الجيش في مهمته الحساسة
نيسان ـ نشر في 2022-01-18 الساعة 08:46
نيسان ـ علينا أن نتحدث هنا بصراحة، حول ما يجري على الحدود الأردنية السورية، وهذه الحدود باتت مصدرا كبيرا للخطر، بسبب العصابات والمليشيات المسلحة التي تسيطر عليها بوسائل مختلفة.
نحن هنا في عمان وشقيقاتها ننعم بالهدوء والأمن، لأن رجال الجيش الأردني يقفون ليل نهار على الحدود في الصيف والشتاء، من أجل حماية الأردن، وتتعرض حياتهم الى اخطار كبيرة، وكان آخرها استشهاد النقيب محمد الخضيرات، وجرح عسكريين آخرين، الذين ورفاقهم يقفون ليل نهار في وجه العصابات، التي تواصل عملياتها وسط معلومات مؤكدة حول امتلاكها لأسلحة متطورة وتقنيات مراقبة حديثة، من أجل مساعدتها في تهريب السلاح والمخدرات وكل شيء.
الإشادة بالجيش في الأردن، ربما الاشادة الوحيدة التي لا ينتقدك عليها أحد، لأن الجيش يحظى بإجماع الناس، وتاريخه بني طوال عمره على التضحيات المشرفة وبشكل محترف، فهو الجيش الذي لم يرفع سلاحه على الناس، أبدا، وهو ايضا، الذي يمثل فخرا اجتماعيا وسياسيا للدولة، وله إرث عظيم من الشهداء، والتضحيات التي لا ينكرها إلا كل جاحد أو مارق في هذه البلاد.
لكن دعونا نتحدث عن قصة العصابات على الحدود من زوايا ثانية، فالواضح تماما ان الدولة السورية غير قادرة على السيطرة على اراضيها فتواصل هذه العصابات تصنيع المخدرات ومحاولة تهريبها الى الأردن، أو لبنان، أو العراق، أو دول الخليج العربي، او أن هذه العصابات تعمل مع متنفذين كبار في الدولة السورية، يحظون بحمايتهم، لأن قوة هذه النشاطات وتواصلها، قوة تعبر عن مساحات غامضة في كل مشهد لهذه العصابات، تقودنا إلى اتهام أطراف داخل سورية، أو حتى أطراف ثانية، تعمل ضمن تجارة اكبر في المنطقة، ولغايات مختلفة، تتجاوز فكرة التهريب.
هذا ملف لا يمكن السكوت عليه، إذ ان تهديد الأردن بموجات تهريب المخدرات يعني إغراق الأردن بالخراب بسبب الإدمان، كما أن تهديد أبناء الجيش وقتلهم لأنهم يدافعون عن الأردن، يعني تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، بما يمنح الأردن كل المساحات للرد، بكل الطرق، والوسائل، ما دام الجانب السوري، يبدو عاجزا عن إيقاف هذه العمليات، أو لوجود من يدعم هذه العصابات في العمق السوري، حيث لا يعقل أن تكون كل هذه الجزر التي تصنع المخدرات وتحاول تصديرها مع الأسلحة بعيدة عن أعين الأمن السوري، أو نشأت بشكل مفاجئ.
كل الحدود الأردنية السورية الشمالية، والشمالية الشرقية، باتت خطيرة جدا، والمعلومات الأمنية المتدفقة ما وراء الحدود تتحدث عن كل شيء، من العصابات المتشددة، الى المليشيات المرتبطة بدول معينة، وصولا الى عصابات المخدرات والأسلحة وغير ذلك، فمن يرعى كل هؤلاء، ويحضهم على مواصلة عملياتهم في هذا التوقيت، ومن يزودهم بكل هذه الأسلحة والتقنيات المتطورة، وبعضها معدات عسكرية ليلية متطورة، بما يفرض على الأردن اليوم، استعمال وسائل جديدة في الرد على هؤلاء، دون أي اعتبار لأحد سوى سلامة الأردن، وجيشه، وشعبه ايضا.
الجانب الأهم والذي يخصنا هنا يتعلق بوكلاء هذه العصابات في الأردن، إذ لولا وجود وكلاء ينتظرون وصول هذه الكميات من المخدرات، لما حاول المهربون إرسالها، سواء للاستهلاك داخل الأردن، او لمحاولة نقلها عبر الأردن الى دول ثانية، وهذا يفرض اليوم، كما قلت سابقا، قطع رؤوس الأفاعي هنا، من الرؤوس المدبرة، بعمليات كبرى، لا ترحم أحدا، اضافة الى تغيير العقوبات في القوانين حول تعاطي المخدرات، وتهريبها، او ترويجها، وتطوير شبكات الأمن الاجتماعي في كل مكان، بحيث تتكشف معلومات كثيرة عما يجري، عبر دعم الناس للمؤسسات التي تكافح المخدرات، مع أهمية التنبه إلى عمليات التهريب المتقنة عبر الحدود البرية أيضا.
إننا جميعا نترحم على روح الشهيد الخضيرات، ونتمنى الشفاء للجرحى، ونحيي الجيش بكل ما في قلوبنا من محبة، وتقدير لجهد قيادته وكل أفراده، ونشعر بالغضب الشديد أيضا إزاء استمرار المحاولات من أجل استباحة الأردن بكل الوسائل، فيما لا يبدو أن أحدا من الجانب الآخر يبذل أي فعل حقيقي لوقف هذه المحاولات، ولو تعبيرا عن حسن النوايا خلال هذه المرحلة.
