اتصل بنا
 

بياع الفرح مر بحارتنا.. زي الناس

نيسان ـ نشر في 2021-11-05 الساعة 14:04

نيسان ـ .. ولماذا لا نفرح؟ من يحول بيننا وبين لحظة نغادر فيها بؤس السنيين؟ ما هو الفرح أصلا أن لم يكن لتلك الوجوه التي لوحها وهج الأرض؟ ما معنى الفرح أن لم يكن لأبناء أطراف الأحلام والأمل بحياة لطيفة ولو بعض الشيء ؟

البارحة كانت أول مرة في حياتي أحضر فيها مباراة كرة قدم مع الجماهير بعيدا عن شاشة التلفزيون, بعد أن كرمني الأصدقاء في نادي الرمثا أحمد سمارة الزعبي أمين سر النادي والأعلامي محمد عيفان لمشاركتهم انتظار طال زمنه لأربعة عقود زي ما يقولوا بالمثل ” عمر زلمتين” كي تلاعب الأقمار هناك شروش الحبر والمخمل وهدب العيون الحورانية صاحب المحراث والمنجل والمضافات المشرعة للضيف والكيف دون أن يُسأل من أين أنت يا لاقي خير؟

بالجول الأول في شباك فريقنا انحل زرد ظهري, رأيت الدموع في قيعان المآقي, عدت لميثولوجيا جدتي في أدعيتنا الشعبية وكأنني لم أقرأ في حياتي سطرا من كتب” يا ناصر الستة على الستين… دستور وبخور لعز الدين أبو حمرا ” ننتظر نهاية الثانية الأخير وكأن صافرة الحكم غابت في جب لا قرار له , لكن الفرح جاء كما هو الفرج مدهشا , زغاريد النشميات ودموع فرح أطفال بعمر صماخ القمح , لم ندر من يهنئ من , خرجت على وجهي كمن يصحو من غيبوبة, مشيت كيلومترات لا احس بالمسافات , اتفرج على مئات الناس التي فاضت في الطرقات والتي أطل بعضها من شبابيك السيارات , شعرت أن كل هذه الأرض لي في لحظة فرح , لم يمر بها فاسدا أو مخربا ناقصا, كنت أهمس لنفسي بأغنية شعبية قديمة” يا زريف الطول يا الشب الرفيع .. بين المفرق والرمثا طلع الربيع …مرت الحلوة ع البياع يبيع .. طبش الميزان وباع مشايلة” ……

القصة ليست قصة رياضة فقط , إنما حالة شعب أنهكه الانتظار ولو لبسمة ولتكن على أي شكل كان يتجاوز فيها حيطان الآلم والعوز لهنيهة … إنه الفرح الذي نحاول الاحتيال عليه كي يأتينا على غفلة من الزمن الذي صُيرنا به … و مع أني لازلت أمشي ” دلحبة” من كُثر ما شابيت, هنيئا لآلاف الناس من جنوب هذه الأرض الطيبة إلى شمالها الحبيب لقدرتهم على اختطاف ضحكة حقيقة ليلة البارحة العذبة… والله أحنا نحب الفرج زي الناس.

عزالدين أبو حمرا من الأولياء الذين كانت تتبارك بهم جدتي قديما و كرامة له تُبخر البيت ليلة الجمعة .

نيسان ـ نشر في 2021-11-05 الساعة 14:04


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً