اتصل بنا
 

اتفاق الزبداني..سوريا برسم التفتيت

نيسان ـ نشر في 2015-09-25 الساعة 14:48

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات

يمهد اتفاق الزبداني الذي وقعته قوى المعارضة السورية مع الإيرانيين والنظام السوري وحزب الله الى شكل خريطة سوريا المستقبلي.
لا يبدو الاتفاق وكأنه شكل ميداني اتخذته الأطراف العسكرية، لكن الدقيق أكثر أن عواصم كونية أشرفت على إعداده، وأمدته الأمم المتحدة بالشرعية.
يشمل اتفاق (الأحرف الأولى) لتقسيم سوريا مناطق الزبداني وكفريا والفوعة ومدينة إدلب ومناطق في ريفها. هذا يعني ان الاطراف الدولية اليوم مشغولة بالتفاصيل بعد اتفاقها على المبدأ.
الكثير من المعطيات تؤكد ان سوريا التي نعرفها صارت تاريخا وعلى اللاجئين السوريين الطامحين بالعودة الى حاراتهم ومنازلهم أن يدركوا مسبقا انتهاء الفصل الأول من تاريخ بلدهم هذه الأيام؛ لتبدأ حكاية جديدة عنوانها التقسيم.
الواضح أيضا أن الأسد الابن اقتنع أخيرا بسوريا الصغيرة بعد عقود من البروباغندا السياسية عن سوريا الكبيرة.
تعلم النخب السياسية في المنطقة أن اتفاق الزبداني سيقضي تماماً على ما (سوريا القديمة)، ويحيلها إلى كانتونات طائفية متناحرة.
وماذا عن المعارضة؟
ينطوي اتفاق وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر على قبول المعارضة أيضا بالتقسيم، لا بل وتمريرها للمخططات الدولية، ما يعني أننا في زاوية مفزعة من الاتفاق امام مستقبل كابوسي لدولتين ولدتا مبدئيا على عداء مع العرب، الأولى؛ (اسرائيل) والثانية (الدولة الكردية) التي يبدو أنها إحدى الكيانات التي يزودها المجتمع الدولي ليس بالبقاء فقط بل وبالتمدد أيضا.
يبدو أن جميع الأطراف التي كانت متصارعة في السبق توافقت اليوم على التقسيم، وإلا ما معنى ما قاله الرئيس التركي طيب رجب أردوغان (بإمكان الاسد ان يكون طرفا في مفاوضات مستقبل سوريا).
أردوغان قال ذلك بعد سنوات من صراخه ان على السفاح ان يرحل، وهذا لا يعني موافقة أردوغان على بقاء الاسد فقط، بل على مشروع تقسيم سوريا، وصار يرى أن سورية الساحلية التي فيها الصينيون والروس شأن داخلي (لاذقي).
لكن ما مستقبل تركيا بعد هذا الاتفاق سيما وأن عيون الأكراد صارت أوسع؟.
نحن نسأل وعلى من يمتلك الإجابة أن يتنحنح.. لا أحد يتنحنح!!حسنا، علينا انتظار ما ستقوله الغرف المظلمة إذا.

نيسان ـ نشر في 2015-09-25 الساعة 14:48

الكلمات الأكثر بحثاً