، ودول عدم الانحياز، بما في ذلك، قدرة جلالته على قيادة العمل العربي في المنطقة، قيادة جيوسياسية ونظرة جيو استراتيجية لوضع العالم، أزماته التي تتداعى مثل أحجار الدومينو.
وهذه الاطلالة الذكية الحرة، هي الامتداد الطبيعي التاريخي الحضاري، لإرث هاشمي الرؤية، صلب العزيمة، فالملك عبدالله الثاني، يقرأ التاريخ والحاضر والمستقبل، فقد كان المغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، أول ملك وحاكم عربي يلقي خطابا أمام الجمعية العامة، وتذكر الشواهد أن الحسين، كان مصمما أن يقول ما في نفسه وجاء دور الملك بعد الزعيم خروتشوف في خطاب بالغ العنف على المنظمة الأممية وكان ذلك في 3/10/1960 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقتها، أعلن الملك الحسين في الخطاب أن الأردن يعتمد على الأمم المتحدة في دفاعه عن حريته وكيانه.
خطاب الملك عبدالله الثاني، حامل شعلة تنوير وبيان للناس، للجمعية العمومية للأمم المتحدة،.. وما زالت «لكن»، كينونة لوعي ما، فيها تحذير مهم، بحدس خاف منه الملك، فالعالم يعيش لحظات متباينة فيها انقسام نحو بنية أحلاف وتكتلات سياسية وأمنية متداخلة ونهايتها شكلانية، تضيع حقوق الشعوب، جلالة الملك الهاشمي، رسم ما يلي الخوف على مصائر مجهولة، نتيجة عدم الاستجابة لنداء السلام والأمن ونبذ التطرف والإرهاب.
يمتلك «سيدنا» الحلم والحكمة، وفوق كل ذلك، شعب النشامى، المعزز لملك معزز، قلقه صبر.. وصبر الملوك هبة وهيبة.
(الرأي)
هي «لكن»، كما جاد واستدرك بها النطق الهاشمي السامي، ومنها، انطلق جلالة الملك ليضعنا بين الاستدراك والتحذير لما هو قادم..
الملك عبدالله الثاني، قال مخاطبا عالم اليوم في خطاب مسجل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين:.. «لكن، كم بيتٍ سيدمر وكم طفلٍ سيموت قبل أن يصحو العالم!»
ودراية ملك صلب، وعزيمة لا تلين، لفت الأنظار إلى أنه: «لا يمكن أن يتحقق الأمن الفعلي لكلا الطرفين،-يقصد دولة الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الوطنية الفلسطينية- بل للعالم بأسره، إلا من خلال السلام المبني على حل الدولتين، الذي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل».
وعزز الخطاب بالتأكيد الملكي الهاشمي: ».. والقدس الشريف في قلب هذا السلام، فهي مدينة مقدسة بالنسبة لمليارات الأشخاص حول العالم».
وبالعزم الهاشمي المعهود، أطلق جلالته «الواقع والموقف الأردني الهاشمي»، فقال بكل حزم «ومن جانبنا، سيستمر الأردن بالعمل على الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من منطلق الوصاية الهاشمية عليها»؛ ذلك أن الوصاية، إرث ملكي وميراث الأب والابن والجد، أردنيا بآفاق وتوافق وإيمان عربي-إسلامي، يرنو إلى الملك لديمومة الوفاء وحفظ الأمانة، فلولا عهد الأردن المملكة النموذج، في إعمار وحماية القدس ومقدساتها وأوقافها المسيحية والإسلامية والحضارية، لكانت دولة الاحتلال الصهيوني، في خططها المجرمة باستمرار تهويد وهدم القدس وجوارها وأثرها ومعالمها.
من أجل هذا الحق الأردني الفلسطيني المقدس، ومن أجل الثقة والدفاع العربي والأممي، قرارات ومواثيق وخلاصات قانونية وإدارية وأمنية، لكان الأمر مختلفا.. وهذا ما جعل الملك، أمام الهيئة العمومية للأمم المتحدة، ووسط العالم الرقمي الذي ينقل الاجتماعات، يعلن: «وأنا أؤمن بأنه من الممكن، بل ومن الضروري، أن تجمع القدس الشريف بين المسلمين والمسيحيين واليهود، ويمكن للمدينة المقدسة وبجهد دولي، أن تكون رمزا للوحدة وليس للفرقة».
بهدوء القادة، الكبار خاطب الملك المشاركين في الاجتماعات الأممية: «يجب أن يكون عملنا منسقا ومنظما ليترك أثرا عالميا حقيقيا فالتغيير الإيجابي لا يتحقق بالتمني»، لافتا إلى أن «الشراكات العالمية مطلب حيوي لحل أحد أقدم الصراعات في التاريخ الحديث وهو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، مؤشرا على موقف الدولة الأردنية، التي تدخل مئويتها الثانية، دافعت في عقودها كافة عن القدس وفلسطين والأمة العربية الإسلامية، ومن هذا «سيستمر الأردن بالعمل على الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية».
