صراع مجلس النواب إلى أين؟

نيسان ـ ترددت كثيرا قبل أن أكتب ما بخاطري حول ماحدث تحت قبة البرلمان يوم الثلاثاء الماضي وبذات الوقت إنتظرت لأرى ماستؤول إليه الأمور ويا جميل مارأينا كمية الإعتذارات التي كانت يوم أمس تفوق مايمكن أن نتحدث عنه لا ننكر أن : الإعتذار من شيم الرجال لكننا في ذات الوقت نتسأل من سيمحي من ذاكرتنا ماحدث ؟ من سيمحي من الذاكرة التلفزيونية ماحدث؟ من سيمحي التهكمات وكمية الإستهزاء التي طالت المشهد والتي صدرت حول ماحدث؟ من سيقول لوكالات الأنباء العالمية والعربية بأننا أسفون ونعتذر بعد تداول الخبر في المؤسسات الإعلامية سواء المحلية أو العالمية.
إننا نعتذر هذا ماسمعناه ....كنا أمس أمام حالة وادعة سياسياً، مستقرة، تلتزم بالواجب المطلوب بعدما رأينا كمية الفوضى والشجار الفوضوية واستقرينا على كلمة واحدة إننا نعتذر.
أجل ياسادة إنه صراع الأيدي و اللغة في مجلس النّواب... فماذا بعد؟
"إستحي على حالك"
"إخرس"
"إنت ما بتفهم إشي"
"بدي أدعس على راسه"
كلمات نرفض أن نسمعها نرفض أن نتداولها نعاقب أبنائنا سواء في المدارس أو في الجامعات على التلفظ بها ونطالبهم باحترام حرية الرأي والرأي الآخر .
فكيف يمكن لنا أن نتخطى ماحدث في مجلس النواب مجلس التشريع الغرفة الأولى من غرف مجلس الأمة، المجلس الذي هو حلقة الوصل بين المواطنين والحكومة ، هو من يستقبل همومهم وطلباتهم ، فكيف يمكن أن نثق فيمن يستقبل تلك الهموم والطلبات بعدما حدث وخصوصاً أن هناك من الأساس ، فجوة كبيرة تتلخص في الثقة مابين المجلس والمواطنين .
نحتاج إلى تغيير جذري في طريقة إختيار النواب نحن نتحمل مسؤولية ماحدث تحت قبة البرلمان فمن أوصل هؤلاء النواب للقبة نحن، ومن اختارهم نحن ومن صادق على وجودهم نحن .
لا يهم السبب الذي أدى لوصولنا لما حدث فعندما نختلف على أمر يتعلق بالوطن، علينا أن نتذكر مقولة الشافعي المشهورة: "وجهة نظري صحيحة ولكنها تحتمل الخطأ، ووجهة نظرك خطأ ولكنها تحتمل الصواب". وأن نتذكر معها كل الأقوال التي فيها مثل هذه الحكمة
الأردن أردننا جميعاً، ونحن حريصون على الأردن حرصنا على بيوتنا، وعلى أنفسنا، وعلى أبناؤنا ، وعلى كل ما نملك في هذه الدنيا من مال وإعتبار وكرامة.