خيوط اللعبة واليد المُحرِّكة
نيسان ـ نشر في 2021-12-09 الساعة 21:52
نيسان ـ إذا رأيت عروسة خشبية تتراقص على المسرح، دقق النظر فيها، تجد خيوطاً متصلة بأرجلها وأيديها، يمسك بها شخص خفي يحركها كيف شاء.. ولن تجد عاقلا يدعي أن هذه العروسة تملك إرادة تحريك يدٍ أو رِجل، ووجودها على المسرح مرتبط بمن يملك الخيوط.. لذلك يشيع في السياسة الغربية عند صراعها مع منافسيها للسيطرة على شعوب ودول العالم الثالث تعبير: " من يملك خيوط اللعبة"..
التحركات السياسية الأخيرة في ما يسمى بالشرق الأوسط، رقصت عرائس كثيرة على مسرح الأحداث، وتفاجأت الشعوب، ثم أعادت النظر عندما رأت الخيوط، وبغض النظر عن اليد التي تمسك الخيوط، لابد من توضيح في هذا المجال يتعلق بمساحة المناورة التي تملكها الدولة المعلقة بخيوط المستعمر، وهل هي مازالت عروسة خشبية، أم رثّت خيوط المفترس التي كبلتها، وصارت الحياة تجري في أطرافها، ولها فسحة أمل في الانفلات..
فرق كبير بين دولة مستقلة ومستقرة وتستند الى مؤسسات راسخة، ويوجد فيها أحزاب قوية تعبر عن ارادة الشعب، ومحركها الأول والأخير شعبها وثوابته، الدينية والثقافية والتاريخية، وإن كانت لا تملك الحرية الكاملة، بسبب الموقف الدولي، وبين هيكل دولة بلا حياة، الأولى تتحرك في علاقاتها بناء على قراءة صحيحة وواعية للموقف الدولي بناء على معطياته، ولا تقاد ليمتطيها كل ممتط، ولذلك لها أن تتصرف كما تشاء، تهادن عدوها تفاوضه، تسالمه، وتخطط لمستقبلها ومستقبل شعبها، تجنبه الدمار والذل والعبودية حتى تصل الى مبتغاها في التحرر الكامل..
لكن من غير المعقول أن تبقى دول في زمن تحرر شعوب العالم كهياكل هلامية ولا تحاول أن تنتشل نفسها وشعبها من الضياع مع أن الشعب يجاهد للخلاص، فتجد مؤسساتها صورية، وأجهزتها مختطفة، تتصرف بمصائر شعوبها، وتفرض عليهم شكل حياتهم كما يريد عدوهم، وتقمع من يعترض أو يصرخ، وكأنها تملك الشرعية مع أن الشعب لم يعطها الشرعية، وهو يعرف أن قرارها ليس لها، ولا تملك ادارة أجهزتها كما يريد شعبها بل تديرها لقمع الشعب وقصره على القبول بما يمليه المستعمر، وتتحدث عن حرية لا تملكها، وتديرها مجموعات من الانتهازيين والمرتزقة وقناصي الفرص وعبيد المال والمنصب، يحركها عدوها بأيديهم، فذللها له حتى أنها تطيعه في كل شيء، بل إنها تفعل ما يتمنى دون أن يتعب في الطلب منها..
في التعاطي مع الموقف الدولي وخياراته في الشرق الأوسط، هناك دول تتخذ مواقف مجبرة عليها لتصل الى التحرر، وهياكل الدول وعرائس المسرح تحبس شعوبها في حظائر الاستعمار بلا كرامة ولا طعام ولا شراب خدمة لأسيادها..
التحركات السياسية الأخيرة في ما يسمى بالشرق الأوسط، رقصت عرائس كثيرة على مسرح الأحداث، وتفاجأت الشعوب، ثم أعادت النظر عندما رأت الخيوط، وبغض النظر عن اليد التي تمسك الخيوط، لابد من توضيح في هذا المجال يتعلق بمساحة المناورة التي تملكها الدولة المعلقة بخيوط المستعمر، وهل هي مازالت عروسة خشبية، أم رثّت خيوط المفترس التي كبلتها، وصارت الحياة تجري في أطرافها، ولها فسحة أمل في الانفلات..
فرق كبير بين دولة مستقلة ومستقرة وتستند الى مؤسسات راسخة، ويوجد فيها أحزاب قوية تعبر عن ارادة الشعب، ومحركها الأول والأخير شعبها وثوابته، الدينية والثقافية والتاريخية، وإن كانت لا تملك الحرية الكاملة، بسبب الموقف الدولي، وبين هيكل دولة بلا حياة، الأولى تتحرك في علاقاتها بناء على قراءة صحيحة وواعية للموقف الدولي بناء على معطياته، ولا تقاد ليمتطيها كل ممتط، ولذلك لها أن تتصرف كما تشاء، تهادن عدوها تفاوضه، تسالمه، وتخطط لمستقبلها ومستقبل شعبها، تجنبه الدمار والذل والعبودية حتى تصل الى مبتغاها في التحرر الكامل..
لكن من غير المعقول أن تبقى دول في زمن تحرر شعوب العالم كهياكل هلامية ولا تحاول أن تنتشل نفسها وشعبها من الضياع مع أن الشعب يجاهد للخلاص، فتجد مؤسساتها صورية، وأجهزتها مختطفة، تتصرف بمصائر شعوبها، وتفرض عليهم شكل حياتهم كما يريد عدوهم، وتقمع من يعترض أو يصرخ، وكأنها تملك الشرعية مع أن الشعب لم يعطها الشرعية، وهو يعرف أن قرارها ليس لها، ولا تملك ادارة أجهزتها كما يريد شعبها بل تديرها لقمع الشعب وقصره على القبول بما يمليه المستعمر، وتتحدث عن حرية لا تملكها، وتديرها مجموعات من الانتهازيين والمرتزقة وقناصي الفرص وعبيد المال والمنصب، يحركها عدوها بأيديهم، فذللها له حتى أنها تطيعه في كل شيء، بل إنها تفعل ما يتمنى دون أن يتعب في الطلب منها..
في التعاطي مع الموقف الدولي وخياراته في الشرق الأوسط، هناك دول تتخذ مواقف مجبرة عليها لتصل الى التحرر، وهياكل الدول وعرائس المسرح تحبس شعوبها في حظائر الاستعمار بلا كرامة ولا طعام ولا شراب خدمة لأسيادها..
نيسان ـ نشر في 2021-12-09 الساعة 21:52
رأي: صابر العبادي