اللعنة السورية وبوتين قلب الأسد
نيسان ـ نشر في 2015-10-01 الساعة 20:50
لقمان إسكندر
اشتد أزمة تشتد، هذا حال الثورة السورية، لا وجود في سوريا لاشتد أزمة تنفرجي. كلما اشتدت أكثر وقيل هذه آخر الفظائع ظهر أن هناك ما هو أفظع.
بدأت بطفل ومحافظ درعا انتهت بملايين البشر وعشرات الدول وأجهزة مخابراتها. اليوم تتمدد الأزمة السورية حتى وصلت منازل القرويين في روسيا. ليس داعش التي تتمدد بل الأزمة السورية من تفعل ذلك.
ها قد دخلت روسيا على الخط .. الرئيس فلاديمير بوتن يريد أن يبني له مجدين: الأول شخصي لاسمه، والثاني جماعي للقومية الروسية، لكنها اللعنة لكل من وضع أصبعه في القِدر السوري الملتهب.
لا بد وأن واشنطن تشعر بـ "السعادة المقنّعة بالغضب" لما يفعله سيد الكرملين، وهي مستعدة للتعاون مع الشيطان من أجل إعادة روسيا لحجمها الذي كان ما بعد الاتحاد السوفييتي، لكنها بالتأكيد لن تستخدم الأدوات ذاتها التي استخدمتها في أفغانستان إبان الاحتلال السوفييتي لها، خاصة وأن بوتين أفصح صراحة في نيويورك أن زمن أفغانستان قد ولى، في إشارة الى مساعدة واشنطن للثوار الأفغان من أجل طرد القوات السوفييتية وقد نجحت.
على أن هذا ليس كل شيء. فما بيد واشنطن الكثير من الأوراق لتلعبها ضد موسكو، سوى أن الورقة الأثقل والأشد تأثيرا هي في بوتين نفسه، الذي يريد أن يضع له ركنا مهما في أمهات الكتب الروسية التي تتحدث عن "أبطال الأمة".
بوتين مسكون بالقوة، ومفتون بها، وهي شخصية نجحت حتى الآن في رسم صورته في عين شعبه. لكن واشنطن لم تخرج موسكو من باب قطبية العالم، لتسمح له الدخول من الشباك. لهذا سيعتمد الأمريكان كثيرا على شعور القوة لدى سيد موسكو، وسيغرق. وستمد واشنطن بوتين بكل أسباب الغرق.
من الصعب تصديق أن الولايات المتحدة الأمريكية رفعت الراية البيضاء أمام روسيا اليوم، فمنطق القوة الشمولية التي تتمتع بها أمريكا في العالم ينفي الرأي الذي يقول إن واشنطن مضطرة الى التعاون مع روسيا لعجزها التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية وحدها.
هذا يعني أن سوريا التي تحول فيها بويتن الى (قلب الاسد) مقبلة على معارك طاحنة لن يعرف فيها القاتل لم قَتل ولا المقتول لم قُتل. ورغم ذلك ستتحول سوريا الى لعنة ستطيح بكل الداخلين في مستنقعها.
إن الموت السوري لم يبدأ بعد.