أسمى خضر.. امرأة حقوقية تحمل سوطاً بوجه الظلم
فاطمة العفيشات
كاتبة صحافية
نيسان ـ نشر في 2021-12-26 الساعة 21:25
نيسان ـ فاطمة العفيشات
من فلسطين انطلقت فارسة بسيف يأبى الرضوخ بوجه الظلم, فوصلت إلى الأردن شامخة بعودها المشتد, في رحلة رغم مافيها من أعاصير ورياح وشمس حارقة, لكنها ظلت ثابتة تقاتل وتدافع حتى الرمق الأخير عن الانسان وقيمه وحقوقه.
لم يكن الخامس والعشرون من يناير/كانون الثاني من العام 1952 يوما عاديا لعائلة حنا خضر.
في ذلك اليوم سمعوا صوت طفلتهم الأولى أسمى لأول مرة, والذي امتد ليصل تاليا للعالم .
ولدت أسمى خضر في قرية الزبابدة قضاء جنين في فلسطين, ودرست في مدرسة راهبات مار يوسف الداخلية في نابلس, قبل أن تنتقل وعائلتها إلى الأردن.
رزقت عائلة خضر بعدها بولدين وثلاث فتيات.
زرعت بذرة انتزاع الحقوق عند أسمى عقب ولادة شقيقها الأول, حين تحولت كناية والدها من "أبو أسمى" إلى "أبو سمير", وهو ما أزعجها ليخلق فيها دافع المساواة بين الجنسين.
أدركت أسمى مبكرا أهمية انخراطها للإهتمام بالشأن العام, فكانت تعتبر نفسها واحدة من المواطنات اللواتي عليهن مسؤولية تجاه الآخرين , كان ذلك عام 1966عندما رفعها زملاؤها على أكتافهم وهي ابنة الرابعة عشر ربيعا، مرددين الهتافات خلفها اثناء مظاهرة احتجاجية تندد بالعدوان الإسرائيلي على بلدة السموعة في فلسطين .
وصفت ذلك ذات لقاء فقالت: "أول مرة أشعر أن مسؤوليتنا ألا نصمت على الانتهاكات وأن علينا دورا عاما بالإضافة للدراسة".
حصلت على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الأميرة عالية الثانوية الحكومية في عمان عام 1970, لكن مرض والدها والذي كان يعمل مترجما في الجيش, أقعده عن العمل وحال دون اكمالها الدراسة الجامعية آنذاك.
لأنها الأخت الكبرى كان على عاتق أسمى إعالة عائلتها, فعملت في مصنع الدخان في رأس العين ومعلمة في روضة للأطفال, قبل أن يتبرع عمها وخالها في كلف رحلتها الدراسية في دمشق، حيث حلمها بدراسة الحقوق عام 1972.
اضطرت بعد انتهاء السنة الدراسية الأولى قطع تعليمها في دمشق والعودة إلى عمان بسبب مرض والدها, لتساند العائلة وتسد احتياجاتهم.
وفي عمان جاءتها فكرة فتح "نوفوتيه" لبيع الملابس عندما صادفتها لوحة "للإيجار" أعلى أحد المحال, في حين رفضت والدتها اقتراح ابنتها طالبة الحقوق خصوصا وان مشروعها المرفوض من قبل العائلة لم يكن برأسمال، مما دفع الابنة للإحتجاج على رأي العائلة بالإمتناع عن الطعام والشراب قبل أن ترضخ لقرارها أخيرا, لتشاركها والدتها البيع في المحل ثم عملت الأم فيه بمفردها لاحقا.
عملت أسمى أثناء فترة الدراسة في عدة اماكن فكانت موظفة في محل مختص بـ "الديكور" ومعلمة, وبائعة , ومدرسة خصوصية, تسافر طالبة فترة الإمتحانات إلى دمشق, وتعود ابنة بارة مكافحة إلى عمان في سبيل لقمة العيش وتحقيق حلم التخرج المؤجل.
أخيرا يستقر نجم التخرج في سمائها لتحصل على شهادة البكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق وتعود بها إلى عمان.
