إنسان المفرق..نحن العراة لا هو

نيسان ـ ابراهيم قبيلات

اخطأ بالطبع، الا انه (فَقَدْ) ثم شلح، خالفوه فشلح.
لم يبق على جسده مغطّى، كحال وضعه المعيشي.
وقف فوق سيارته عاريا الا من بؤسه وخيباته.
ليس هذا الخطير بل في اكتفاء الناس بتصويره فقط، ما فعلوا شيئًا الا أنهم صوّروه.
لم يستره احد، تماما كما لم يستر حاله الاجتماعي أحد.
اجتماعيًا تعرّى، واقتصاديًا تعرّى وجسدياً تعرى، وفي كل الحالات اكتفى الناس بتصويره.
اجتماعيا صوروه بكلماتهم القاسية، ولم يكتفوا بذلك، بل مدوا له يد الكاميرات، في الوقت الذي كان ينتظر ان يمد الناس له يد العون.
هو لم يشلح بنطاله فقط، شلح حالنا البائس، شلح عبوديتنا، لكن هذا ليس شكلا من اشكال الاحتجاج، هذا تعبير عن هزيمة كبيرة.
كم يحتاج المجتمع من رجال يشلحون في الشوارع العامة ليكف عن مراهقته ويعترف انه مجتمع بائس، تضبط قواعده العبودية، وتحكم إيقاعه سوط الأمراض النفسية ولا ينفع سوى لتوثيق ضعفنا وانكسارنا وهزائمنا؟
لم يشلح وحده، نحن معه نتغطى بالكذب، عراة من أنفسنا .
نحن معه عراة، عراة تمامًا، عقب أن ظهرت سوءة ضعفنا، وسوءة عبوديتنا، وقبح صنيعنا بأنفسنا.
قل وإن شلح، ستطبطب عليه الحكومة، وربما ستشطب عنه مخالفة السير التي مُنِي بها،.
تعالوا نشرح تعرينا نحن أمامه وهو فوق سقف سيارته: ضحكنا وقلنا عنه مجنون.
يا قوم هو العاقل الوحيد بيننا سوى اننا لم نشلح بعد.