الأردن بين زلزالين
نيسان ـ نشر في 2022-01-25 الساعة 12:04
نيسان ـ إبراهيم قبيلات....اعتادت وسائل الإعلام على تسلية الجمهور في أخبار استهلاكية على الدوام.هذا حصل أخيراً في شأن الزلزال الذي وقع في منطقة طبريا، فاستدعت الصحافة – ليست الأردنية وحسب - خبراء يتحدثون عن قدرتنا على الصمود في وجه ارتجاج أرضي وانزلاقات حادة في طبقات القشرة التي ندوس عليها.
إذا كان الأمر يتعلق بدمار الزلزال فإننا جميعا نقف أمام أخباره على رؤوس أصابعنا في انتباه كامل، برغم أن الزلازل التي تقع على رؤوسنا يوميا أدهى بكثير من تلك التي نخشى أن تصيب منازلنا فتقع على رؤوسنا.
إننا نتعرض يومياً ومنذ سنوات وسنوات الى هَزَّات اقتصادية واجتماعية وسياسية غير طبيعية تعبّر عن نفسها على شكل سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية للمجتمع.
وبينما يقع الزلال الطبيعي في وقت لا يتعدى ثواني معدودة، تقع الزلازل التي لا نكترث لها طوال الوقت وباستمرار، ونشعر باهتزازاتها في رؤوسنا، لكن من دون أشلاء، وتلك تنتج عن حركة الصفائح السياسية في قشرة الدولة، فتتكسر صخور المجتمع، وتنزاح بسبب تراكم إجهادات داخلية للناس نتيجة لمؤثرات اجتماعية وسياسية واقتصادية ينجم عنها تحرك صفائح المجتمع.
وفي الوقت الذي يكون به للزلزال الطبيعي مركز أو بؤرة واحدة تنتج الزلازل التي نصنعها في المجتمع عدداً من البؤر أو المراكز، آخرها وأقلها شأنا مركز الدوار الرابع.
سوى أن كل هذا لن يعنينا اطلاقا، فنحن بحاجة إلى زلزال نرى آثاره الاستهلاكية فوق طبقات قشرة رؤوسنا بصورة واضحة، لأن معظمنا لم يعد قادر على رؤية أثر الزلازل الأخرى.
تشقق المجتمع بفعل تكسّر قشرة الشباب في مقياس البطالة، وتشقق طبقات الناس فقراً، وتشققهم بفعل الارتدادات الزلزالية الاقتصادية، في الحالة الاجتماعية التي تقع جدرانها على جلودنا فتمزقنا، سوى أننا لا نرى دماء، كأننا بحاجة الى الدماء من أجل ان نشعر بالرعب.
هناك إجماع من الطبقات الاجتماعية والعلمية والسياسية الأردنية بأن بلادنا غير قادرة على الصمود أمام زلزال قوي. وهذا فيما يرى العارفون صحيح، ولكن من السذاجة أمام المشهد العام أن نكترث لزلزال لا نستطيع التنبؤ بموعد حدوثه أمام زلازل يومية تدكّنا دكاً الان.
إذا كان الأمر يتعلق بدمار الزلزال فإننا جميعا نقف أمام أخباره على رؤوس أصابعنا في انتباه كامل، برغم أن الزلازل التي تقع على رؤوسنا يوميا أدهى بكثير من تلك التي نخشى أن تصيب منازلنا فتقع على رؤوسنا.
إننا نتعرض يومياً ومنذ سنوات وسنوات الى هَزَّات اقتصادية واجتماعية وسياسية غير طبيعية تعبّر عن نفسها على شكل سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية للمجتمع.
وبينما يقع الزلال الطبيعي في وقت لا يتعدى ثواني معدودة، تقع الزلازل التي لا نكترث لها طوال الوقت وباستمرار، ونشعر باهتزازاتها في رؤوسنا، لكن من دون أشلاء، وتلك تنتج عن حركة الصفائح السياسية في قشرة الدولة، فتتكسر صخور المجتمع، وتنزاح بسبب تراكم إجهادات داخلية للناس نتيجة لمؤثرات اجتماعية وسياسية واقتصادية ينجم عنها تحرك صفائح المجتمع.
وفي الوقت الذي يكون به للزلزال الطبيعي مركز أو بؤرة واحدة تنتج الزلازل التي نصنعها في المجتمع عدداً من البؤر أو المراكز، آخرها وأقلها شأنا مركز الدوار الرابع.
سوى أن كل هذا لن يعنينا اطلاقا، فنحن بحاجة إلى زلزال نرى آثاره الاستهلاكية فوق طبقات قشرة رؤوسنا بصورة واضحة، لأن معظمنا لم يعد قادر على رؤية أثر الزلازل الأخرى.
تشقق المجتمع بفعل تكسّر قشرة الشباب في مقياس البطالة، وتشقق طبقات الناس فقراً، وتشققهم بفعل الارتدادات الزلزالية الاقتصادية، في الحالة الاجتماعية التي تقع جدرانها على جلودنا فتمزقنا، سوى أننا لا نرى دماء، كأننا بحاجة الى الدماء من أجل ان نشعر بالرعب.
هناك إجماع من الطبقات الاجتماعية والعلمية والسياسية الأردنية بأن بلادنا غير قادرة على الصمود أمام زلزال قوي. وهذا فيما يرى العارفون صحيح، ولكن من السذاجة أمام المشهد العام أن نكترث لزلزال لا نستطيع التنبؤ بموعد حدوثه أمام زلازل يومية تدكّنا دكاً الان.
نيسان ـ نشر في 2022-01-25 الساعة 12:04
رأي: ابراهيم قبيلات