اتصل بنا
 

بأي عام تحتفلون يا قوم؟

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-12-31 الساعة 11:26

بأي عام تحتفلون يا قوم؟
نيسان ـ إبراهيم قبيلات.. تخيلوا معي أن الأردني يستقل عربته الوطنية حاليا.
تخيلوا معي أن هذه العربة - كما ترونها عيانا - تسير بسرعة الصوت في طريقها المفروش بالغموض.
العربة تسير على الطريق الغامض فلا تعود ترى بسبب ضبابه إلا شبرا واحدا إلى الأمام.
نعم الضباب والغموض. أما الساخر فهو أننا نحتفل داخل العربة بالأعوام الجديدة من دون أن يصرخ أي شخص منا: يا قوم إن العربة تسير في الطريق الغامض وإن هذا خطر يوشك ان يتحول إلى كارثة. لا أحد يريد أن يكترث.
نصرخ في قومنا، فيقولون: انك تبالغ.
نصرخ في قومنا، فيقولون إن مقاعدهم الان مريحة نوعا ما. وعندما نحذرهم باننا لا نتحدث عن المقاعد، بل عن كل العربة، وان لا مقاعد ستبقى على حالها في حال وقع للعربة شيء لا سمح الله، فيسخرون منا ويقولون: انت تصرخ منذ سنوات، ولم يقع شيء.
فتقول لهم: أوليس نعيش اليوم ما كنا نحذر منه في السابق؟!
حقا. علام تحتفلون يا قوم بالقادم الجديد؟ إنما هو يقرّبنا أكثر من مصيرنا.
أنا اقترح ان يعتمد الأردن احتفالا عكسيا.
بمعنى ان نبدأ منذ هذا العام بالاحتفال بالعام الفائت.
العام الفائت عرفنا بلاوييه وعشناها، ونعرف مسبقا انه لا شيء غير متوقع سيرتطم بنا او نرتطم به. أما ان نحتفل في العربة على الطريق الضبابي الغامض ونحن نعرف – جميعنا يعرف – ان الارتطام يوشك أن يقع.
في الحقيقة هو ليس ارتطاما واحدا. في كل عام نرتطم مرة بعد أخرى. ولا نقوم، بل نهبط أكثر نحو قاع الزجاجة.
هل تتذكرون وعود عنق الزجاجة. ها نحن نهوي ونهوي ونهوي، حتى صار العنق الذي كنا فيه سقفا بعيد المنال، لا نستطيع ان نصل إليه. صار وجودنا في العنق الخانق حلمنا.
على الأقل كان بين يدينا ونحن في العنق حلم بالخروج. أي حلم يراودنا الان ونحن في القاع.

نيسان ـ نشر في 2021-12-31 الساعة 11:26


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً