اتصل بنا
 

عنزتنا الوطنية تطير..أين نقفز وسفن من حولنا في قاع المحيط؟

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-12-24 الساعة 14:30

عنزتنا الوطنية تطير.. أين نقفز وسفن
نيسان ـ إبراهيم قبيلات... من منكم رأى العنزة الوطنية الخارقة؟ يقولون إنها تطير وتحلق على ارتفاعات شاهقة.
يقولون، والقول لأصحاب المعالي والدولة السابقين أيضا إن العنزة الوطنية تطير كما لا تفعل كل ماعز وخرفان الأرض.
وحدها عنزة إصلاحنا هي التي تطير، وتطير بلا أجنجة، أو حتى بأجنحة غير مرئية، أجنحة لا يراها سوى المسؤولين أو الطامحين بإعادة تدويرهم في كراسي المسؤولية.
يا إلهي. إن المشهد الوطني في غاية الغرائبية، صار من الطبيعي أن يحلل الخبراء والمحللون السياسيون عن طيران العنزة الوطنية الخارقة في إصلاحها وقوانينها ونموها الاقتصادي.
ولو جئت لهم بألف دليل على ان لا أجنحة للعنزة، وأنها لا تطير يا قوم، فلن يأبه لك أحد وسيحلف لك رئيس وزراء سابق إنه رآها رأي العين ترفرف فوق سماء الرابع ثم يؤكد يمينه وزير سابق موعود بعضوية إحدى اللجان.
لم يعد بإمكانك ان تكتب في العناوين قبل التفاصيل، وان كتبت سينعتونك بالسوداوية أو الشعبوية، وقد تصل بهم المواصيل حد وصمك بالخيانة الوطنية الكبرى.
كل الأخبار، وكل المقالات، مشغولة بتفاصيل طيران عنزة لجانهم التحديثية والاصلاحية، فكيف لك أن تخالف رؤاهم وان العنزة لا تطير.

المسألة لم تعد تتعلّق بالفقر والبطالة ولا حتى بالإصلاح، بل إن الحديث عن الإصلاح نفسه صار يقترب من الخيانة.
العبث ليس هنا، إنما كل هذه عوارض ارتفاع في درجات الحرارة الوطنية من المرض.
لا أريد الاستشهاد في المقالات للزملاء، لا أريد الإشارة الى الأخبار، ولا الى التحليلات، لكن انظروا أنتم إن شئتم، ستجدونها عمليات إشغال نمارسها على بعضنا.
الحق لم يعد بالإمكان الاستمرار بهذه الطريقة، إننا في هرج ومرج سخيف.
أما وقد خرق القوم أسفل السفينة وانتهى الأمر، السفينة تغرق.
الأدهى من ذلك أن القفز منها لم يعد ممكنا، إلى أين نقفز وسفن من حولنا صارت في قاع المحيط؟.

نيسان ـ نشر في 2021-12-24 الساعة 14:30


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً