الكهرباء تلوم أشجار الزراعة .. اجى يكحلها عور عينها

نيسان ـ نيسان-فاطمة العفيشات
ها قد عرفنا المسؤول المباشر عن انقطاع التيار الكهربائي خلال "ثلجة شاكر" وظهر جليا أن أشجار وزارة الزراعة هي السبب.
هذا ليس حديثي أو حديث الغاضبين إنما هو فحو حديث مدير عام شركة الكهرباء، حسن عبدالله خلال مقابلة تلفزيونية على شاشة رؤيا مبررا انقطاع الكهرباء عن الأردنيين خلال المنخفض.
يبدأ حديثه أن "الشركة تدرك أن خدمة إيصال الكهرباء من الخدمات الأساسية التي لا يستغني عنها المواطن في هذه الأيام"، وكأن المواطن يمكنه العيش بلا كهرباء وبحياة أشبه بالبدائية في باقي الفصول!
يكمل تبريره واعتذاره من كل مواطن ويطلق العنان لأمنيات بأن تستجيب الشركة بشكل أسرع ولكل مواطن عاتب على الشركة لأنه يعتقد أن آداءها لم يكن بالمستوى المطلوب. على حد قوله.
المشكلة أن الشركة نفسها لم تدرك أن ما يعتقده المواطن بنظرها هو واقع مؤسف، وأن الحقيقة أنها لم تقم بأدنى مستوى من مسؤوليتها فظهرت مشلولة تماما من أية ادوات خلال المنخفض الجوي رغم كل ما قالته عن جاهزية الشركة.
في حديثه قال أيضاً "كان واضحا انه يوجد منخفض جوي من خلال الأرصاد، وأعلنا عن خطة طوارئ قبل دخول المنخفض بساعات".
هنا عزيزي المواطن عليك أن تعتذر للشركة وللحكومة لأنك لم تلتقط الإشارة سريعا بأن تتجهز وتحضر الشموع والمصابيح التي تعمل على البطاريات، حتى فوانيس الكاز كان عليك جلبها قبيل المنخفض!
يستطرد تبريراته وما وصفه بالدفاع من الجهة الأخرى أن الشركة بموجب خطة الطوارئ توقف كادرها كاملا عن الأعمال الاعتيادية الإنشائية والتركيبات ، والتحق بخطة الطوارئ لإصلاح الأعطال التي أشار لها بكل ثقة أنها كانت تحت السيطرة.
ما لم يقله مدير شركة الكهرباء أن كوادرها استمرت بقطع الكهرباء على المشتركين الذين لم يسددوا كافة المستحقات على الشركة، كما لم يقل أيضاً أنها بدت شبه مغيبة عما يحدث وأنها كانت متوقفة حتى عن الإصلاحات.
ما يثير السخرية أنه كان سعيدا بحديث أحد المواطنين عندما توقع أن الكهرباء ستصل خلال نصف ساعة إلى ساعة من انقطاعها، معلقا أن هذا الأداء الذي عودته شركة الكهرباء لمشتركيها وتمارسه طوال الوقت، متناسيا أنه خلال تلك الساعة قد تزهق ارواح أو أنه لم يشاهد مناشدات المواطنين ممن يعانون من مشاكل في التنفس، ويستخدمون جهاز التنفس الكهربائي!
قبل أن يختم ما لم يسمن ولم يغن المواطنين من غل جراء أيام الانقطاع الكهربائي عن منازلهم بلا تدفئة ولا انترنت ولا وسيلة اتصال تنقذهم من أي طارئ قد يحصل؛ يقذف مدير الشركة الكرة بملعب وزارة الزراعة بأن الأشجار كانت سببا رئيسياً في انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق، إلا أن وزير الزراعة كان بالمرصاد، فأعاد له على الفور كرته مدافعا عن أن الأشجار لم تفعل ذلك.
أخيراً يقول تراكمات الثلوج كانت في مناطق اختصاصهم حالت دون وصولهم لحل المشاكل، والغريب أنه ذكر مسبقا أن الشركة استأجرت آليات وجرافات خاصة قبيل المنخفض!
لكن كل هذا الحديث لم يقنع الاردنيين بعد أن عاشوا يوما مسروقا من العصور الوسطى.