عملت أسمى خضر في التعليم في المدارس الثانوية الخاصة من العام 1974حتى العام 1978, وبسبب آرائها السياسية انتقلت للعمل في الصحافة تحديدا في صحيفة الأخبار الأردنية بين العامين 1978-1979 , ثم عملت محامية في مكتب محاماة في عمان من العام 1981 إلى العام 1984، لتمارس بعدها مهنة المحاماة من خلال مكتبها الخاص حيث ترافعت أمام مختلف المحاكم في مختلف أنحاء الأردن وفي الخارج من العام 1984 وحتى العام 2003. وفي سنة 2006 عاودت مزاولة مهنة المحاماة في مكتبها الخاص.
عندما بدأت أسمى التدرب على المحاماة وجدت نفسها تميل لقضايا الحريات, هي لم تنس يوم حضرت إلى مكتبها سيدة في العام 1984 تشكو من عدم مقدرتها على تقبل فكرة العيش مع زوجها والذي كان سيخرج من السجن في ذلك اليوم بعد 6 أشهر قضاها عقوبة على جريمة قتل ابنته بحجة "الشرف".
حينها حاولت أسمى أن تخفف عن الأم بأنه رجل وأن هذه القضايا حساسة, إلا أن المرأة أسمعت أسمى صوتها للمرة الأخيرة قبل أن تغادر بلا عودة بقولها: "والدها القاتل هو من تسبب بحملها".
ذلك الموقف كان كفيلا لخلق دافع التغيير في مسيرة محامية عمرها العملي في المحاماة عامان فقط, وسادس سيدة تعمل في المحاماة في الأردن.
قلبت أوراق قانون العقوبات جيدا ثم بدأت بالمطالبة والعمل على تغييره.
عقب ما يعرف بـ "هبة نيسان" في العام 1989 ادخل الملك الحسين – طيب الله ثراه- إصلاحات جديدة على البلاد وشكل لجنة الميثاق الوطني, فكانت أسمى خضر واحدة من الذين استعدوا إلى القصر للقاء جلالة الملك واختيارهم ليصيغوا هذا الميثاق في عام 1990 .
ذلك اللقاء الذي جمع أسمى بالملك الحسين لم يكن الأول في حياتها, ففي العام ذاته جمعها لقاء معه وأخرين ليستمع لآرائهم ومن معها بما يتعلق بقضية السياسية الأردنية "توجان فيصل" وتهمة الردة التي وجهت لها إبان ترشحها لمجلس النواب في ذلك الوقت.
اختيرت لتكون رئيسة لجنة الحريات في نقابة المحامين، ثم رئيسة لجنة المرأة في اتحاد المحامين العرب, اشتهرت آنذاك بأكثر من قضية إشكالية، جعلت لها نجما لامعا في فضاء المحاماة بمدة قصيرة.
في عام 1993 انتخبت رئيسة لاتحاد المرأة الأردنية لغاية عام 1997، وأسّست في عام 1998 مجموعة القانون من أجل حقوق الإنسان "ميزان".
لم تقبل القضايا الخطرة فحسب ولم تدفع ثمن بعض القضايا من جيبها الخاص, الأمر كان يتعدى أن تدفع ثمن اندفاعها ودفاعها وحساسية ما تطرح لأن تكون في مواجهة مع المجتمع. حتى عندما كانت تقبل قضايا المعتقلين جميعهم مهما كان انتماؤهم الحزبي فلم يقها ذلك من التحقيق معها بتهمة الإنتساب إلى المنظمات المتضاربة.
في عام 2003 اختارها فيصل الفايز لتكون وزيرة دولة وناطقة رسمية باسم حكومته, ثم اختارها في التعديل الذي أجراه لاحقا على حكومته لتصبح وزيرة للثقافة مكلّفة بشؤون الإعلام .
عندما استدعيت أسمى للوزارة, تذكرت والدتها التي لم يمض على وفاتها شهران. في كل إعلان عن تشكيل حكومة جديدة كانت تقول الأم لابنتها: "أين سيجدوا أحدا أفضل منك ليضعوه في الحكومة". كانت حينها ناشطة حقوقية.
تعلقت أسمة بوالدتها فكانت قدوتها العملية, بيد أن فقدانها لوالديها هو أعظم ذكرياتها ومواقفها الحزينة.
