اتصل بنا
 

السويد بتتكلم عربي

نيسان ـ دوراو ـ نشر في 2015-09-24 الساعة 18:47

السويد بتتكلم عربي
نيسان ـ

يتدفق على العاصمة السويدية ستوكهولم يوميا مئات من المهاجرين القادمين من مختلف أرجاء أوروبا، في موجة لم يشهد لها البلد مثيلا منذ 20 عاما، ما أدى إلى تشكل جبهتين، الاولى تنظم الحملات لجمع المساعدات للاجئين، والاخرى معارضة لمجيئهم.

وتتمتع السويد بسمعة الكرم بعدما استقبلت طالبي اللجوء لمدة عقود، لكن خلال الفترة الأخيرة تضاعف عدد اللاجئين بشكل كبير، مما اضطرها إلى تقديم أقل الخدمات لهم.

وقالت ماريا ايريكسون من منظمة حياة كريمة للاجئين (MFP)، إن "هذه هي المرة الاولى التي تقدم فيها السويد خدمات سيئة للاجئين منذ 50 عاما".

لكن وزير الشؤون المدنية أردلان شيكاربي قال إن قلة الخدمات المقدمة للاجئين متعلقة ببقاء المشكلة في القضاء، وإلا فقد تمت تهيئة نحو ثلاثة آلاف مكان لاستقبال المهاجرين الجدد.

وأضاف شيكاربي، وهو المشرف على تقديم الخدمات، "نحن نعمل وفقا لقرارات المفوضية الاوروبية".

ووصل قبل اسبوعين 1800 لاجئ من الدنمارك إلى السويد، وغالبيتهم بلا مأوى في مدينة مالمو جنوبي البلاد، ووفقا لماريا ايريكسون فإنهم "يعانون من وضع سيء فضلا عن الفراق".

وروشن اديب هي كوردية تسكن في تلك المدينة، وتطوعت مع زملائها الكورد لتقديم المساعدات للاجئين، وقالت لروودا إن "المهاجرين القادمين غالبيتهم من السوريين والعرب والمسيحيين، وكان عدد قليل من بينهم من اقليم كوردستان، لكنهم لا يرغبون في البقاء هنا ويفضلون الذهاب إلى فنلندا".

وتحدثت روشن اديب عن الوضع السيء للمهاجرين، قائلة "كان من بينهم اسر لم تتناول الطعام منذ يومين سوى وجبة واحدة فقط".

وبعد فتحها الحدود مع الدنمارك ، يصل السويد التي لا يزيد عدد سكانها كثيرا عن عشرة ملايين نسمة أكثر ألف طالب لجوء، وهو أكبر عدد يستقبله البلد نسبة إلى سكان كل بلد من بلدان الاتحاد الأوروبي، وهي تأتي بعد ألمانيا التي استقبلت أكبر عدد من المهاجرين واللاجئين.

وقال أندرس دانيلسون من مصلحة الهجرة السويدية إن "سبعة آلاف مهاجر يدخلون الاراضي السويدية في الاسبوع، لكن منح حق اللجوء صعب جدا".

وكان دانيلسون قال الشهر الماضي "في بداية الخريف القادم سنقوم بإنشاء مشروع من أجل مواجهة الإحباط لدى طالبي اللجوء نتيجة زيادة فترات الإنتظار، وهذا المشروع سيكون هاماً بالنسبة لمصلحة الهجرة السويدية"، وتقدر تكاليفه بـ55 مليون كرونا سويديا في عام 2015 و150 مليونا سنويا في الفترة 2016-2019.

وأدى تدفق اللاجئين على السويد إلى حدوث انقسام في المواقف، فهناك من يؤيد تقديم المساعدة لهم، مثل بهاء وهو من اهالي دمشق ومقيم في السويد منذ فترة، إن رؤيتهم تعيد إلى ذهنه الذكريات، قائلا "سلكنا طريق الموت للوصول إلى السويد وأصبحنا مواطنين سويديين، لذا نعرف الاوضاع التي يعانيها المهاجرون".

ويعمل بهاء مع مجموعة متطوعين تضم كوردا وسويديين وتركا وعربا، وهم يقدمون "كل ما نستطيع جمعه من مواد ضرورية من منازلنا كما جمعنا اموالا لهم، وقدمنا بعض المشروبات كالشاي والحليب وحتى الحلويات لهم".

بينما تعمل يكتا، زوجة بهاء، وهي محامية مع ثلاثة محامين سويديين بشكل طوعي لمتابعة الامور القانونية لتسهيل معاملات المهاجرين.

ويعمل بهاء وزوجته يكتا والعديد من المتطوعين اللاجئين والسويديين مع منظمة حياة كريمة للاجئين (MFP)، لتقديم المساعدات دون أي مقابل، لكنهم رغم ذبلك دفعوا الضريبة، إذ قالت ماريا ايريكسون إنه "لدى محاولة جمع الاموال للاجئين، واجهنا هجوما من قبل النازيين، والمعارضين لموجة اللجوء، ونتعرض لهكذا حالات يوميا".

وهازه وهيلين اختان تطوعتا لتقديم المساعدات للاجئين، وقالتا إن عددا من الشبان السيوديين تهجموا عليهما وكسروا الطاولة التي كانتا تجمعان التبرعات عليها.

