اتصل بنا
 

ماذا يريد الرئيس لكي يتجاوز حقل الألغام؟

نيسان ـ نشر في 2021-10-24 الساعة 20:11

نيسان ـ قطعا، أحسن رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة عندما قال إن »اإلعالم األردني ساهم بشكل جوهري في حمل رسالة الوطن"؛ ذلك أن جميع وسائل اإلعالم الوطني األردني جعلت من حديث الرئيس وحواره، نقطة فاصلة في المجتمع وعند السلطات الثالث، عدا عن مؤسسات المجتمع المدني.
قبل الحديث عن كيف واجه الرئيس، صاحب الوالية العامة، الحوار، وحقق كاريزما معينة، نجح من خاللها بتقديم إجابات على حوار التلفزيون االردني، بلفتات ومعاينة وبديهية، سندها خبرة العام األول مع مكنون ووقائع »الدوار الرابع« اليومية.
..ولكن؟!.
ماذا يريد الرئيس من إطاللته األولى، المرئية، في مثل هذا الوقت؟
في إجابات الرئيس، محاورة، أعادت األسئلة إلى غمدها، ولم تفصح عما بعد كل إجابة، بمعنى: إلى أين نسير بعد إشارات وتنبيهات، واجهتنا في الدولة، خالل العام الثاني مما بعد تفشي جائحة فيروس كورونا؟، وبالتوازي، تداعيات ما أحاط باألردن من أزمات وتحديات جراء ما يحدث من حولنا، في دول الجوار، سوريا والعراق تحديدا، ودول الخليج العربي، التي استغنت عن دول الطوق، كما أحوال لبنان واليمن وليبيا.. كل هذا غلف األول من والية بشر الخصاونة.
ولكي نعرف ما يريد من حوار التلفزيون االردني، علينا تأمل:
*إشارة أولى:
واقع الوضع الصحي، وإعادة ترميم وعودة القطاع الصحي العام والعسكري والخاص، والمشترك ومستشفيات الجامعات إلى تحدي الجائحة والنجاح في ذلك، برغم أن الرئيس اضطر للتعامل مع أكثر من وزير للصحة، إلى أن استقرت األمور.
*إشارة ثانية:
واقع القطاع االقتصادي، المال والبنوك، التجارة والصناعة واألعمال الصغيرة، والتصنيع الغذائي والزراعي .
وكيفية مواجهة تداعيات هذا القطاع، وحماية العمال وااليدي المنتجة، وتحقيق استدامة وتعاف دائمين.
*إشارة ثالثة:
واقع التعليم العالي، والتربية والتعليم في مدارس المملكة وجامعاتها، بما في ذلك عودة حذرة إلى التعليم الميداني والوجاهي، إضافة إلى األونالين الرقمي، خصوصا في الجامعات؛ ومراكز التدريب.
*إشارة رابعة:
دخلت الدولة األردنية، في مئوية ثانية، واستلم الخصاونة، رئيس اللجنة العليا لالحتفاالت زمام االحتفالية، وإدارتها تنفيذا وعبر متابعة حثيثة للبرامج الوطنية والشعبية والرسمية، وبادرت مؤسسات الدولة بإنجاز مفاتيح لدالالت المئة األولى من قوة الدولة تنفيذا، ما عزز التفاف الشعب حول تفاصيل االحتفالية وبرامجها التي تفوقت بها وزارة الثقافة بجدية وخبرة معمقة.
*إشارة خامسة:
الدور األردني اإلقليمي المحوري، عربيا ودوليا وأمميا، ما يؤكد مكانة األردن، القيادة الهاشمية والحكومة، والشعب، والحرص الملكي النبيل، على تعزيز األردن في كل محافل ومنتديات ومؤتمرات العالم.
*إشارة سادسة:
مواكبة استدامة التنمية الشاملة في كل القطاعات، المدن والقرى، بما في ذلك المخيمات، وأوضاع مخيمات الالجئين السوريين تحديدا.
*إشارة سابعة :
استمرار قوة الدبلوماسية األردنية، وفق الرؤية الهاشمية، التي جعلت من قضايا األردن، وفلسطين وسوريا والعراق، وغير بلد، ضمن اهتمامات وبؤرة التمثيل األردني ودور الخارجية، التي تعمل على ديمومة ملفات أردنية وعربية وإقليمية عبر العالم بنجاح.
*إشارة ثامنة:
وعي، وحمل أمانة الوصاية الهاشمية على القدس، وأن جاللة الملك الهاشمي عبداهلل الثاني، الوصي األمين، أبًا عن جد، لعزم الوصاية ودورها الملكي النبيل، الحامي لألوقاف والمقدسات المسيحية واإلسالمية ومنع تهويدهامن قبل دولة االحتالل الصهيوني.
