خطايا وكوارث بالجملة...أين تسيرون بنا؟

نيسان ـ كلما نجونا من خطيئة أدخلتنا الحكومات وأذرعها في كارثة جديدة، وكأنه قدرنا أن نظل بمواجهة إدارات مرتجفة فيما يستمر الاردن بدفع الكلف.
هل تذكرون ما حدث في الاردن قبل ثلاثة اعوام ، هل تذكرون فاجعة البحر الميت التي ذهب ضحيتها فلذات اكبادنا بسيل جارف لا يرحم؟.
هل تذكرون حين غص الدمع في مآقينا وانهال سيلاً اخر لترسم دموعنا صورة من الاخطاء الكارثية التي كانت سبباً في ما حصل ، كنت وقتها قد كتبت مقالاً وذكرت فيه ان من الاخطاء المسببة لذلك مذكرة المدرسة المرسلة لوزارة التربية، وتفيد بأن مسار الرحلة الى وادي الازرق والمقصود هو زرقاء ماعين وهما منطقتان جغرافيتان مختلفتان كلياً في الاردن.
السبب هنا هو الثقافة الوطنية والفجوة العميقة التي يعاني منها القطاعان العلم والخاص في الوطن .
هذا بالظبط ما يحدث الان ويظهر جليا ان الفجوة بازدياد وموضوع الثقافة والهوية ايضا تتصدران المشهد ، يوميا يطل علينا حدث يتصدر المشهد والسبب فشل ذريع في المنظومة بشكل عام ، الفشل الاداري والمحسوبية والواسطات كلها اسباب لدمار القطاع العام وتفريغه من محتواه ، وما حدث في اكسبو دبي الا نزر يسير مما يحدث يوميا في إداراتنا بشكل عام .
كيف للرسمي ان يصمت ويلتزم الوقوف على الحياد في قضية عظيمة بجوهرها؟ وكيف باتت ثقافتنا الوطنية كلمات يعبر عنها بلقاء ساذج يعكس ضعف للموارد البشرية المصدرة الى الخارج .
بالمناسبة كنت مغتربًا وكان اليوتيوب هي المساحة الوحيدة التي تساعدنا حين يقتلنا الحنين الى الوطن ، فكنا نقلب صفحاته عن اي شيء عن الاردن ، كانت تظهر صفحات موسيقى القوات المسلحة وهي تعزف في الساحة الحمراء في موسكو او في لندن معزوفات وطنية تعكس بالفعل هويتنا وثقافتنا .
لماذا تم تفريغ هذا المحتوى؟ ولماذا تم التعاقد مع شركات لتمثلنا في المحافل الخارجية؟ ولماذا لم يتم الاطلاع على المحتوى الذي سيقدم مع انه يمس الهوية والثقافة وحتى كرامتنا؟.
لا اعلم ما السبب وراء ما حصل ولماذا حصل ولكن ما نعلمه جيدا ان وطننا وشعبنا يستحقون أفضل من ذلك .