وفي جانب من ذات الهم العربي-الدولي الكبير، أزاح الستار عن الوضع في لبنان الشقيق وقال: «يحتاج الشعب اللبناني لدعمنا الكامل وتمكينهم من النهوض يتطلب استجابة دولية محكمة التخطيط ودقيقة التنفيذ».
وفي الخطاب الأممي، نجح جلالة الملك في إلقاء الاضواء الكشافة على عديد القضايا التي للأردن موقف وتفاعل حولها بالتشارك والعمل الأممي والدولي، فقال: «لا بد من استمرار دعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي والمنظمات التي ترعى اللاجئين والمجتمعات المستضيف».
وإن حماية اللاجئين، تمنع مظاهر وصفها جلالته «ترك الأبرياء عرضة للخطر وترك الصراعات تستشري دون حلها يخدم المتطرفين حول العالم».
وفي الجانب المهم من رؤية وفكر الملك، وعمله العربي-الدولي-الأممي، في كشف مخاطر الإرهاب والحرب، وتأثير ذلك على مقدرات الأمم والشعوب، دعا جلالته إلى وعي ما تقف عليه:» الحرب على الإرهاب والتطرف»، وأنها «لم تنته بعد وهناك حاجة ملحة للعمل العالمي المشترك».
يرى الملك، الخبير لسنوات طوال بآفاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتلك الهيئات والمنظمات الدولية، كيف يمكن أن نعود إلى الفكر السياسي والاقتصادي والأمني، بحثا عن الوعي بأحداث وأزمات عالم اليوم، داعيا في إشارات أممية، من فكر هاشمي معهود: «لطالما دعا الأردن لبناء شبكات إقليمية لتعزيز المنعة، بهدف تجميع الموارد وتطوير القدرة على الاستجابة للتحديات».
الشأن الفلسطيني في خطاب جلالته، يضع الأمم المتحدة أمام الواقع، وفي داخل الأزمة، برغم تشابكها مع أزمات طارئة أدت إلى تحولات في الموقف الدولي، برغم خطورة ذلك مرحليا، لهذا جاء تحذير جلالة الملك من خطورة القادم.
هذا هو سيدنا في إطلالاته التاريخية، التي تبهر العالم بما فيها من منطق سياسي، بهدوء القادة، ولأنها تقف في مفاصل من وضع العالم اليوم وأزماته الاقتصادية، الصحية البيئية والمناخية، عدا عن السياسية المتشعبة، لطالما-يقول الملك- اتخذ الأردن العمل المشترك نهجا، فمنذ تأسيس دولتنا قبل 100 عام، ونحن نعمل عن كثب مع شركائنا الإقليميين والدوليين لتعزيز السلام والازدهار والاحترام المتبادل حول العالم.
قويا، يقف الملك، ليقول أمام قوى العالم: ندرك الصعوبات والتحديات، لكننا نرى أيضا الفرص الكبيرة لبناء عالم أفضل.
هذا العالم، يعمل عليه الملك، مع القادة والزعماء العرب، كما يدعم دبلوماسية ملكية مع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ودول مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، ودول عدم الانحياز، بما في ذلك، قدرة جلالته على قيادة العمل العربي في المنطقة، قيادة جيوسياسية ونظرة جيو استراتيجية لوضع العالم، أزماته التي تتداعى مثل أحجار الدومينو.
وهذه الاطلالة الذكية الحرة، هي الامتداد الطبيعي التاريخي الحضاري، لإرث هاشمي الرؤية، صلب العزيمة، فالملك عبدالله الثاني، يقرأ التاريخ والحاضر والمستقبل، فقد كان المغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، أول ملك وحاكم عربي يلقي خطابا أمام الجمعية العامة، وتذكر الشواهد أن الحسين، كان مصمما أن يقول ما في نفسه وجاء دور الملك بعد الزعيم خروتشوف في خطاب بالغ العنف على المنظمة الأممية وكان ذلك في 3/10/1960 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقتها، أعلن الملك الحسين في الخطاب أن الأردن يعتمد على الأمم المتحدة في دفاعه عن حريته وكيانه.
خطاب الملك عبدالله الثاني، حامل شعلة تنوير وبيان للناس، للجمعية العمومية للأمم المتحدة،.. وما زالت «لكن»، كينونة لوعي ما، فيها تحذير مهم، بحدس خاف منه الملك، فالعالم يعيش لحظات متباينة فيها انقسام نحو بنية أحلاف وتكتلات سياسية وأمنية متداخلة ونهايتها شكلانية، تضيع حقوق الشعوب، جلالة الملك الهاشمي، رسم ما يلي الخوف على مصائر مجهولة، نتيجة عدم الاستجابة لنداء السلام والأمن ونبذ التطرف والإرهاب.
يمتلك «سيدنا» الحلم والحكمة، وفوق كل ذلك، شعب النشامى، المعزز لملك معزز، قلقه صبر.. وصبر الملوك هبة وهيبة.
(الرأي)
نيسان ـ نشر في 2021-09-30 الساعة 07:36
رأي: حسين دعسة