عن بشر الخصاونة وعبثية اللجان

نيسان ـ نيسان- فاطمة العفيشات
في الأردن إذا أردت إفساد أمر شكل له لجاناً، ثم ادعوهم إلى مائدة مستديرة وأمامهم الكثير من الأوراق، وتصدر الشاشات وقل ما شئت.
في الأردن، لا شيء ينافس فايروس كارونا إلا كثرة اللجان، لكن إياك أن تسأل ولو بعد حين عن النتيجة. المهم ان اللجان تجتمع وتصرف من مخصصاتها المالية الشيء الكثير.
يبدو أن الرئيس الخصاونة اعتمد كبسولة اللجان ذاتها، على أمل أن تطيل من عمر حكومته ولو قليلاً.
أواخر نيسان الماضي قرر الرئيس تشكيل لجنة وزارية برئاسته، لتطوير القطاع العام، تتولى مهمة اعتماد سياسات وبرامج ومشاريع لتطوير القطاع العام ودراسة التشريعات ذات العلاقة، واعتماد مخرجات اللجنة العليا لإعادة الهيكلة للجهاز الحكومي.
عقبها سلمت اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية أوراق مخرجاتها إلى الملك، ثم اطلق الملك الدورة العادية لمجلس الأمة والذي تسلم مخرجات اللجنة الملكية دون ساكن يحرك باستثناء جلسات التصويت والإحالة للجنة القانونية.
بالأمس تعاود الرئاسة الإعلان عن قرار تشكيل لجنة تحديث القطاع العام.
الناس وفور تلقيها خبر لجنة الرئيس قالت هو فشل جديد يضاف إلى سطور هذه الحكومة، وأن المفاجأة الحقيقية هي برحيلها عطفا على تصريحات وزير التخطيط حين قال: "الحكومة ستعلن عن مفاجأة خلال الأيام المقبلة".
في الحقيقة حتى اللجان في بلادنا تدور هي الأخرى في فلك الترضيات والتنفيعات، فمن زعل وغضب بعد خروجه من أية حكومة أو عضوية الاعيان أو رئاسة هيئة عليه ان يتريث كثيراً قبل أن يغلق الباب خلفه، فعدوى اللجان أصابت الحكومات ولا بد أن يحصل على شيء منها.