في حكومة عدنان بدران التي تلت حكومة الفايز, اختيرت أسمى خضر لتحمل ذات الحقيبة الوزارية التي حملتها في الحكومة السالفة, قبل أن تخرج من حكومة بدران .
عادت خضر لترتدي رداء المحاماة وفي يدها عدسة حق ويدها الأخرى تحمل سوطا في وجه الظلم.
تقلدت أسمى عدة مناصب فكانت الأمين العام للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة عام 2007, وعضو اللجنة الملكية لحقوق الإنسان ومن ثم مجلس أمناء لجنة الحوار الوطنة, عضو لجنة التحقيق الدولية في انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا (2011- 2012) , وعضو مجلس الأعيان الأردني السادس والعشرون .
كما كانت المنسّق العام للمعهد الدولي لتضامن النساء، والأمين العام للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة, ورئيسة تنفيذية لجمعية معهد تضامن للنساء (تضامن) من العام 1998 حتى وفاتها.
لعبت خضر دورا مهما في الدفاع عن حقوق النساء والفتيات والمساواة بين الجنسين, فأطلقت برنامج عين على النساء الخاص بتمكين المرأة في الإنتخابات, وحملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة والتي اطلقتها عقب حادثة فقأ رجل لعين زوجته في جرش, سعيها لتمكين المرأة اقتصاديا بالإضافة لحقها في المشاركة بالعمل العام وغيرها.
في منتصف العام 2021تم الكشف عن اصابتها بمرض سرطان البنكرياس, وخلال رحلة العلاج اختارت أن تقضيها بين عائلتها ابنها وبناتها الثلاث وزوجها وأحفادها الذين كانت تذكرهم في جميع المحافل بالإضافة لوالديها بأن دعمهم هو أساس نجاحها. كانت تدعو النساء لتقديم العون للأزواج والأبناء, وتدعو الأزواج بالمثل لزوجاتهم وبناتهم فهي كانت ميقنة أن التعاون والتكافل الأسري سببا مهما للنجاح.
رغم المرض استمرت خضر تمارس عملها في الدفاع عن الحقوق من منزلها, وبقيت كذلك حتى ترجلت عن فرسها في معركتها الأخيرة مع المرض مساء الإثنين العشرين من ديسمبر/كانون الأول من العام 2021, عن عمر يناهز الـ69 عاما.
من فلسطين انطلقت فارسة بسيف يأبى الرضوخ بوجه الظلم, فوصلت إلى الأردن شامخة بعودها المشتد, في رحلة رغم مافيها من أعاصير ورياح وشمس حارقة, لكنها ظلت ثابتة تقاتل وتدافع حتى الرمق الأخير عن الانسان وقيمه وحقوقه.
لم يكن الخامس والعشرون من يناير/كانون الثاني من العام 1952 يوما عاديا لعائلة حنا خضر.
في ذلك اليوم سمعوا صوت طفلتهم الأولى أسمى لأول مرة, والذي امتد ليصل تاليا للعالم .
ولدت أسمى خضر في قرية الزبابدة قضاء جنين في فلسطين, ودرست في مدرسة راهبات مار يوسف الداخلية في نابلس, قبل أن تنتقل وعائلتها إلى الأردن.
رزقت عائلة خضر بعدها بولدين وثلاث فتيات.
زرعت بذرة انتزاع الحقوق عند أسمى عقب ولادة شقيقها الأول, حين تحولت كناية والدها من "أبو أسمى" إلى "أبو سمير", وهو ما أزعجها ليخلق فيها دافع المساواة بين الجنسين.
أدركت أسمى مبكرا أهمية انخراطها للإهتمام بالشأن العام, فكانت تعتبر نفسها واحدة من المواطنات اللواتي عليهن مسؤولية تجاه الآخرين , كان ذلك عام 1966عندما رفعها زملاؤها على أكتافهم وهي ابنة الرابعة عشر ربيعا، مرددين الهتافات خلفها اثناء مظاهرة احتجاجية تندد بالعدوان الإسرائيلي على بلدة السموعة في فلسطين .
وصفت ذلك ذات لقاء فقالت: "أول مرة أشعر أن مسؤوليتنا ألا نصمت على الانتهاكات وأن علينا دورا عاما بالإضافة للدراسة".
