دعونا نتسلى قليلا في ملف جورج قرداحي

نيسان ـ ماذا بعد استبعاد وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي استقالته من منصبه؟ إلى اين تسير هذه العربة؟

استقالتي "غير واردة"، قال من دون أن يقدم تفاصيل إضافية. وليس مهما ان يقدم شيئا فقرار استقالته ليست بيده وحده، بل ربما هو "الجهة" الأخيرة التي يمكن الرجوع لها من اجل النظر في ورقة الاستقالة.

حزب الله لا يلعب، ويدرك ان المطلوب رأسه وليس رأس جورج. وهذا ما يفهمه الطرفان: حزب الله ومن خلفه إيران، من جهة والسعودية من جهة أخرى.

لكن دعونا نتسلى قليلا في هذا الجانب. ففي زحمة المطالبات باستقالة قرداحي من الحكومة، ظهرت مفاجأة صاخبة، وهي عن ابنته جورج قرداحي التي تعمل في قناة ام بي سي السعودية حتى الان وبمنصب قيادي أيضا.

طبعا حتى نضع المكعبات بطريقة صحيحة، يجب ان نتذكر ان ما يقال عن خلاف جورج قرداحي مع الرياض ليس حديث عهد، بل هو خلاف منذ سنوات وانتهى بخروجه من شبكة ام بي سي. فما تفعل اذن ابنته على كرسي قيادي هناك؟

لا أملك إجابة لكن بالطبع المسألة ليست في أنها منسية وأن خطأ ما وقع وانتهى ببقائها في منصبها.

على أية حال قالها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بان الأزمة مع لبنان ترجع أصولها إلى التكوين السياسي اللبناني الذي يعزز هيمنة جماعة "حزب الله" المسلحة المدعومة من إيران، ويتسبب في استمرار عدم الاستقرار.

إن الإبقاء على ابنة قرداحي في منصبها في شبكة الام بي سي، لا يعد شيئا أمام تناقضات المناخ السياسي المحيط، ففي الوقت الذي فتحت معركة ضد حزب الله تحت عنوان: جورج قرداحي، بدت ان الأجواء السياسية بين الرياض وطهران مواتية جدا، وأن القوم اقتربوا لتحقيق تقدم مهم في علاقتهما.

وكأن الثابت الوحيد في المنطقة حاليا هو ان تطوراتها متغيرة باستمرار. وكأن هناك مستفيد واحد وحيد فقط.