الجيش في مهمته الحساسة على الحدود، يدافع عن كل واحد فينا، وعن حياتنا وكرامتنا وأمننا، ولولاه لتعرض الأردن الى ما هو أخطر، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
الغد
نحن هنا في عمان وشقيقاتها ننعم بالهدوء والأمن، لأن رجال الجيش الأردني يقفون ليل نهار على الحدود في الصيف والشتاء، من أجل حماية الأردن، وتتعرض حياتهم الى اخطار كبيرة، وكان آخرها استشهاد النقيب محمد الخضيرات، وجرح عسكريين آخرين، الذين ورفاقهم يقفون ليل نهار في وجه العصابات، التي تواصل عملياتها وسط معلومات مؤكدة حول امتلاكها لأسلحة متطورة وتقنيات مراقبة حديثة، من أجل مساعدتها في تهريب السلاح والمخدرات وكل شيء.
الإشادة بالجيش في الأردن، ربما الاشادة الوحيدة التي لا ينتقدك عليها أحد، لأن الجيش يحظى بإجماع الناس، وتاريخه بني طوال عمره على التضحيات المشرفة وبشكل محترف، فهو الجيش الذي لم يرفع سلاحه على الناس، أبدا، وهو ايضا، الذي يمثل فخرا اجتماعيا وسياسيا للدولة، وله إرث عظيم من الشهداء، والتضحيات التي لا ينكرها إلا كل جاحد أو مارق في هذه البلاد.
لكن دعونا نتحدث عن قصة العصابات على الحدود من زوايا ثانية، فالواضح تماما ان الدولة السورية غير قادرة على السيطرة على اراضيها فتواصل هذه العصابات تصنيع المخدرات ومحاولة تهريبها الى الأردن، أو لبنان، أو العراق، أو دول الخليج العربي، او أن هذه العصابات تعمل مع متنفذين كبار في الدولة السورية، يحظون بحمايتهم، لأن قوة هذه النشاطات وتواصلها، قوة تعبر عن مساحات غامضة في كل مشهد لهذه العصابات، تقودنا إلى اتهام أطراف داخل سورية، أو حتى أطراف ثانية، تعمل ضمن تجارة اكبر في المنطقة، ولغايات مختلفة، تتجاوز فكرة التهريب.
هذا ملف لا يمكن السكوت عليه، إذ ان تهديد الأردن بموجات تهريب المخدرات يعني إغراق الأردن بالخراب بسبب الإدمان، كما أن تهديد أبناء الجيش وقتلهم لأنهم يدافعون عن الأردن، يعني تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، بما يمنح الأردن كل المساحات للرد، بكل الطرق، والوسائل، ما دام الجانب السوري، يبدو عاجزا عن إيقاف هذه العمليات، أو لوجود من يدعم هذه العصابات في العمق السوري، حيث لا يعقل أن تكون كل هذه الجزر التي تصنع المخدرات وتحاول تصديرها مع الأسلحة بعيدة عن أعين الأمن السوري، أو نشأت بشكل مفاجئ.
كل الحدود الأردنية السورية الشمالية، والشمالية الشرقية، باتت خطيرة جدا، والمعلومات الأمنية المتدفقة ما وراء الحدود تتحدث عن كل شيء، من العصابات المتشددة، الى المليشيات المرتبطة بدول معينة، وصولا الى عصابات المخدرات والأسلحة وغير ذلك، فمن يرعى كل هؤلاء، ويحضهم على مواصلة عملياتهم في هذا التوقيت، ومن يزودهم بكل هذه الأسلحة والتقنيات المتطورة، وبعضها معدات عسكرية ليلية متطورة، بما يفرض على الأردن اليوم، استعمال وسائل جديدة في الرد على هؤلاء، دون أي اعتبار لأحد سوى سلامة الأردن، وجيشه، وشعبه ايضا.
الجانب الأهم والذي يخصنا هنا يتعلق بوكلاء هذه العصابات في الأردن، إذ لولا وجود وكلاء ينتظرون وصول هذه الكميات من المخدرات، لما حاول المهربون إرسالها، سواء للاستهلاك داخل الأردن، او لمحاولة نقلها عبر الأردن الى دول ثانية، وهذا يفرض اليوم، كما قلت سابقا، قطع رؤوس الأفاعي هنا، من الرؤوس المدبرة، بعمليات كبرى، لا ترحم أحدا، اضافة الى تغيير العقوبات في القوانين حول تعاطي المخدرات، وتهريبها، او ترويجها، وتطوير شبكات الأمن الاجتماعي في كل مكان، بحيث تتكشف معلومات كثيرة عما يجري، عبر دعم الناس للمؤسسات التي تكافح المخدرات، مع أهمية التنبه إلى عمليات التهريب المتقنة عبر الحدود البرية أيضا.
إننا جميعا نترحم على روح الشهيد الخضيرات، ونتمنى الشفاء للجرحى، ونحيي الجيش بكل ما في قلوبنا من محبة، وتقدير لجهد قيادته وكل أفراده، ونشعر بالغضب الشديد أيضا إزاء استمرار المحاولات من أجل استباحة الأردن بكل الوسائل، فيما لا يبدو أن أحدا من الجانب الآخر يبذل أي فعل حقيقي لوقف هذه المحاولات، ولو تعبيرا عن حسن النوايا خلال هذه المرحلة.
الجيش في مهمته الحساسة على الحدود، يدافع عن كل واحد فينا، وعن حياتنا وكرامتنا وأمننا، ولولاه لتعرض الأردن الى ما هو أخطر، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
الغد
نيسان ـ نشر في 2022-01-18 الساعة 08:46
رأي: ماهر أبو طير