بسؤال تدخل مجد ' اللومان' من أوسع أبوابه

نيسان ـ عقب أن أنتهيت من عمليات السرفسة, شاي,قهوة, كاسات, متطلبات لوجستية, كمهمات عظيمة توكل للصغار حال زيارة ضيف لعائلتهم, قعمزت بالقرب من زائرنا مدهوشة لا أتزحزح, أحدق به واعد أصابع كفيه,لأول مرة أشاهد لشخص ستة أصابع, كان الفضول يهرش رأسي لمعرفة السبب, وما أن قام جدي للوضوء حتى همست أسأل الرجل, عمو لماذا لديك ستة أصابع في يدك,ضحك الرجل قائلا: ما تخافي هذي خلقة الله.

عدت إلى الحرملك أصف للنساء الأعجوبة التي رأيتها , النساء يرهقن الأطفال في هذه الحالات بالأستفسار عن كل شاردة وواردة في المضافة وخاصة عن طبيعة ما يتحدث بها الرجال, مرت السنوات و من ذاك الدرس لم أعد لسؤال بني آدم عن حاجة لها علاقة بتكوينه البدني, فقد تلقيت درسا بسيطا بالأخلاق لازمني حتى اليوم.

لكن السؤال قفز لذهني مؤخرا بشكل يختلف عن هذاك الزمن,استنادا إلى معلومة حاول العالم الفرنسي الوراثي ألبير جاكار إثباتها في كتابه( مديح الإختلاف,الوراثيات والبشر) حيث يقر جاكار أن 80% من صفاتنا وخلقتنا تعود لأسباب جينية وراثية فيما يعود 20% لما نكتسبه من البيئة التي ننمو فيها مع الزمن , ومع الإقرار بإن الجينات خلقة الله , وبما أن الوسط والبيئة و التي نعيش فيها واحدة موحدة, سواء أكانت بيئات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية عامة إضافة لحالة التوريث"المقاعدي"لصناع القرار في حياة الشعب والدولة , ولذا ينط السؤال رغما عني , هل نستطيع أمام استعصاء تحسن أداء حكوماتنا المتلاحقة و مداركها وتشوهاتها المعرفية والحسية والتعاملية مع الشعب على مر ما مضى من عقود, الحصول ممن "حاكمونا" على نفس إجابة الضيف في صغري, " إحنا هيك خلقة الله" مع فارق مش بسيط , يمكن بعد الجواب نذهب "أونلي" إلى اللومان....

"ملغومة" ونصف:

اللومان يقال أنها مفردة تعني السجن بالتركية , وفيما مضى كان يضرب جهابذة السياسية مثلا يعرف" بالطريق التركي" للدلالة على تعسر المضي إلى الأمام بصورة واضحة المعالم وبدون التفافات, حيث أن الأتراك قديما كانوا يهملون رصف الطريق مما يضطر الخيول والعربات إلى السير في أي مكان عدا الطريق التركي لعدم فائدته أو تأديته للحاجة المطلوبة منه.

#الحرية #لكميل #الزعبي