اتصل بنا
 

عام (شجرة الشهيد )

نيسان ـ نشر في 2021-12-14 الساعة 17:17

عام (شجرة الشهيد ) ـ بقلم:
نيسان ـ في مثل هذا التاريخ (15 – 1 ) ، من كل عام يحتفل الأردنيون بعيد الشجرة . وهو احتفال عالمي . وهذه الاحتفالية هي بمثابة دعوة من الجهات ذات العلاقة هدفها تشجيع المواطنين على زراعة الأشجار والاعتناء فيها. لزيادة رقعة المساحات الخضراء، وإعادة زراعة وترميم الغابات الطبيعية ، التي تعرضت لشتى أنواع ، الإضرار والاعتداءات . وتشجيع المواطنين ،على حمايتها وزراعة ، مساحات خضراء جديدة.
وبمناسبة احتفالنا في دخولنا بالمأوية ( الثانية ) ومن اجل استذكار شهداء الأردن ، هؤلاء الشهداء الأبطال الذين صدقوا الله ما عاهدوا علية فاني أرى انه بهذه المناسبة لابد من استذكار الشهداء الذين بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية زرعوا طريق الاستقلال والحرية والتقدم والازدهار للوطن ومواطنيه بكل إقدام وبسالة وشجاعة . ومن ثمارهم يعيش الوطن اليوم وأبنائه ما قدموا من تضحيات لنا . في تطور ونماء . ونحن اليوم نشارك العالم بزراعة الأشجار بعيد الشجرة .
ووفاء منا للشهداء جميعا ، فأرى من الضرورة بمكان أن يكون احتفالنا تحت عنوان (شجرة الشهيد ) ، تقديرا لتضحياتهم شهداء الأردن الذين قدموا ( أرواحهم ) الطاهرة ودماءهم ، الزكية من اجل حماية الوطن وتقدمة وازدهاره وأمنه واستقراره ودفئه وحنانة . ونجدد الوعد والعهد بوقوفنا مع الشهداء وأسرهم بأننا سائرون على طريق الشهادة التي ساروا عليها .
طريق الكرامة والعزة والشموخ والإباء ، وستبقى ذكرى الشهداء خالدة ما دام الوطن تكسوه الأشجار ، خضراء وارفة الظلال ، ويبقى أبناء الشهداء يعيشون ذكرى تضحيات شهداءهم ويفتخرون بأنهم ومعهم أبناء الأردن يحتفلون بالشهداء وبما قدموه من اجل الدفاع عن الأردن أرضا وإنسانا وقيادة هاشمية مظفرة .
لكي يكون احتفالنا عيدا وطنيا مميزا للعام المقبل ، لكل الأردنيين على الأراضي الأردنية ، أتطلع أن يخصص عيد الشجرة المقبل ( لشهداء ) الأردن من ( جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية ) . بان تقوم الجهات ذات العلاقة بدعوة المواطنين ، إلى زراعة الأشجار في الأراضي ، التي تخصصها الدولة في كل محافظة ، ولواء تحمل اسم غابة ( الشهداء ) . وتكون هذه الغابة بمثابة سجلا حافلا بما قدمه الشهداء منذ تأسيس الدولة الأردنية إلى يومنا الحالي .
فلولا تضحيات الشهداء الأبطال وحتى ارتفع بنيانها ومباني مؤسساتها
كانت رايات نصر رفرفت فوق كتائب الجند في ميادين العز والرجولة والبطولة والإقدام والفداء . هذه الغابات تبقى شهادة على تضحيات الرجال الرجال .
أمام غفلة جاحد ومجحف بحق استشهادهم دفاعا عن الأردن والعرب الذين استنجدوا بأبطالنا يوم الوغى . فكان الشهداء والجرحى الأوفياء لامتهم العربية .
وعرفانا منا لهم بما قدموا من تضحيات فقد بات من الضرورة العمل على إقامة غابات تحمل اسم ( غابة الشهداء ) لتكون سجلا حافلا خالدا ناصعا يذكر حجم تضحياتهم التي قدموها دفاعا عن الأردن والأردنيين تحت ظلال الراية الهاشمية وتدون فيه أسماءهم ، وتاريخ ومكان استشهادهم . ويأتي ذلك خوفا من أن سيفقدها أبناءنا في كتبهم وكراساتهم الوطنية. ويفقدونها في حكاياتهم الشعبية لان كل شيء قد تغير ولم تعد قصص البطولة والرجولة . تذكر إلا من البقية الباقية ممن عاشوها وعاصروها والاهم ممن سطروها .
