اتصل بنا
 

'حكومة من دهنه قلي له'.. ونحن شهود زور

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2022-01-23 الساعة 11:30

حكومة من دهنه قلي له.. ونحن
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...حفظنا اسطوانة الرسميين، وحفظنا عنواين إصلاحاتهم المزعومة، وصرنا نعيد ونكرر معهم حاجة البلد لحكومات برلمانية، لكننا نقصد حكومات برلمانية كاملة الوصاية فيما يريدونها مزوّرة وبحشوات مشبوهة.
دلونا على ملف وضع مسؤولونا أصابعهم فيه ونجحوا ؟
أمامي تصريح لمسؤولين في أمانة عمان الكبرى يعدون بأن تتحول عاصمتنا الى مدينة ذكية للغاية خلال خمس سنوات، لا غرابة في ذلك، ولا نملك سوى الضحك والقهقهة على الباص الذكي أو السريع لا فرق.
وأمامي أيضاً الوعد الذي خضّه المسؤولون منذ مطلع التسعينيات، بتحقيق الرفاهية للشعب الأردني، ثم صار الشعب يحن لرفاهية التسعينيات وما قبلها. أين الشعب الأردني من ذاك الوعد؟ وأين يقف الشعب اليوم؟ حينها كنا نعيش في رفاهية بالنظر للجحيم الذي نعيشه اليوم.
انظروا الى وعود عنق الزجاجة الاقتصادي ما غيره؟ ذلك وعد يشبه وعد الحكومات البرلمانية التي بدأنا نرى طلائعها منذ الان.
"حكومة من دهنه قلي له"، فالمسؤولون الذين يعينون كوزراء، ومسؤولين كبار في مناصب الدولة العليا، يشتغلون اليوم هم ومن معهم من "دماء جديدة" من مسؤولي الغد، لتصنع أحزاب يراد لها فيما يبدو ان تنافس الأحزاب القديمة لتظفر بحكومات برلمانية.
المسؤول لدينا لا يتعب ولا يمل ولا يكل، وبإمكانه إشغال أي منصب، وإن لم يجد كرسياً سياسياً شاغراً، فهناك الأحزاب الجديدة، وبإمكانه ترديد سطرين عن الحياة السياسية في جلسة نميمة، ثم يبدأ المنافسة على كرسي الأمين العام، وإن فشل فطريق المعارضة أقرب إليه من "عضة الكوساية" على الطريقة اللبنانية.
سبحان مغير الاحوال، في الصباح يكون أحدهم حكومياً حد الجشع وفي المساء معارضاً حد الطمع.
وبعد الانقلاب سيكون بإمكانهم إسماعنا الكثير عن الحياة السياسية وفلسفة الاحزاب وعلاقتها بالدولة وأركانها، ولديهم وجهة نظرة بصفونها بـ"الحصيفة" تجاه خطوات الإصلاح والدستور نفسه، ويتطلعون إلى حكومة برلمانية مستقبلية ذكية، لكن ذكية لهم، وآمنة لهم هم.
إذن، الأمر لا يتجاوز المسميات والشكليات، وتقريب فلان وحرق فلان وحزبه، لكنه يندرج ضمن إجراءات الرسميين في التحضير لعهد الحكومات البرلمانية، وبهذا المعنى يصحّ أن نطلق عليها حكومات برلمانية ذكية جداً.
لقد عرفنا وعود المسؤولين منذ عقود، وعدونا بالحَلَق، فقمنا استعدادا له بثقب آذاننا، ثم انتظرنا حتى التأم الثقب من جديد.
هؤلاء لن يمنحونا شيئاً، أي شيء مما نريده، وإن هم قالوا كذبوا، وهم لا يفلحون إذ صنعوا.
لهم سنوات يشتغلون على صناعة بيئة الحكومة البرلمانية التي يريدونها، حكومة آمنة، حضورها مثل غيابها، ثم سنشارك نحن كشهود زور، أو كتيس محلل، كلنا يعني كلنا، الشعب والمعارضة.

نيسان ـ نشر في 2022-01-23 الساعة 11:30


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً