(الحزم) وأخواتها ورؤية الجماعة الساذجة
نيسان ـ نشر في 2015-04-17
طارت أول مقاتلات عاصفة الحزم فشعر (الإخوان) أن أمورهم مع انظمة وسمتهم بالإرهاب تتجه نحو الانفراج معهم. لكن مثل هذه القراءة كانت وما زالت ساذجة إلى حد بعيد.
يوم طارت أول مقاتلات عاصفة الحزم، متجهة نحو اليمن طار معها فؤاد جماعة الإخوان المسلمين فرحا. قراءة نخب مهمة في الجماعة للمشهد تظهر أن (ارتدادا) أو - ربما في أسوأ الأحوال - (انشغالا) للنظم العربية عنهم لشأن أكبر، سيكون من دواعي سرورهم، لكن ما لم تفطن إليه الجماعة، حتى الآن، أن مغازلتهم للمملكة العربية السعودية، وبدرجة أعلى الأردن، على الأغلب لن تؤتي أكلها.
لم تفهم الجماعة أن الأنظمة العربية الحالية تبدو راغبة عن الشراكة معهم. وهي – أي الأنظمة - إن انشغلت بشأن لها في مرحلة ما لا يعني أنها ترغب في إشراك (الإسلاميين) حتى في معارك المنطقة ليس فقط للخشية من قطف الإسلاميين ثمار المشاركة، بل ولكون هذه الأنظمة لا ترى في الاخوان تيارا جدير بذلك، أو شريكا معترفا به.
لكن هذا لم يمنع الاسلاميين وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين من الإصرار على توجيه رسائلها، لكل من يهمه الأمر في المنطقة بأن قلبها مع عاصفة الحزم وأصحابها، وأن قرارا اتخذ في الرياض بمفاجأة إيران في صنعاء كان قرارا حكيما.
عموما، تعتقد نخب الجماعة أن حقبة مطاردة الإخوان في العواصم العربية انتهت وأن المصلحة السياسية تتطلب من الأنظمة التحالف مع الجماعة. لكن ذلك لن يتم، وقد كسرت الانظمة جرّتها وراءهم وأغلقت الباب.
الجماعة تريد الشراكة مع الانظمة ولم تفهم بعد ان الاخيرة تنظر للاخوان بعين الالغاء وتحلم لو تفتح عينها صباحا ولا يوجد في الدنيا اسلام سياسي.
حتى الآن وغالبا على المدى المنظور لا شيء يجعل الأنظمة العربية تشعر بأنها تحتاج برغماتيا على الأقل لاستعمال الإخوان المسلمين. أن على الجماعة أن تفهم أن دولا أعلنتها جماعات إرهابية لن تعود مجددا الى التحالف معها إلا في سياق النيل منها.