تناقضات الحياة.. حين نختار السير في الإتجاه المعاكس!
فاطمة العفيشات
كاتبة صحافية
نيسان ـ نشر في 2022-01-22 الساعة 17:37
نيسان ـ فاطمة العفيشات
بينما يعثر المارة على رضيع بجانب الطريق في الرمثا، تعثر الأجهزة الأمنية على جثة شاب أسفل جسىر عبدون.
أحدهم قرر اسقاط رأسه لآخر مرة في مكان غير مسقط رأسه لأول مرة، وأحدهم قرر إخراج جسد في خرقة سوداء على الرصيف تشي بلون حياته ان اكتملت.
في الحالتين سيتحدث الجميع عن النتيجة "الحرام" غير آبهين لمسبباته.
في الأولى هجر من بلاده بحثا عن لقمة عيش هانئة و"هدمة ساترة" لجسد لم يعد يحتمل الألم فقرر أن يعيشه أضعافا بسقطة حرة يظن الجميع أنها من تلقائه والحقيقة أن كل أيادي الحياة ساهمت بإسقاطه من الأعلى.
والثانية أن التخلص من الجنين حرام، لكن رميه في العراء وسط حالة الإنجماد وصرخات الخوف والجوع والبرد غير ذلك، فإن مات متجمدا ، منهوشا من الحيوانات، جائعا قبل أن يعثر عليه أحدهم سيخلصهم من شعور الذنب المستبدل بجمل يواسون بها كذبهم محدثين ضميرا مات فيهم قبل أن يولد الطفل بأنه "قضاء وقدر".
نعم خلقنا في هذا الكون بأقدار، ولكن ترك لنا الخيار، خيار الإنجاب، والإختيار!
في احدى المرات قرأت عبارة "العاهرة لا تنجب"، كان ذلك عقب أن شاهدت أكثر من ٤ أطفال على سرير واحد في احد المستشفيات الحكومية، يعانون جميعهم مرض "السحايا"، حينها سألت عن سبب وضعهم بتلك الصورة مع مربية واحدة عجزت عن اسكات أوجاعهم، فكان الرد أنهم اصيبوا بالعدوى من بعضهم البعض، وأنهم من فاقدي السند الأسري.
كم قصة حب وعلاقة غير شرعية انجبت أرواح للحياة، وحكمت عليهم الموت في كل يوم مقدر لهم العيش فيه، حتى وإن كانت الأرواح نتيجة لعلاقات شرعية، كم مرة اجبرت ظروفنا المعيشية وظلم الحياة تلك الأجساد على السير بالاتجاه المعاكس لدائرة الحياة!
إذن هي تناقضات الحياة.. فرحة عند الولادة وحزن عند الخروج منها، كتلك التي تحدث في أول العلاقات وتنتهي عندما يقرر أحدهم التخلي، ثم يتخلى الآخر عن نتيجة قراراته الخاطئة، وتخلي الأرض التي ولدنا عليها عنا، بدائرة تدور سريعا والبقاء فيها لمن يتشبث ..!
بينما يعثر المارة على رضيع بجانب الطريق في الرمثا، تعثر الأجهزة الأمنية على جثة شاب أسفل جسىر عبدون.
أحدهم قرر اسقاط رأسه لآخر مرة في مكان غير مسقط رأسه لأول مرة، وأحدهم قرر إخراج جسد في خرقة سوداء على الرصيف تشي بلون حياته ان اكتملت.
في الحالتين سيتحدث الجميع عن النتيجة "الحرام" غير آبهين لمسبباته.
في الأولى هجر من بلاده بحثا عن لقمة عيش هانئة و"هدمة ساترة" لجسد لم يعد يحتمل الألم فقرر أن يعيشه أضعافا بسقطة حرة يظن الجميع أنها من تلقائه والحقيقة أن كل أيادي الحياة ساهمت بإسقاطه من الأعلى.
والثانية أن التخلص من الجنين حرام، لكن رميه في العراء وسط حالة الإنجماد وصرخات الخوف والجوع والبرد غير ذلك، فإن مات متجمدا ، منهوشا من الحيوانات، جائعا قبل أن يعثر عليه أحدهم سيخلصهم من شعور الذنب المستبدل بجمل يواسون بها كذبهم محدثين ضميرا مات فيهم قبل أن يولد الطفل بأنه "قضاء وقدر".
نعم خلقنا في هذا الكون بأقدار، ولكن ترك لنا الخيار، خيار الإنجاب، والإختيار!
في احدى المرات قرأت عبارة "العاهرة لا تنجب"، كان ذلك عقب أن شاهدت أكثر من ٤ أطفال على سرير واحد في احد المستشفيات الحكومية، يعانون جميعهم مرض "السحايا"، حينها سألت عن سبب وضعهم بتلك الصورة مع مربية واحدة عجزت عن اسكات أوجاعهم، فكان الرد أنهم اصيبوا بالعدوى من بعضهم البعض، وأنهم من فاقدي السند الأسري.
كم قصة حب وعلاقة غير شرعية انجبت أرواح للحياة، وحكمت عليهم الموت في كل يوم مقدر لهم العيش فيه، حتى وإن كانت الأرواح نتيجة لعلاقات شرعية، كم مرة اجبرت ظروفنا المعيشية وظلم الحياة تلك الأجساد على السير بالاتجاه المعاكس لدائرة الحياة!
إذن هي تناقضات الحياة.. فرحة عند الولادة وحزن عند الخروج منها، كتلك التي تحدث في أول العلاقات وتنتهي عندما يقرر أحدهم التخلي، ثم يتخلى الآخر عن نتيجة قراراته الخاطئة، وتخلي الأرض التي ولدنا عليها عنا، بدائرة تدور سريعا والبقاء فيها لمن يتشبث ..!
نيسان ـ نشر في 2022-01-22 الساعة 17:37
رأي: فاطمة العفيشات كاتبة صحافية