رجل اسمه عبد الباري عطوان
فتح سعادة
كاتب أردني وخبير مياه
نيسان ـ نشر في 2015-09-27 الساعة 15:43
هذا الرجل الذي كنا نحب طلته على الشاشات العربية قبل الربيع العربي أصبح عصيا على الفهم ليس لأن توقعاته خاطئة فلسوء حظ الأمة توقعاته تصدق أحيانا لأنه يقرأ جيدا ردات الفعل المتوقعة من كل أعداء الأمة حتى أن الكثير من شباب العرب أصبح يسيء الظن به لكننا هنا لا نفعل.
عبد الباري عطوان ظهر وحشا في الوقوف ضد الثورة الليبية ووقف ضد التحالف الدولي مع أنه كان يعرف أنه لولا التدخل الدولي في اللحظة المناسبة لأباد معمر القذافي شعبا بأسره.
أما موقفه من الثورة السورية فقد تمنينا أن يمتاز النظام السوري بالحكمة ويجتاز العاصفة ويقفز فوق المؤامرة لكن أيها الكاتب العظيم ماذا تجد مبررا لنظام أصر على مقاومة الهتاف السلمي بالرصاص. كل عربي حر كان يتمنى أن تعبر سوريا المحنة، وأن لا تخترق ساحتها وأن لا تدول قضيتها. لكن أن تعيب على من انتصر لدماء السوريين من أمتك ثم تتهمهم أنهم من أوجدوا الإرهاب وصنعوه في سوريا، وأنت تعلم ما هو الإرهاب ومن وما صنعه ثم تقف متوقعا أن يعبر الإرهاب الى من صنعه بزعمك من البلاد العربية والإسلامية.
لا يفتح جرح في الأمة إلا وتجد ما يوجع القلب في رأي الرجل. مصر مثلا، واليمن أيضا وسوريا وليبيا.
في اليمن توقع عطوان الذي يبدو أنه يقرأ الكف ويفتح بالفنجان التالي: (ان اليمن أصبح رسميا “دولة فاشلة” بدون حكومة ولا جيش ولا مؤسسات ولا رئيس، وتتجه الاوضاع فيه بسرعة مذهلة الى فوضى دموية، واحتراب طائفي ومناطقي، وحرب إقليمية على أرضه، ربما تمتد الى معظم دول الجوار، إن لم يكن كلها). خاب فأله هذه المرة.
وكما ما بات اليوم متوقعا سيغرد عبد الباري حتى في كارثة منى كما تشتهي إيران، يطالب بالمساءلة ويكتب: ما حدث هو برهان أكيد على انعدام كفاءة المشرفين على تنظيم موسم الحج، من أعلى قمة الهرم السعودي، وحتى اصغر جندي مرور.
في المقال نفسه يقول إن ما حدث لم يحدث منذ 2006 2006. ليس من عيب ولا خطأ أن يغضب عبدالباري كما غضب الجميع على الحادثة لكن من دون إدراجها في سياق سياسي واضعا كلامه في صندوق الحرب الدائرة بين الرياض وطهران.
عبدالباري قال حقا لكنه لما أراد إنزاله انزله منزلا باطلا.