حصلت على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الأميرة عالية الثانوية الحكومية في عمان عام 1970, لكن مرض والدها والذي كان يعمل مترجما في الجيش, أقعده عن العمل وحال دون اكمالها الدراسة الجامعية آنذاك.
لأنها الأخت الكبرى كان على عاتق أسمى إعالة عائلتها, فعملت في مصنع الدخان في رأس العين ومعلمة في روضة للأطفال, قبل أن يتبرع عمها وخالها في كلف رحلتها الدراسية في دمشق، حيث حلمها بدراسة الحقوق عام 1972.
اضطرت بعد انتهاء السنة الدراسية الأولى قطع تعليمها في دمشق والعودة إلى عمان بسبب مرض والدها, لتساند العائلة وتسد احتياجاتهم.
وفي عمان جاءتها فكرة فتح "نوفوتيه" لبيع الملابس عندما صادفتها لوحة "للإيجار" أعلى أحد المحال, في حين رفضت والدتها اقتراح ابنتها طالبة الحقوق خصوصا وان مشروعها المرفوض من قبل العائلة لم يكن برأسمال، مما دفع الابنة للإحتجاج على رأي العائلة بالإمتناع عن الطعام والشراب قبل أن ترضخ لقرارها أخيرا, لتشاركها والدتها البيع في المحل ثم عملت الأم فيه بمفردها لاحقا.
عملت أسمى أثناء فترة الدراسة في عدة اماكن فكانت موظفة في محل مختص بـ "الديكور" ومعلمة, وبائعة , ومدرسة خصوصية, تسافر طالبة فترة الإمتحانات إلى دمشق, وتعود ابنة بارة مكافحة إلى عمان في سبيل لقمة العيش وتحقيق حلم التخرج المؤجل.
أخيرا يستقر نجم التخرج في سمائها لتحصل على شهادة البكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق وتعود بها إلى عمان.
عملت أسمى خضر في التعليم في المدارس الثانوية الخاصة من العام 1974حتى العام 1978, وبسبب آرائها السياسية انتقلت للعمل في الصحافة تحديدا في صحيفة الأخبار الأردنية بين العامين 1978-1979 , ثم عملت محامية في مكتب محاماة في عمان من العام 1981 إلى العام 1984، لتمارس بعدها مهنة المحاماة من خلال مكتبها الخاص حيث ترافعت أمام مختلف المحاكم في مختلف أنحاء الأردن وفي الخارج من العام 1984 وحتى العام 2003. وفي سنة 2006 عاودت مزاولة مهنة المحاماة في مكتبها الخاص.
عندما بدأت أسمى التدرب على المحاماة وجدت نفسها تميل لقضايا الحريات, هي لم تنس يوم حضرت إلى مكتبها سيدة في العام 1984 تشكو من عدم مقدرتها على تقبل فكرة العيش مع زوجها والذي كان سيخرج من السجن في ذلك اليوم بعد 6 أشهر قضاها عقوبة على جريمة قتل ابنته بحجة "الشرف".
حينها حاولت أسمى أن تخفف عن الأم بأنه رجل وأن هذه القضايا حساسة, إلا أن المرأة أسمعت أسمى صوتها للمرة الأخيرة قبل أن تغادر بلا عودة بقولها: "والدها القاتل هو من تسبب بحملها".
ذلك الموقف كان كفيلا لخلق دافع التغيير في مسيرة محامية عمرها العملي في المحاماة عامان فقط, وسادس سيدة تعمل في المحاماة في الأردن.
قلبت أوراق قانون العقوبات جيدا ثم بدأت بالمطالبة والعمل على تغييره.
عقب ما يعرف بـ "هبة نيسان" في العام 1989 ادخل الملك الحسين – طيب الله ثراه- إصلاحات جديدة على البلاد وشكل لجنة الميثاق الوطني, فكانت أسمى خضر واحدة من الذين استعدوا إلى القصر للقاء جلالة الملك واختيارهم ليصيغوا هذا الميثاق في عام 1990 .
ذلك اللقاء الذي جمع أسمى بالملك الحسين لم يكن الأول في حياتها, ففي العام ذاته جمعها لقاء معه وأخرين ليستمع لآرائهم ومن معها بما يتعلق بقضية السياسية الأردنية "توجان فيصل" وتهمة الردة التي وجهت لها إبان ترشحها لمجلس النواب في ذلك الوقت.
