اتصل بنا
 

بوتين وأردوغان وجها لوجه و...الاسد ثالثهما

صحافية لبنانية

نيسان ـ نشر في 2015-09-22 الساعة 22:20

نيسان ـ

يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غدا الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو ، وسط تحذيرات تركية لروسيا من تداعيات تعزيزاتها العسكرية على النزاع في سوريا والجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي.

في الثالث من آب الماضي، أبلغ أردوغان الى مجموعة من الصحافيين، أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بدأ يبدل موقفه من دعم الرئيس السوري بشار الاسد و"قد يتخلى عنه" في المستقبل. "انطباعه" ذاك خرج به من اجتماع ثنائي بينهما في العاصمة الاذرية باكو في حزيران ومحادثات هاتفية لاحقة بينهما.

غداً يلتقي الرجلان للمرة الاولى مذاك. وسوريا ستكون بالطبع المحور الرئيسي للمحادثات بينهما.ولكن بين لقاء أذربيجان واللقاء المرتقب في موسكو تبدلت أمور كثيرة في سوريا.انطباع أردوغان،وإن كان صحيحا في حينه، بددته التطورات. وواشنطن لم تعد تطالب برحيل الاسد "فورا". أما الدول الاوروبية فتعدل الواحدة تلو الاخرى لهجتها حيال الرئيس السوري.

وفي المقابل، لا يزال موقف أنقرة على حاله. أردوغان الذي يحمل الاسد المسؤولية الاساسية عما يحصل في سوريا، سيكون اليوم في مواجهة الرجل الذي أرسل ترسانة ضخمة للدفاع عنه.

جرس الانذار

لا شك في أن التحركات الروسية لدعم النظام السوري تعمق المأزق التركي في سوريا، وتمثل انتكاسة جديدة للسياسة الخارجية التركية .

رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ، مهندس السياسة الخارجية لانقرة، دق الاثنين جرس الانذار ، واصفاً التعزيزات الروسية بأنها "خطيرة جدا". في رأيه أن نقل الدعم الروسي للنظام السوري الى الميدان "مقلق وخطير جداً". وإذ لفت الى أن أردوغان سيثير المسألة مع بوتين ، قال:"ان شاء الله لن تتمسك روسيا بوسائل وطرق تزيد التوتر".

وتأتي زيارة أردوغان لموسكو بعد محادثات أجراها وزير الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي أبرزت مجددا الخلافات بين الجانبين في ما يتعلق بالرؤيتين المختلفتين لموسكو وأنقرة حيال دور الاسد في سوريا.

قراءة تركية

و في قراءة ل"مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية"، ومقره أنقرة، أن الهدف المباشر الاول لموسكو هو اعادة تعويم الاسد الذي تراجعت في الفترة الاخيرة قدرته على الحفاظ على المراوحة التي يشهدها النزاع. والى توفير فرصة جديدة للنظام للنجاة في مواجهة فصائل مختلفة من المعارضة وليس "الدولة الاسلامية" فحسب، توجه التعزيزات الروسية رسائل في أكثر من اتجاه، عن استعداد موسكو للدفاع عن حليفها من أي تدخل اقليمي أو دولي.وهذا الامر يبدو واضحا في نقل أجهزة دفاع جوية الى سوريا وصواريخ "كروز" مضادة للسفن ، اضافة الى المناورات العسكرية التي أجرتها في شرق المتوسط، وتحديدا قرب طرطوس واللاذقية.وعرض العضلات البحري الاخير شمل سيناريوات تحاكي "صد هجوم من الجو والدفاع عن الساحل".

وفي ما يعني تركيا خصوصاً، يرى الباحث في المركز جان كاسابوغلو إن المناورات الروسية الاخيرة قرب اللاذقية تنطوي على ثلاثة رسائل. الاولى هي أن روسيا لن تتساهل مع منطقة حظر طيران تطالب بها أنقرة خصوصاً، أو أية مناورات عسكرية ضد الحكومة السورية.والرسالة الثانية مفادها أنه وفي حال نشوء دولة علوية نتيجة الحرب السورية، فان موسكو مستعدة لمواصلة الدفاع عنها. أما الرسالة الثالثة فهي ان روسيا تعتبر اية عمليات جوية قرب المناطق التي يسيطر عليها النظام تهديدات محتملة.

بهذه المعايير، يمكن القول إن روسيا باتت تعتبر سوريا فضاءها الاستراتيجي، الامر الذي يمثل تحديا جديا لانقرة.

ويذكر الباحث في معهد "روسي" أرون شتاين بأن أنقرة أسقطت قبل أشهر طائرة ايرانية من دون طيار من طراز "شهد 129" فوق إدلب، متسائلا:"كيف تتصرف موسكو اذا فعلت أنقرة ذلك مجددا".

ازاء هذا الوضع، يقول المحلل الدفاعي في "معهد واشنطن" جيفري وايت أن التعزيزات العسكرية الروسية قد تعزز التحالف الأميركي-التركي في سوريا، وقد تضطر تركيا إلى الاصطفاف إلى جانب الولايات المتحدة في سوريا بهدف تجنّب أي احتكاك عسكري ضد روسيا على أرض المعركة.

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد من موسكو باتفاق على التنسيق لتجنب صدام فوق سوريا.فبماذا يعود أردوغان غدا؟.

"تركيش ستريم" وافتتاح المسجد

بموازاة الخلاف السوري، يتوقع أن يناقش الجانبان الروسي والتركي مشاريع اقتصادية، علماً أن الجانبين لطالما تمكنا من ادارة نزاعاتهما على مصير الاسد وضم القرم، للعمل في ما يصب في مصلحة اقتصادي بلديهما.

ومن المتوقع أن يسعى الرئيسان اليوم الى حل الخلافات بينهما على مشروع "تركيش ستريم" ، وهو مشروع للانابيب لنقل الغاز الروسي الطبيعي الى أوروبا عبر البحر الاسود وتركيا.وكانت أنقرة تريد البدء بالمشروع المؤلف من أربعة خطوط ، الا أن خلافاً على الاسعار أعاق على ما يبدو انطلاق المشروع.

وعلى جدول اعمال الزيارة التي تستمر يوماً واحدا اعادة افتتاح مسجد الجمعة في موسكو. المسجد الذي يسمى ايضاً المسجد الكبير أعيد بناؤه ليتسع لعشرة الاف مصل.ومن المتوقع أن يحضر الافتتاح أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

النهار

نيسان ـ نشر في 2015-09-22 الساعة 22:20

الكلمات الأكثر بحثاً