اتصل بنا
 

الملف النووي الإيراني، زعرنة دولية

نيسان ـ نشر في 2021-12-22 الساعة 11:44

نيسان ـ الملف النووي الإيراني، زعرنة دولية
عندما احتلت أميركا العراق، بحجة أسلحة الدمار الشامل، والتي اتضح بعد إنجاز المهمة أنه لا يوجد في العراق أسلحة دمار شامل، مع ذلك لم تتحرك أي دولة للمطالبة بمحاكمة أميركا وإلزامها بإعادة إعمار العراق، لم تفعل الدول المنافسة ذلك لأنهم متفقون على اللعبة، وما زال الشعب العراقي يدفع ثمن منافساتهم. سيقول البعض إن الصراع الداخلي العراقي هو السبب، وما درى أن الصراع الداخلي هو من صُنعِ المستعمرين، فهم يختبئون خلف الأعمال التي ينفذها عملاؤهم، كمن يختبئ خلف إصبعه فأعمالهم وأهدافهم أصبحت مكشوفة، وهي السيطرة على الشعوب وتجريدها من مكتسباتها ومواردها.
نفس الأمر حدث في تفجير برجي التجارة العالمية وغزو افغانستان لمحاربة "الإرهاب"، وصاروا يعملون من خلال هذا المصطلح، فأنشأ المنافس الاستعماري لأميركا دولة اسلامية ديكورية ليدافع عن مكتسباته الاستعمارية أمام الهجمة الأميركية.
والاستراتيجية دائماً يرفعون شعار محاربة أمر خطير يهدد الشعوب ك"أسلحة الدمار، التطرف، الإرهاب، وغيرها من التحديات التي يصنعونها هم ليعطوا لأنفسهم الشرعية لاستخدام القوة واحتلال اراض ويحرمون شعوبها من الحياة حتى يستحوذ المستعمر الشره على الكعكة كاملة ويحرم منافسه.
نفس الحكم ينسحب على مشروع ايران النووي، وقد ينسحب بنسبة ما على "الوباء العالمي" لوضع العراقيل أمام المنافسين من خلاله ويثبط تحركات الدول وتحركات عملائها..
أما ما يتعلق بالملف النووي، فهناك شقان، شق يتعلق بالدولة التي تدعي أنها تسعى لامتلاك سلاح نووي، "وهي داخلة في اللعبة" من خلال السيد الذي تتبع له، وشق يتعلق بالدول العظمى المتنافسة، وكيف تتعاطى مع هذا الادعاء وكيف تستثمره..
.. بعد الاستخدام الوحيد للقنبلة الذرية ضد اليابان ونتائجه المخزية من الناخية الانسانية، صارت سلاحاً محرماً دولياً، واحتفظت الدول الكبرى للردع فقط، ثم ادعاء فرنسا أنها مكنت اسرائيل من امتلاكها، لتكون غولاً تخوف به الشعوب العربية الممزقة..
ما أريد قوله، هو أن الملف النووي وخاصة ملف ايران لا يعدو كونه ستارة تكاد تكون شفافة تستر صراعاً استعمارياً بين أميركا وأوروبا، وخاصة فرنسا، ومن تابع المفاوضات الأخيرة للطاقة النووية، يلحظ هذا الأمر، لأن الستارة الشفافة كانت تحركها رياح الخلاف فتنكشف حقيقة الصراع ثم تعود، وتحركات فرنسا بالذات كانت واضحة، فاتصالاتها كانت مباشرة مع ايران خلال المفاوضات للوصول الى حل يحفظ لفرنسا شيئاً من وجودها الاستعماري..

نيسان ـ نشر في 2021-12-22 الساعة 11:44


رأي: صابر العبادي

الكلمات الأكثر بحثاً