اختيرت لتكون رئيسة لجنة الحريات في نقابة المحامين، ثم رئيسة لجنة المرأة في اتحاد المحامين العرب, اشتهرت آنذاك بأكثر من قضية إشكالية، جعلت لها نجما لامعا في فضاء المحاماة بمدة قصيرة.
في عام 1993 انتخبت رئيسة لاتحاد المرأة الأردنية لغاية عام 1997، وأسّست في عام 1998 مجموعة القانون من أجل حقوق الإنسان "ميزان".
لم تقبل القضايا الخطرة فحسب ولم تدفع ثمن بعض القضايا من جيبها الخاص, الأمر كان يتعدى أن تدفع ثمن اندفاعها ودفاعها وحساسية ما تطرح لأن تكون في مواجهة مع المجتمع. حتى عندما كانت تقبل قضايا المعتقلين جميعهم مهما كان انتماؤهم الحزبي فلم يقها ذلك من التحقيق معها بتهمة الإنتساب إلى المنظمات المتضاربة.
في عام 2003 اختارها فيصل الفايز لتكون وزيرة دولة وناطقة رسمية باسم حكومته, ثم اختارها في التعديل الذي أجراه لاحقا على حكومته لتصبح وزيرة للثقافة مكلّفة بشؤون الإعلام .
عندما استدعيت أسمى للوزارة, تذكرت والدتها التي لم يمض على وفاتها شهران. في كل إعلان عن تشكيل حكومة جديدة كانت تقول الأم لابنتها: "أين سيجدوا أحدا أفضل منك ليضعوه في الحكومة". كانت حينها ناشطة حقوقية.
تعلقت أسمة بوالدتها فكانت قدوتها العملية, بيد أن فقدانها لوالديها هو أعظم ذكرياتها ومواقفها الحزينة.
في حكومة عدنان بدران التي تلت حكومة الفايز, اختيرت أسمى خضر لتحمل ذات الحقيبة الوزارية التي حملتها في الحكومة السالفة, قبل أن تخرج من حكومة بدران .
عادت خضر لترتدي رداء المحاماة وفي يدها عدسة حق ويدها الأخرى تحمل سوطا في وجه الظلم.
تقلدت أسمى عدة مناصب فكانت الأمين العام للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة عام 2007, وعضو اللجنة الملكية لحقوق الإنسان ومن ثم مجلس أمناء لجنة الحوار الوطنة, عضو لجنة التحقيق الدولية في انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا (2011- 2012) , وعضو مجلس الأعيان الأردني السادس والعشرون .
كما كانت المنسّق العام للمعهد الدولي لتضامن النساء، والأمين العام للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة, ورئيسة تنفيذية لجمعية معهد تضامن للنساء (تضامن) من العام 1998 حتى وفاتها.
لعبت خضر دورا مهما في الدفاع عن حقوق النساء والفتيات والمساواة بين الجنسين, فأطلقت برنامج عين على النساء الخاص بتمكين المرأة في الإنتخابات, وحملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة والتي اطلقتها عقب حادثة فقأ رجل لعين زوجته في جرش, سعيها لتمكين المرأة اقتصاديا بالإضافة لحقها في المشاركة بالعمل العام وغيرها.
في منتصف العام 2021تم الكشف عن اصابتها بمرض سرطان البنكرياس, وخلال رحلة العلاج اختارت أن تقضيها بين عائلتها ابنها وبناتها الثلاث وزوجها وأحفادها الذين كانت تذكرهم في جميع المحافل بالإضافة لوالديها بأن دعمهم هو أساس نجاحها. كانت تدعو النساء لتقديم العون للأزواج والأبناء, وتدعو الأزواج بالمثل لزوجاتهم وبناتهم فهي كانت ميقنة أن التعاون والتكافل الأسري سببا مهما للنجاح.
رغم المرض استمرت خضر تمارس عملها في الدفاع عن الحقوق من منزلها, وبقيت كذلك حتى ترجلت عن فرسها في معركتها الأخيرة مع المرض مساء الإثنين العشرين من ديسمبر/كانون الأول من العام 2021, عن عمر يناهز الـ69 عاما.