إشارة تاسعة:
صون األمن واألمان، وإبراز ودعم مقدرات الجيش العربي واألجهزة األمنية كافة، وتعزيز قوة األردن ومكانته في قطاع األمن والجيش والتصنيع العسكري، وحماية المملكة ومنجزاتها، وإرادة القائد األعلى.
*إشارة عاشرة
التفاعل، وتحريك، وتدعيم وتنفيذ مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وطبيعة وآليات تمرير المشاريع والقوانين والتعديالت المقترحة، بحيث تأخذ المقتضى الدستوري.
من هنا، نفهم ما يريد الرئيس الخصاونة، ونستعد، إجابات على أسئلة تدور حول تلك اإلشارات، وعلى وقائع التنبيهات التي هي من صلب عمل الرئيس، الذي كانت دبلوماسيته وقدرته على فهم آليات الحوار والتفاؤل، ذلك المناخ الذي جعل من حوار اإلعالم األردني، ممثال بالتلفزيون، محطة لالقتراب من الحكومة، وبالتالي الرئيس، نحو متابعة نبض الشعب والتعرف عن قرب، بكل القضايا التي تعيق التنمية والحراك السياسي واالقتصادي..
بما في ذلك وعي حاجة الشباب والمرأة والصحة والتعليم والجيش واألجهزة األمنية، لكل تبعيات التحول واإلصالح والتغيير.
وايضا، وهذا المهم، أن الرئيس، امتلك حيوية مدنية/عسكرية، وحيوية حكومية/دبلوماسية، بحيث اجتاز حقول األلغام التي زرعت في طبيعة األسئلة، ومرونة اإلجابات، فخرج من الحقل سالما، مؤكدا على قوة ومتانة المملكة وتعاضد أبناء وبنات المجتمع وتكافل الجميع، بقيادة الملك عبداهلل الثاني، وإيمان الشعب، بقدرات الدولة األردنية، وحيوية المملكة، التي تعمل وفق رؤية هاشمية حضارية مؤثرة بما فيها من استشراف وقوة نحو المستقبل، وبالتالي، إبداع محطات أساسية في االقتصاد والصحة والتعليم واإلعالم الوطني، وتأكيد الدور األردني الهاشمي، وقدرة األردن والملك على جعل المملكة منارة التغيير واإلصالح والتشاركية والتشبيك والحرية الديمقراطية، بين السلطات الثالث، ما يوفر للدولة األردنية ثقافة جادة ومجتمع مؤمن بالدور المأمول من نشامى األردنيين، في حماية األردن والصورة الحضارية والدعم السياسي الذي يعمل جاللة الملك على
تثبيته ودعمه، لنجد أن الرئيس يسير في مفاصل وأروقة وقرارات الدولة، حماية المنجز وطوع أمر اإلرادة الملكية،
الذي تجسد منذ عام، في دافعية ملكية، منحت الرئيس الخصاونة، مسارات ملكية تعينه على تجاوز الصعاب وحقول األلغام.
لهذا قال الخصاونة في الحوار: «برنامج أولويات عمل الحكومة االقتصادي يستهدف إحداث نقلة نوعية شاملة في االقتصاد والتنمية واالستثمار، وهذا يدل على ارتباط القطار االقتصاد بمراحل البناء والتنمية السياسية وتجديد الرؤية الناظمة للحياة السياسية واألحزاب، واالنتخابات البرلمانية.
وهو «برنامج معلن، له أولويات، تؤطر عمل الحكومة )تنفيذا( بحيث يكون، معززا ومرتبطا بجدول زمني، واضح لتحقيق أهدافه كافة، خالل 24 شهرا، وهذا تحد أمام الرئيس وحكومته. ما أراده بشر الخصاونة، أن يمتحن نظافة الحقل من األلغام، لنعيد الزراعة، على أسس من العدالة والقوانينالمعاصرة وفق المقتضى الدستوري، ووفق إرادة ملك يتتبع مراحل إبداع السعادة واليقين والجمال في أردن أبي الحسين، أردن جوهرة التاج ولي العهد، وأجيال من الشباب والشابات ورواد ورائدات المبادرات واألفكار وتبادل الثقافات والنبراس المتوارث من أسرة هاشمية، هي الحامي والوصي األمين.

نيسان ـ نشر في 2021-10-24 الساعة 20:11


رأي: حسين دعسة

الكلمات الأكثر بحثاً