شطحات وزارة العمل عن تشغيل الشباب.. التصريحات لا ضرائب عليها

نيسان ـ إبراهيم قبيلات
بلغة الأرقام، تقدم وزارة العمل ما يدعونا الى رفع رؤوسنا عاليا عاليا عاليا من السياسات الحكيمة التي تتبعها الوزارة في القضاء على البطالة بين الشباب.
فتصريحات وزير العمل تقول للشباب انتظروا عدة أيام- مسافة السكة - وستدق أبوابكم الوظيفة واحدا واحدا. ولم يتبق الا ان تختار - يا معلم - اي وظيفة تريد
وزارة العمل على لسان الوزير تقول انها ستوظف 30 ألف مواطن خلال العام المقبل، ووزير العمل لاحقا يقول ان الوزارة اطلقت برنامجا وطنيا لتشغل 60 ألف شاب العام المقبل.
يا ربي دخيلك!!
لم يتبق لدخول العام المقبل سوى أيام. وعلى الشباب الانتظار فقد مضى الكثير ولم يتبق سوى القليل يا جماعة.
هذه الارقام تأتي بالتزامن مع صدور الأرقام التجميعية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة التي أعلن فيها عن ارتفاع معدل البطالة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي إلى 24.3 % مقارنة مع 22 % خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وحتى نفرح بالنتائج فقد كشفت الأرقام الصادرة قبل أيام فقط ان معدل البطالة كان مرتفعاً بين حملة الشهادات الجامعية (الأفراد المتعطلون ممن يحملون مؤهل بكالوريوس فأعلى مقسوماً على قوة العمل للمؤهل العلمي نفسه)، حيث بلغ 27.8 % مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى.
مجددا. أنا أعلم وأنتم تعلمون والوزارة تعلم أن جميع هذه العناوين التي تخرج علينا فيها وزارة العمل لن تتعدى كونها مجرد استهلاك إعلامي للتسلية الى حين استبدال الحكومة، ثم سيعود وزير العمل المقبل ليقول لنا كما قال لنا الحالي، وكما وعد الماضي والذي قبله سيفعل بنا اللاحقون.
تشغيل الشباب او العاطلين عن العمل بحاجة الى منظومة اقتصادية ناهضة لا تقوم عليها وزارة العمل وحدها.
أما ان تنشر وزارة العمل وعودا عن تشغيل الاف الشباب فهذا الامر لا يعدو كونه تسفيه لأحلام الناس.
ولربما استندت في حديثها هذا على الأرقام المتوقعة لحاجة السوق الأردني للوظائف.
وعلى اية حال المواطن لم يعد معنيا بمثل هذه التصريحات، التي يبدو انها لا تدور الى في فلك المسؤولين ومن حولهم فقط، ويستفاد منها في تعبئة فراغات زوايا الصحف ووسائل الاعلام.