اتصل بنا
 

شمس أبي ساطعة لا تغيب

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2022-01-10 الساعة 23:08

نيسان ـ بات اليوم ظهري مكشوفًا وباتت روحي حزينة ، لم أكن أعلم يومًا بأن الفقد موجع لهذا الحد ، وأني عُدتُ طفلا تائهًا لا طريق يهتدي اليه.
نعم، رحيل أبي أفقدني البوصلة وضاعت الاتجاهات لدي ، ما عدت انا، تهت وتاهت روحي، لكن شمس روحه لن تغيب، وكيف تغيب وهي المستقرة وسط عتمة روحي وظلمة وجداني؟.
كان أبي مهيباً شامخاً ودوداً يبتسم دوما ، ما رأيته باكياً الا في اغترابي الثاني معتزلًا جموع المودعين ليحضنني بحب ويكشف لي لآلىء عينيه ، كان رحمه الله كريماً سخياً معطاء ، كان يحبني دوناً عن العالمين ويعشق صديقي؛ احمد وابراهيم .
ولد ابي وحيدًا وعاش كما آبائكم يكدون ويتعبون لتأمين لقمة هنية وكريمة لأبنائهم.
عاش ابي بسيطًا هادئًا ، يحب الناس فأحبوه دون تكلف ، بنى حياته وحياتنا وأدى الرسالة تجاهنا بكل أمانة واقتدار .
خدم الوطن باعتزاز وافتخار، لبس شعار العسكرية وحمل الوطن في قلبه.
حدثني كثيرا عن جولاته العسكرية في كل ارجاء الوطن وفلسطين ، لينهي خدمته العسكرية بعد سبعة وعشرين عاما؛ ليبدأ رحلة التعب بالشحن البري نهاية سبعينيات القرن الفائت.
يطوف الاقطار العربية في الليالي الحالكات وقيض الحر وبرد الشتاء ، كنت صغيرًا أبان حرب الخليج الثانية وكان ابي ينقل القمح الى بغداد وكنا نستمع الى احاديثه عن الصواريخ والنار والقتل ، كنت رفيقه لكثير من الرحلات الى مدينة العقبة.
كنت أراه في الشتاء والبرد ينخر جسمه وفي الصيف والعرق الشريف يتصبب من وجنتيه ، لكنه كان ينظر في عيني ويبتسم .
عاش ابي بهدوء ومات بهدوء .

نيسان ـ نشر في 2022-01-10 الساعة 23:08


رأي: د. علي الطفيحات أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً