أسباب عدة توجب علينا إنقاذ دببة الباندا
نيسان ـ بي بي سي ـ نشر في 2015-09-28 الساعة 20:27
لا تعد دببة الباندا العملاقة حيوانات وديعة ومحبوبة فحسب، بل إنها تشكل كذلك طوق نجاة بالنسبة للعديد من أنواع الكائنات الحية المستوطنة في الصين والمهددة بالانقراض.
من زاوية ما، تشكل دببة الباندا العملاقة أحد أكثر الكائنات الحية المهددة بالانقراض، والتي تحتاج إلى أموال وموارد لحمايتها من هذا المصير، وهو ما أسهم في تسليط الضوء في مختلف أنحاء العالم على مسألة حماية الحيوانات والحفاظ عليها.
لكن على الجانب الآخر، فتلك الدببة ليست سوى بابٍ مُشرّعٍ على مصراعيه لاستنزاف الأموال يتخذ شكل كائنٍ يغطيه فراء ذو لونين؛ أبيض وأسود، وهو كائنُ يبدو عازما بجنون على أن ينقرض.
فضلا عن ذلك، يؤدي وجود دببة الباندا العملاقة إلى تغيير مسار موارد مالية تَمُسُ الحاجة إليها لحماية كائنات أخرى؛ إذ تُخصص هذه الموارد للحفاظ على تلك الحيوانات ذات الفراء، على حساب كائنات أخرى لا تنعم بالمظهر الوادع نفسه الذي تحظى به الباندا ولكنها لا تقل استحقاقا للحماية منها.
فلدى البشر - بشكل أو بآخر- آراء متضاربة وتتسم بالحدة فيما يتعلق بما إن كان يتعين علينا تكبد عناء إنقاذ دببة الباندا العملاقة (آيلوروبِدو ميلونُليكا) أم لا.
الآن، باتت هناك بعض الأدلة الدامغة التي تتصل بما إذا كان الحفاظ على هذا الحيوان هو أمر يستحق العناء بالفعل من عدمه.
وبفضل المظهر الوديع الذي حبته الطبيعة لهذه الكائنات، وكذلك بفعل مكانتها باعتبارها رمزا لجهود الحفاظ على الحيوانات في مختلف أنحاء العالم من الانقراض، تحصل دببة الباندا على موارد هائلة من تلك المخصصة لحماية الحيوانات، بما لا يتناسب مع أعدادها أو أهميتها.
وقد أثار ذلك تساؤلا مفاده: هل تستحق حماية الباندا من الانقراض كل ما يُكرس لها من موارد، في ظل وجود الكثير من الكائنات الحية الأخرى التي تحتاج لتلك الموارد بدورها؟
لكن الإجابة ربما تتمثل في القول : "نعم ربما يستحق الأمر ذلك".
فهناك دراسة جديدة نُشرت في دورية "كونزرفيشن بيولوجي" تفيد بأن لكل الجهود المبذولة لحماية الباندا العملاقة من الانقراض، آثارا إيجابية كذلك على غيرها من الأنواع الحيوية المعرضة لهذا الخطر في الصين.
يقول كبير معدي هذه الدراسة، ويُدعى "بنبين لي" ويعمل باحثا بجامعة ديوك في مدينة دورام بولاية نورث كارولاينا الأمريكية، إن الكثيرين "يشعرون بالقلق من أننا، وفي غمار (مساعينا) لحماية الباندا العملاقة، ربما نكون قد أهملنا كائنات حية أخرى، ولكن الأمر ليس على هذه الشاكلة".
أما ستيورات بيم، وهو باحث شارك في إعداد الدراسة نفسها ويعمل في جامعة ديوك، فيقول إن حيوانات الباندا "تشكل الرمز الأكثر شهرة للأنواع الحيوية المهددة بالانقراض، لذا يبدو من المنطقي بالنسبة لنا أن نطرح ذاك السؤال العسير للغاية الذي يتعلق بما إذا كانت هناك كائنات حية أخرى تحتمي بمظلة (الحماية) الخاصة بالباندا أم لا".
ويردف بيم قائلا: "الحقيقة تتمثل في أن هناك الكثير من هذه الكائنات بالفعل".