ويعود هذا التناسي أو النسيان أو عدم إعارة الاهتمام بمن سطروها إلى أسباب عديدة . أهمها كبر أعمارهم . حيث لم يفكروا يوما في تدوين مذكراتهم . والسبب الآخر التطور التكنولوجي الذي طغى على المشهد وانتشار وسائل الإعلام المختلفة .
وأمام هذا الواقع المرير يبرز سؤال يطرح نفسه بقوة ، يا ترى على ضؤ القفزات التكنولوجية هل سيأتي زمان ينسى فيه الأطفال أسماء وأرقام هواتف آباءهم ؟ كما نسينا نحن اليوم أرقام هواتف من نحب ؟.
فلهذا وقبل أن ننسى من استشهد دفاعا عن الأرض ، والإنسان والأشجار، هذه دعوة صادقه مني لكل من له علاقة .
بان نجعل عيد الشجرة ،مناسبة ذكرى للشهداء ، عام (شجرة الشهيد ) ، وهذه الاحتفالية سوف تعكس توجهات الحكومية ، بتكريم الشهداء وتقدر بسالتهم وتضحياتهم . ووقفاتهم البطولية في ساحات المعارك . وكذا زيادة المساحات الخضراء لتبقى الشجرة عنوان للمحبة والتضحيات . بالعمل على إقامة نصب تذكاري على شكل شجرة فروعها تحمل أسماء الشهداء في كل محافظة ولواء .
شجرة تجمل الوطن ، وتزين الأرض ، وتضيء السماء ، والمنازل وتدخل الدفء والسعادة لقلوب المواطنين . فضلا إلى أنها تحافظ على البيئة وتزيد المساحات الخضراء في المملكة .
وإن زراعة غابة بالأشجار تحمل اسم شهيد من شهداء الأردن ، هي تكريم وتقدير لهم على ما قدموا . وكذا تجعل من الأراضي المهملة واحة غناء عبر غرسها بآلاف من الأشجار المثمرة والحرجية .
وللتذكير كانت قبل سنوات توجد يافطة مكتوب عليها ( شهداء الجيش العربي في فلسطين) تقع على تله مرتفعة تطل على القدس ، وجبال فلسطين على طريق السلام عمانالشونة الجنوبية البحر الميت بالقرب من سطح البحر . الآن مهملة علما انه يوجد فيها غرفة واحده . فلماذا لا يكون احتفال عيد (عام شجرة الشهيد ) بهذا المكان ؟
هذه مجرد تذكير بهذا المكان القريب من ارض معركة الكرامة والقريب جدا من القدس عاصمة فلسطين التي قدم جيشنا العربي . من اجلها تضحيات كبيرة جدا ، من شهداء وجرحى ومعدات واليات وأسلحة عسكرية متنوعة .
ولا أنسى الشهيد الطيار موفق بدر السلطي الذي استشهد دفاعا عن سماء فلسطين . فيا حبذا تقوم القوات المسلحة بوضع مجسم لطائرة على طريق عمان - القدس ، داخل حدود بلدية ناعور .
من هنا أتطلع لان يكون احتفالنا القادم في زراعة غابة (( شهداء الجيش العربي في فلسطين )) هذا ( المكان المطل ) على فلسطين ويتنسم هواء فلسطين ورائحة دماء شهداءنا وجرحانا الذين بين حين وآخر يتم اكتشاف جثامينهم في ارض فلسطين ،حيث كان جيشنا العربي يدافع عنها ، وتظهر حجم تضحياتهم وصمودهم هناك.
وهذا الاحتفال سيكون انطلاقة جديدة في عيد الشجرة لأنها تحولت إلى مناسبة وطنية كرم فيها ( الشهداء ) من خلال زراعة الأشجار .
جميل أن نستذكر شهداءنا الأبطال من ( جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية ) ، الذين استشهدوا على ارض فلسطين المباركة ، وعلى أسوار بيت المقدس . حيث يقدر عدد شهداء الجيش العربي في فلسطين من عام 1948 حتى عام 1970، بحوالي 1211 شهيدا.
حمى الله الأردن وأهله وقائدنا الملك عبد الله الثاني .

نيسان ـ نشر في 2021-12-14 الساعة 17:17


رأي: عبدالله اليماني

الكلمات الأكثر بحثاً