وكان الملك كارل غوستاف السادس عشر، وصف لدى افتتاح البرلمان السويدي أبوابه بعد عطلة الصيف، لاستئناف أعماله، أزمة اللاجئين بالمأساوية، وقال إن “على السويد أن تكون جاهزة للتغيير، وضرورة تفهم وتقبل الثقافات الأخرى، والتسامح وإظهار التعاطف مع الآخر. كما ان التعامل مع الوضع الراهن لأزمة اللاجئين يحتاج الى مسؤولية مشتركة من الجميع".

بينما أكد رئيس الوزراء ستيفان لوفين في جلسة افتتاح البرلمان، على أهمية أن تكون السويد أكثر انفتاحاً لاستقبال اللاجئين، وقال إن على السويد أن تفعل دورها في دفع الاتحاد الاوروبي لاتخاذ مواقف واضحة وتحمل المسؤولية في دفع جهود الامم المتحدة لوقف “حمام الدم” في سوريا. مؤكدا على ضرورة بذل أوروبا المزيد من الجهود لمساعدة اللاجئين الفارين من هناك.

فيما قال وزير الهجرة مورغان جوهانسون، إنه قد حان الوقت لكي "تنهض بلدان أخرى في الاتحاد الأوروبي بدورها" في تقديم المأوى إلى اللاجئين.

وأضاف الوزير أن فهم كيف أن اللاجئين يمكن أن يقوموا بدور كبير وإيجابي في الاقتصاد أمر مهم، وخصوصا في بلدان أوروبا الشمالية التي تعاني من شيخوخة السكان، حيث أن هناك حاجة إلى مزيد من العمال لإعالة العدد المتزايد من المتقاعدين.

وأوضح قائلا "انظر مثلا إلى السوريين الذين يأتون الآن إلى السويد. ثلثهم تلقوا التعليم العالي. أطباء ومهندسون وممرضون أي أناس ندرك أننا سنحتاج إليهم في الاقتصاد السويدي. نحتاج إليهم الآن وسنحتاج إليهم أكثر فأكثر خلال السنوات المقبلة".

وتسعى الشرطة السويدية إلى القبض على شبكات تهريب البشر، التي قامت بتهريب مئات اللاجئين بين إيطاليا والسويد، وأوضحت أنها في الوقت الحالي لا ترى أي روابط بين شبكة تهريب البشر وجزيرة صقلية في إيطاليا، كما أشار أحد المدعين العامين الإيطاليين إلى أن عمليات التهريب جرت عبر دول أفريقية مختلفة من قبل أشخاص في صقيلة وصولاً إلى شمال أوروبا.

وقال أحد المهربين لدى القاء القبض عليه إن "عملنا ينحصر في تسهيل تنقلهم من مكان إلى مكان آخر"، لكن الشرطة تؤكد أن "نقل المهاجرين الذي يتم عبر المتطوعين يدخل في خانة التهريب ايضا"، وقد تم اعتقال أكثر من ست جماعات تهريب، من بينهم 21 شخصا في اقليم سكونه.

ولكن الشرطة السويدية تراجعت في قرارها اعتبار العمل الطوعي ضمن التهريب، وقال فريدريك أندرسون، المعاون المناوب لدى شرطة ستوكهولم، إنهم سيستفيدون من مجموعات المتطوعين والمنظمات لايصال المهاجرين إلى دائرة الهجرة.

وبعد تشديد الاجراءات على الحدود بين هنغاريا والنمسا من جهة، وفرنسا وبريطانيا من جهة اخرى، ازدادت موجة الهجرة نحو الدول الاسكندنافية، وقال المهاجر الكوردي آسو اسعد "كنت في النمسا في البدء، لكن عندما علمت بالمعاملة الجيدة في السويد جئت إلى هنا على الفور".

والذين فقدوا الاول في النمسا والمانيا، صاروا يتوجهون إلى مدينة كوبنهاجن الدنماركية، ومنها عبر القطارات إلى مالمو، ومنها إلى يوتوبوري، أو ستوكهولم التي فيها الكثر من اللاجئين الكورد، مثل آسو الذي ذهب مع ثلاثة من أصدقائه إلى هناك بتلك الطريقة.

وبحسب المعلومات فإن باستثناء المسيحيين وعدد قليل من الكورد الازيديين، فإن البقية يستفيدون من نظام الترانزيت.

وهاجر فرهاد بنافي الى السويد في عام 2006 لكنه تم اجباره على المغادرة منها في عام 2008، لكنه ذهب إلى هناك مرة اخرى، وهو يقول "ننتظر أن تهدأ الامور لنذهب إلى فنلندا أو النرويج، فحتى لو لم يمنحونا اللجوء هناك فهم لن يعيدونا قسرا، أما السويد فلم يبق لدينا اي ثقة بها".

وخلال ثلاث حملات متفرقة أعادت السويد للفترة من 2008 إلى 2013 العديد من الكورد من اقليم كوردستان.

ويقول هريم باجلان، وهو محامي كوردي ولديه العديد من ملفات المهاجرين "السويد لا تعتزم منح الاقامة الدائمية للعراقيين، خاصة إذا كان المهاجر من اهالي اقليم كوردستان، وهم يعلمون ذلك لذا لا يبقون في السويد ويتجهون إلى فنلندا".

نيسان ـ دوراو ـ نشر في 2015-09-24 الساعة 18:47

الكلمات الأكثر بحثاً